العدد 2554 - الأربعاء 02 سبتمبر 2009م الموافق 12 رمضان 1430هـ

تجربة لاستعادة مجد أفلام غزو الفضاء

فيلم «السباق إلى جبل ويتش»

استطاعت السينما الأميركية أن تحقق خلال فترة زمنية معينة من القرن الماضي إيرادات ضخمة، وذلك من جراء استقاء وتفعيل فكرة غزو الكائنات الفضائية للأرض، من خلال عشرات الأفلام التي عالجت فكرة هذا الغزو المرتقب في أي لحظة، على يد كائنات لها أشكال غريبة ومختلفة تعيش ضمن عوالم أخرى، وتسعى للحصول على ضالة فوق سطح الأرض، أو أنها تسعى للتخريب فقط.

من هذه المعالجات السينمائية، بدأ يتشكل انقسام في الرأي حول مدى صحة هذه الفكرة، أي وجود كائنات فضائية قادرة على التفكير، وذهب الكثيرون إلى تصديق هذا الرأي على اعتبار أن الكون الشاسع يسع لعوالم مختلفة وأجناس أخرى لتحيا على الكواكب الكثيرة التي تملأ المجرة، ودعم ذلك الرأي بعض حالات الرصد التي تحقق منها أفراد ومؤسسات عسكرية مختلفة، وكان للصحف في تلك الفترة التنافس في الحصول على سبق لمثل هذه الأخبار.

أما الرأي المعارض لهذه المسألة فيجد أن كل تلك الهالة الكبيرة من الإعلام والزخم الذي حظيت به فكرة الكائنات الفضائية وغزو الفضاء هي محض هراء، ولا ترقى المبررات ولا الشواهد على وجود الكائنات المزعومة، ولا ما هو تقني للدرجة التي صورتها وسائل الإعلام وأفلام هوليوود.

وكان الكثيرون قد ذهبوا إلى إبطال هذه الدلائل التي كانت تنشر عن طريق تحليل الصور الفوتوغرافية التي التقطت للمركبات الفضائية المزعومة، فيما عزاها البعض إلى أنها تجارب عسكرية حكومية سرية، كانت تبرز للعلن فيقوم العامة والبسطاء بتحليلها على أنها مركبات الفضاء الغازية.

بعد أن أشبع السوق بهذا النوع من الأفكار والأطروحات، كان للتجار نصيبهم من هذا الجدل ومن تعلق الناس بهذا الحلم الغريب في إنتاج سلع تحمل رموز وأشكال كائنات الفضاء القبيحة الشكل وصور رموز حماية الأرض من الغزاة ورجالات غزو الفضاء.

اليوم، وبعد انقضاء العهد الذي ازدهرت فيه أفكار غزو الفضاء أتى الفيلم الذي تنتجه شركة والت ديزني باسم «race to witch mountain» أو «السباق إلى جبل ويتش» ليعيد إحياء ذلك العهد الذي نشطت فيه السينما بطرح هذه الفكرة، وذلك من خلال استخدامهم لأداء دور البطولة المصارع السابق «دوين جونسون» «Dwayne Johnson» الذي يحمل لقب «الصخرة» أو «The Rock»، بعد أن بات هذا المصارع نجما سينمائيا لامعا لما كان يحظى به من شعبية كبيرة في مجال المصارعة.

ويؤدي «دوين» دور سائق التاكسي «جاك برونو»، الذي يتورط بشكل غير محسوب مع طفلين دون السادسة عشرة من عمرهما في عملية توصيل إلى مكان مجهول في الصحراء، ويكتشف أن هذين الطفلين مطاردان لسبب مجهول، من جهات أمنية حكومية خاصة، تتمثل في عملاء لوزارة الداخلية خاصين بالمهمات السرية، إلا أن سوء فهمه لوضع هذين الطفلين، يجعله يدافع عنهما ويساعدهما على الهرب من محاولات القبض عليهما، ليصلا إلى المكان المنشود في قلب الصحراء، والذي يكون مجرد كوخ صغير مهجور.

قلقه الإنساني البسيط على هؤلاء الأطفال يدفعه للدخول إلى الكوخ للبحث عن حقيقة الأمر الذي قادهما طوال هذه المسافة إلى مثل هذا المكان، عوضا عن أنه يتذرع بالمال الكثير الذي أعطياه له كي يعيد لهما ما يزيد عن حاجته.

يفاجأ «جاك» أن الطفلين ينتقلان عبر هذا الكوخ إلى عالم آخر، ومخبأ سري لمخلوقات من كوكب آخر يمثلانه في عملية البحث عن وسيلة لحماية كوكبهما من الهلاك بسبب انتشار الغازات السامة فيه، إلا أن مقاتلا يسعى لقتلهما لمنع إنجاز المهمة التي أتيا للأرض للقيام بها، فيساهم «جاك» في تخليصهما من المخبأ، ويدخل في مطاردة مع مركبة فضائية، يتصادف أن ينجوَ منها مع الصغيرين بسبب استغلاله لتفاصيل الموقع الذي تتم فيه المطاردة من أنفاق وغيرها.

هذه العلاقة الغريبة بين «جاك» والطفلين «سارة» و «سيث» غير البشريين، جعلته متحمسا لمساعدتهما في الوصول إلى مركبتهما الفضائية، التي تم الحجز عليها من قبل أجهزة الأمن السرية في جبل «ويتش»، فتبدأ المطاردات التي تتمحور بين أطراف ثلاثة، هي السائق والطفلين، وأجهزة المخابرات، والمقاتل الفضائي الذي يسعى لقتلهم.

وتأتي مصادفات الفيلم أن السائق «جاك» كان على صلة مفاجئة خلال يوم التقائه مع عالمة فضاء، تسعى دوما لإثبات وجود كائنات حية على كواكب أخرى، فيعود لها بالطفلين وهي ضمن مؤتمر حول الكائنات الفضائية، ويستحق اهتمامها من خلال الكنز الذي معه من الكائنات الفضائية التي تحلم دوما بها.

الفريق المكتمل يكشف تفاصيل إخفاء المركبة الفضائية في قلب الجبل، ويبدأ رحلة الذهاب للجبل، متعرضا لمصاعب عدة، منها خطف الطفلين ومحاولة استعادتهما، والقلق الذي يتسبب فيه المقاتل لهم طوال الطريق.

ويثبت الفيلم بعد طول الرحلة ومشقتها وجود المركبة الفضائية وهي مخبأة، إذ يستخدمها الطفلان في الهرب من كوكب الأرض لإيصال عيّنات الغازات التي تعالج مشكلة التسمم الغازي على كوكبهم.

الفيلم ليس متفوقا بشكل عام، إلا أن معالجة الفكرة للغزو الفضائي والكائنات الفضائية أمر جدير بالنظر إلى أن صناعة السينما لا تزال تستفيد من هذه الفكرة القديمة، في محاولة لتجديدها وتحقيق إيرادات منها، أو قد تكون محاولة لاستعادة مجد صناعة أفلام غزو الفضاء، وبالخصوص مع استخدام المنتج لشخصية مؤثرة وجذابة مثل المصارع «دوين جونسون».

العدد 2554 - الأربعاء 02 سبتمبر 2009م الموافق 12 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً