العدد 2540 - الأربعاء 19 أغسطس 2009م الموافق 27 شعبان 1430هـ

رهان برلسكوني... «النسخة البرازيلية» من بولت

طالب الجماهير بالتحلي والتسلح بالثقة

الدوحة - الجزيرة الرياضية 

19 أغسطس 2009

تأثّّر رئيس نادي ميلان الإيطالي سيلفيو برلسكوني، بمباراة فريقه ويوفنتوس على كأس برلسكوني مساء الاثنين الماضي، فلم يتوان عن دعوة مشجعي النادي للتحلّي بالإيمان والتسلّح بالثقة، كونهم يختزنون في صفوفهم «النسخة البرازيلية» من الظاهرة الجامايكية، أوساين بولت، عنى بها النجم البرازيلي رونالدينهو.


جرعة معنوية

فقبل بضعة أيّام على الشروع بالموسم الجديد للدوري الإيطالي لكرة القدم، فئة «أ» والذي يستهله ميلان يوم 22 الجاري أمام مضيفه سيينا، أطّل برلسكوني، داعيا الجماهير لعدم الشعور بالقلق على المستوى غير المطمئن للفريق بناء لنتائجه التحضيرية السيئة، فكان أن قدّم جرعة معنوية كبيرة للجماهير ولرونالدينهو نفسه، خصوصا بعد الظهور الطيّب للأخير أمام يوفنتوس، في مباراة تفوّق فيها «الروسونيري»، بضربات الترجيح، بعد التعادل 1/1.

ويأتي كلام برلسكوني، الذي يشغل منصب رئيس وزراء إيطاليا أيضا، بعد سلسلة من النتائج المخيبة التي ظهر بها الفريق أثناء المباريات التحضيرية للموسم الجديد، إذ تعرّض لثماني خسائر في 10 لقاءات خاضها، ما زاد قلق محبي النادي الحزانى جراء مغادرة أبرز نجوم الفريق، البرازيلي الآخر كاكا متوجها لريال مدريد الإسباني.

لكن على رغم تلك النتائج البعيدة عن الطموحات، كشف برلسكوني أنه مؤمن بقدرة، رونالدينهو على أن يكون النظير الكروي للعدّاء أوساين بولت، شاغل العالم بأرقامه التعجيزية في سباقات السرعة، آخرها تسجيله 9.58 ث في بطولة العالم لألعاب القوى المقامة حالية في برلين.

وعلى رغم ابتعاد رونالدينيو عن مستواه الذي أطلقه واحدا من أمهر لاعبي كرة القدم في العالم حين كان مع برشلونة الإسباني، ما سمح له بالفوز مرتين بجائزة أفضل لاعب كرة قدم على العالم وفقا للـ»فيفا» عامي 2004 و2005، فإن برلسكوني أبدى ثقته التامة بقدرة اللاعب البرازيلي على الوقوف مجددا على قدميه، وحمل النادي للانتصارات.

«أوساين بولت الذي لدينا اسمه رونالدينهو، دائما ما كان حلم الرياضيين في العالم أجمع، ويستطيع أن يكون مجددا»، قال رئيس ميلان عقب مباراة يوفنتوس، وتابع متأثرا بما قدمه البرازيلي معتبرا أنه لعب بشكل ممتاز في الهجوم أمام لاعبين صلبين، في منطقة حيوية وخصبة لخلق الفرص والمراوغة والتمرير الرائع والحصول على ركلات حرة وركلات جزاء وتسجيل الأهداف، وهي صفات «فنيّة» طالما اشتهر بها رونالدينهو.


كلام غير واقعي

لكن كلام رئيس وزراء إيطاليا يبدو مبالغا به بعض الشيء، خصوصا أن اللاعب البرازيلي، هو غيره كليا لذلك النجم الذي لمع مع برشلونة منذ أربعة أعوام، فحينها كانت تصحّ مقاربة مماثلة، لكن الآن يبدو الأمر غير واقعي، وذلك وفقا لبعض ردود الفعل على ما قاله برلسكوني.

من هنا يبدو، أن برلسكوني أمام حائط شبه مسدود، يبحث فيه عن منفذ ضوء ليشدّ من أزر الفريق، خصوصا أنه لم يجر تعزيز الصفوف كما يجب، بالمقارنة مع رحيل كاكا، وكذلك اعتزال مالديني، وإن كان الأخير تقدّم في العمر «الرياضي»، لكن باعه الطويل مع ميلان له ثقله الفني على أرض الملعب من حيث التوازن الذي يمكن أن يشكله وجوده في خط الدفاع، إلى جانب عودة ديفيد بيكهام لغالاكسي، والأوكراني أندري شيفتشنكو، لتشلسي، كونهما كانا معارين، مع ملاحظة أن الأخير بدا الموسم الماضي «شبحا» لهداف الدوري الإيطالي 1999-2000 و2003-2004.

وأمام تلك الخسائر الفنية، خصوصا كاكا وبيكهام، لم يقدِم ميلان على تعزيزات من الوزن نفسه، باستثناء قدوم الهداف الهولندي «الكلاسيكي الأداء» كلاس يان هونتلار للفريق من ريال مدريد، وهو أمر إن شكّل ورقة رابحة فإنه «نظريا» لن يملي مكانة بيكهام بعيدا عن اختلاف الأدوار ولا فراغ كاكا بمكان، خصوصا مع المرونة في العطاء التي يمتلكها الأخير كصانع ألعاب خلاق وهدّاف، بخلاف هونتلار، اللاعب المنفّذ وغير المبدع فنيا لكن المعوّل عليه كثيرا مع البرازيلي الآخر باتو.

كما أن التعاقد مع المدافعين الأميركي، النيجيري الأصل، أوجوتشي اونيو الذي أمضى الموسم الماضي مع متز الفرنسي معارا من ستاندر لياج البلجكي، والبرازيلي تياغو سيلفا من فلوميننسي البرازيلي، ليس على قدر الآمال، خصوصا أن الغيارى على النادي متعطشين للقب الدوري الغائب عن خزائن النادي منذ 2004، وهم من حيث «شكل الفريق» لا يبدوا تفاؤلا كبيراُ.

وأمام تلك المخاوف التي زادها رحيل المدرب كارلو انشلوتي إلى تشلسي وتسلم البرازيلي الشاب ليوناردو المهمة، ينظر برلسكوني للأمر بصورة مغايرة، ومن زاوية أكثر إيجابية وواقعية، فاعتبر ردا على خيبات الجماهير أنه لا يجب على الأخيرة الحزن على رحيل نجم (مدرب أو لاعب) «كرة القدم لم يخلقها كاكا أو حتى فان باستن». وعقّب: «في كرة القدم النجوم والأبطال تتغير، لا يجب أن تشعر بالحنين لأي كان». وأبدى ثقته مجددا برونالدينهو قائلا:»استقدمنا رونالدينهو لأنه اللاعب رقم واحد على العالم، لا أحد يملك لاعبا مثله».


قراءة مختلفة

في المقابل، ومن نظرة أكثر إلماما بواقع كرة القدم، لا يظهر ليوناردو الإيجابية نفسها التي يطلقها برلسكوني، بل تبدو قراءته أكثر صلة بالواقع، إذ لم يعط تأكيدا على أن رونالدينهو بملك المقدرة على استرجاع تألقه الكبير كما كان عامي 2004 و2005 مثلا.

«رونالدينهو لاعب كغيره، متوافر للتشكيلة كأي لاعب آخر، لكن عليه زيادة عطائه، إنه لاعب موهوب»، قال ليوناردو وأضاف: «إنه يتحضّر ويعمل بشكل جيد، لكن ما زال عليه أن يكون أكثر ثباتا وقوة. إذا كنت تتكلم عن رونالدينهو قبل ثلاث أو أربع سنوات، فإنه بعيد جدا. لكن مع احترامي لما قدمه في السنوات القليلة الماضية، يبدو الآن بحال أفضل».

واعتبر المدرب البرازيلي، المتفائل عموما بالموسم القادم على رغم ضعف النتائج التحضيرية، أن تحضيرات رونالدينهو جيدة، معتبرا أنه أنجز كل شيء، وقدم مباريات استعدادية على مستوى جيد وأخرى أقل، خاتما «إنه لاعب يستطيع أن يخلق الفارق».

قراءتان تبدوان بعيدتين بعض الشيء، فهل أن برلسكوني يراهن على فورة من النجم البرازيلي تصح معها مقاربته مع بولت، أم أنه يُسكّن الجماهير بكلام قد يندثر مع الأسابيع الأولى للدوري الإيطالي، الجواب رهن الأيام القادمة.

العدد 2540 - الأربعاء 19 أغسطس 2009م الموافق 27 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً