العدد 2107 - الخميس 12 يونيو 2008م الموافق 07 جمادى الآخرة 1429هـ

أراغونيس وريهاغل يتصدران المدربين أعمارا

هل يكون الأكبر سنا هو الأفضل؟

لا بديل عن الخبرة... على الأقل على مستوى المدربين المشاركين في بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم يورو 2008 بالنمسا وسويسرا. فقد أصبح الشعر الأبيض، أو يا حبذا عدم وجود شعر على الإطلاق، من البنود الأساسية للحصول على منصب المدرب بإحدى منتخبات البطولة الأوروبية الحالية.

ويحتفل مدرب اسبانيا لويس أراغونيس ومدرب اليونان الألماني أوتو ريهاغل بعيد ميلادهما السبعين هذا الصيف، ما يجعلهما الأكبر سنا بين الستة عشر مدربا الذين تضمهم بطولة يورو 2008.

كما تخطى 6 مدربين بالبطولة عامهم الستين.

وأبدى مدرب نادي أرسنال الانجليزي الفرنسي آرسين فينغر دهشته من أعمار المدربين في يورو 2008 قائلا: «قبل 20 عاما كانت مثل هذه البطولات تضم مدربا واحدا مثلا في الستين من عمره، وكانت تعتبر معجزة حقيقية لو وجدت مدربا في السبعين».

وأضاف «ولكن من الواضح أن الأوضاع تغيرت، وإذا تمكن المدربون من التعامل من الضغوط العصبية، التي عادة ما تكون أقل في حالة تدريب المنتخبات الوطنية عن تدريب الأندية، فأحيانا يبقون في الملاعب لمدة أطول». ويرى عضو الوفد الفني لاتحاد الكرة الأوروبي في بطولة أوروبا الحالية الفرنسي جيرار هوييه، أن وضع الثقة في المدربين الأكبر سنا ليس مفاجأة.

وقال مدرب نادي ليفربول الانجليزي وليون الفرنسي السابق والذي يعمل في تحليل مباريات يورو 2008 لاتحاد الكرة الأوروبي: «إن الخبرة عامل أساسي لتحقيق النجاح على هذا المستوى من المنافسات».

وتجاوز سن 12 مدربا من مدربي يورو 2008 الخمسين عاما. ليتبقى 4 مدربين هم يواخيم لوف (ألمانيا، 48 عاما) وروبرتو دونادوني (إيطاليا، 44 عاما) وماركو فان باستن (هولندا، 43 عاما) والأصغر بين الجميع سلافين بيليتش (كرواتيا، 39 عاما) هم الذين لم تصل أعمارهم لنصف القرن. ويصل متوسط أعمار المدربين في يورو 2008 إلى 56.88 عاما، بزيادة طفيفة عن متوسط أعمار المدربين في بطولة يورو السابقة التي جرت قبل 4 أعوام بالبرتغال إذ بلغ متوسط الأعمار آنذاك 56.81 عاما.

وكان ريهاغل نفسه قد علق من قبل على مسألة السن في عالم كرة القدم قائلا إنه لا يوجد لاعبين كبار السن أو يافعين، وإنما لاعبين جيدين أو سيئين. ويمكن تطبيق الأمر نفسه على المدربين.

ويسعد المدربون الشباب دائما بإبداء احترامهم وتقديرهم للمدربين الأكبر سنا. إذ أكد لوف أنه يمكن بالتأكيد أن يستفيد من تجارب وخبرات مدرب مثل مدرب بولندا الهولندي ليو بينهاكر (65 عاما) قبل لقاء الفريقين في مباراتهما السابقة بيورو 2008. ويعمل بينهاكر نفسه دائما على التذكير بخبرته والاستفادة من هذا الأمر كما حدث مثلا أثناء دفاعه عن نفسه أمام انتقادات وسائل الإعلام البولندية مشيرا إلى أنه بعد قضاء 40 عاما في مزاولة مهنة التدريب فإنه لا يحتاج إلى دروس من أحد.

وأوضح هوييه أنه مع تعرض اللاعبين للضغوط العصبية المتزايدة أو اضطرارهم للتعامل مع النجومية وضغوطها في سن مبكرة، فإن المدرب كبير السن يمكن أن يلعب مع اللاعبين دور الأب.

وهذا ما يمكن قوله عن البرازيلي لويز فيليبي سكولاري الذي دائما ما ينظر إليه مثل الأب بين البرتغاليين. ويرى سكولاري أن الشعور بالجماعة والأسرة أمر مهم. كما أن سكولاري شخص متدين للغاية، ما أكسبه احتراما كبيرا بين الجميع.

وسبق لسكولاري أن أعطى لاعبيه كتاب «فن الحرب» لسون تزو، وهو كتاب عمره 2500 عام عن الخطط العسكرية. ولا يبدو أن مثل هذه الأفكار قد ترد على ذهن مدرب شاب. هذا بخلاف أن المدربين المخضرمين تجذبهم مناصب تدريب المنتخبات الوطنية، بعيدا عن العمل المستمر المجهد بمسابقات الدوري. كما أن العمل مع المنتخبات يمنح المدربين المزيد من الوقت للتركيز على وضع خطط بمفاهيم خاصة.

وكان هذا من الأسباب التي دفعت الألماني أوتمار هيتزفيلد (59 عاما) لاتخاذ قراره بتدريب المنتخب السويسري عقب البطولة الأوروبية الحالية، إذ سيخلف المدرب كويبي كون، الذي يكبر هيتزفيلد بخمسة أعوام، في هذا المنصب.

أما المدربون الشباب فعادة ما يفضلون تدريب الأندية لما يتضمنه الأمر من تحديات يومية، إلى جانب مكافآت مالية أكبر عادة.

واقترب الكرواتي بيليتش في بداية هذا العام من قبول مهمة تدريب نادي هامبورغ الألماني ولكنه قرر في النهاية البقاء مع منتخب بلاده، بينما سيترك فان باستن وظيفته التدريبية مع المنتخب الهولندي بعد يورو 2008 من أجل تدريب نادي أياكس أمستردام.

وسيتولى تدريب المنتخب الهولندي بعد فان باستن المدرب بيرت فان مارفيك، الذي يكبر فان باستن بـ13 عاما.

العدد 2107 - الخميس 12 يونيو 2008م الموافق 07 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً