فرض المنطق الكروي نفسه حتى قبل نهاية المشوار، واستقر درع الدوري الممتاز 2003 في قلعة الرفاع.

ذهب (الدرع) لمن يستحقه بكل المقاييس لأن الرفاع كان الأفضل والأجدر والأخطر والأشطر هذا الموسم، وتفوق على بقية الفرق شكلا ومضمونا، ولو ذهب (الدرع) إلى موقع آخر لكان الأمر غريبا حتى لو كان ذلك الموقع المحرق (قلعة البطولات) والذي باعتراف أصحابه انه لم يقدم عربون تلك البطولة التي حققها 25 مرة سابقا!

والرفاع (السماوي) كان حالا خاصة في الموسم الكروي الجاري وهو ما جعله يتوّج بطلا قبل النهاية بجولتين وذلك للمرة الأولى في تاريخ بطولاته السبع للدوري التي حصدها في عقد الثمانينات والتسعينات.

ومسيرة البطل السماوي كانت حافلة بتقديم المستويات الفنية المتميزة والمقرونة بالنتائج القوية التي أثبت من خلالها قوته الهجومية بتسجيله 60 هدفا كما كان الأكثر صلابة في الدفاع.

وفي الوقت الذي كانت فيه فرق الدوري تتعثر وتسير متذبذبة بين مباراة وأخرى كان السماوي يمشي بطلا واثق الخطى حتى غرد وحيدا خارج السرب.

وبعدما حسم الرفاع اللقب قبل النهاية فإن من حقه أن «يتبختر» في مباراتيه المتبقيتين أمام المحرق والأهلي اللتان يجب أن يتعامل معهما الفريق بروح عالية وجدية وتجرد من نشوة الفرح لتأكيد جدارته باللقب ورد اعتباره من خسارتيه اللتين تعرض لهما أمام المحرق والأهلي في القسم الأول.

وتهيأت للفريق (السماوي) كل ظروف النجاح والإنجاز منذ فترة الإعداد إذ حظي باهتمام ودعم إداري كبير بقيادة رئيس النادي الشاب الطموح (بورفاع) الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة والذي كان (مهندس الانجاز) بدعمه ومتابعته المستمرة في جميع مبارياته، وحرص على تدعيم صفوف الفريق بمجموعة من النجوم واللاعبين البارزين محليا مثل الدوليين سلمان عيسى وطلال يوسف (مدينة عيسى) ومحمد سلمان (الشباب) وحسين بابا (النجمة) وعبدالعزيز الدوسري (الأهلي) وحمد الخزامي (الساحل) وذلك في خطوة تهدف إلى صناعة فريق قوي تتخطى طموحاته حدود البطولات المحلية إلى الخارجية وخصوصا أن خزائن الكرة البحرينية مازالت خاوية من الألقاب الخارجية.

ولعل أولى التحديات التي تنتظر فريق الرفاع في المحافل الخارجية ستكون بطولة الأندية العربية الموحدة الثانية التي ستقام في القاهرة خلال يوليو/ تموز المقبل، ويطمح الرفاعيون في استثمار جاهزية فريقهم واكتمال صفوفه لتحقيق مشاركة قوية في خامس مشاركة رفاعية في البطولات العربية