العدد 2547 - الأربعاء 26 أغسطس 2009م الموافق 05 رمضان 1430هـ

حرب البشرية للبقاء فــــي مواجهة الآلة الذكية

«المدمر» في جزئه الأخير...

يشكل الجزء الثالث من فيلم «المدمر» «Terminatr» الذي تعرضه دور السينما العالمية في الوقت الحالي، الحلقة المكملة لهذه السلسلة التي تصور تفاعلا بين حقبتين زمنيتين هما الماضي والمستقبل، من خلال الانتقال عبر الزمن للتأثير على مجرى التاريخ، بعد أن يسيطر نظام ذكاء اصطناعي يسمى «سكاي نت» على العالم، ويسعى للقضاء على البشرية من خلال نشره لعدد من المدمرين الآليين ووسائل الصيد والقتل والإبادة للجنس البشري.

القصة تعود إلى الأجزاء الأولى، وذلك من إرسال النظام الإلكتروني الذي يسيطر على العالم في المستقبل «سكاي نت» لقتلة آليين للنيل من الشخصية البطولية «جون أوكونور»، فيما يقوم جون أكونور وقادة المقاومة - في المستقبل أيضا - بإرسال مقاتلين آليين للدفاع عن البطل الذي يقود قوات المقاومة ضد نظام الإبادة.

وخلال الجزء الأول الذي شاع بسبب قيام الممثل العالمي الكبير «آرنولد شواريزنجر» بدور المدمر الحامي للقائد وهو طفل صغير، تكون القضية كلها في حماية القائد وهو طفل، وذلك كي تنتهي حياته، وبالتالي فإن قائد المقاومة الذي يتمكن من تحرير العالم في المستقبل لن يكون له وجود منذ صغره، إلا أن وعي والدته وإدراكها للموضوع، يجعلها تسعى لأن تحميه.

هذه السلسلة، إلى جانب الشهرة الكبيرة التي حازت عليها من خلال الأفلام، تم تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني يحمل الاسم نفسه، ويسرد المغامرات المستمرة للأم في حماية طفلها من عدد متكرر من الهجمات المختلفة التي تأتي من المستقبل لتقتنص حياته.

في الجزء الثالث من الفيلم، نجد أن «جون أوكونور» قد كبر، وأصبح القائد المنتظر للمقاومة، والذي يسعى من خلال فرق الجنود والخبراء التقنيين والعسكريين للإطاحة بالنظام، الذي يأتي تصويره في هذا الجزء وفق أسلوب تقني عالٍ وإخراج لا يخلو من الإبداع التقني في إبراز تكنولوجيا إنتاج الرجال الآليين، وإدارة النظام الإلكتروني لـ «سكاي نت» لكل ما حوله من آليات مختلفة.

في هذا الجزء، يبدأ النظام العام للفكرة المحورية للسلسلة بالتغير نسبيا، إذ بعدما كان المقاومون والعقل الإلكتروني يرسلون للماضي المدافعين والقتلة، فإن إحدى الجهات العلمية قامت بتجهيز رجل آلي بصفات بشرية، وهو نتيجة اختبارات تم القيام بها على رجل محكوم بالإعدام اسمه «ماركوس»، والذي يحفظ للزمن، ليفيق العام 2018 بعد الحادثة التي يطلق عليها في الفيلم «يوم الحساب»، والتي قام فيها النظام الإلكتروني بتفجير العالم وإحراق البشرية، إلا من بعض الشخوص التي نجت من هذا الحادث.

«ماركوس» الذي كان مجرما يواجه حكما بالإعدام، يدخل إلى نظام الفيلم وحياة «جون أوكونور» للدفاع عنه، وتحقيق النصر المنتظر، إلا أن البرمجة التي تم تأسيسه عليها ليست لحماية البطل فحسب، وإنما لحماية والده أيضا!

يضع النظام الإلكتروني قائمة من الأشخاص الذين سيتم تصفيتهم، وعلى رأسهم شخص مدني مجهول، إلا أن «أوكونور» يدرك أن هذا الشخص هو والده من خلال التسجيلات الصوتية التي كانت والدته قد تركتها له، في الوقت الذي يكون «ماركوس» قد وصل إلى الوالد، الذي يكون شابا، ويسعى لحمايته، إلا أن آلية صيادة للبشر تقوم باحتجازه، فيعود «ماركوس» إلى صفوف المقاومة مجددا للمساعدة في الوصول إلى مقر «سكاي نت»، الذي يسعون إلى تعطيله عبر بث موجات صوتية منخفضة المدى للتشويش وتعطيل النظام.

هنا يتصادم «جون أوكونور» مع «ماركوس» حينما يكتشف أنه رجل آلي، إذ يعتقد أنه نظام خاص على هيئة بشرية لاختراق المقاومة، إلا أن ماركوس ينجو من محاولات المقاومة لتدميره، وذلك بمساعدة إحدى أفراد المقاومة، التي تؤمن ببشريته وتتعلق به لإنقاده لها من بين مجموعة من الأشخاص الذين حاولوا الاعتداء عليها خلال أحداث الفيلم.

هنا، وبعد أن يعاود الطرفان تفهم الوضع، يشتركان معا ضمن عملية لاقتحام مقر «سكاي نت»، وتخليص والد «جون» ومن معه من معتقلين، وذلك يقودهم لتفجير المقر العام للنظام الإلكتروني، من خلال استغلال تقنيات تفجيرية متاحة، تقضي على كل المركز.

الفيلم بمجرياته التي تتفاعل مع الأحداث السابقة في الأجزاء الأولى، يعيد سرد مفهوم التسلسل الزمني للأحداث، والتأثير الذي يحدث على ما هو مستقبلي من خلال التأثير على سير الماضي، فالنظام الإلكتروني كان يسعى سابقا للقضاء على «جون أوكونور» وهو طفل صغير، فيما هو الآن يسعى للقضاء على والده الذي هو موجود أساسا في المستقبل، والذي يتم ابتعاثه للماضي ليتزوج «سارة أوكونور» والدة «جون».

القلق لا يزال مسيطرا في هذا الفيلم من قضية السيطرة الإلكترونية والحرب التي قد يقودها المستقبل نتيجة التطور التقني المرتقب، والذي صاغته عقول عشرات المؤلفين، وأبدع المخرجون في تصويره، كاستشراف للمستقبل الذي ينتظر البشرية في ظل التسارع الذي تشهده عمليات البحث العلمي الموجه في الشئون العسكرية والدفاعية، والذي قد ينقلب يوما على البشر.

العدد 2547 - الأربعاء 26 أغسطس 2009م الموافق 05 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً