قالت جامعة البحرين في بيان لها أمس (الخميس) ردا على ما تناولته الصحف بخصوص إيقاف الطالبة نور حسين فصلا دراسيا: «إن المنشور الذي قامت بإدخاله الطالبة نور إلى الجامعة وتوزيعه داخل أروقتها فيه ألفاظ غير لائقة وأسلوب أقل ما يمكن أن يقال عنه هو تأجيج للصف الطلابي ضد إدارة الجامعة، وهذا ما لا تسمح به لا إدارة جامعة البحرين، ولا إدارة أية مؤسسة تحترم القائمين على إدارتها أو المستفيدين من خدماتها».

وأوضحت الجامعة «لقد تم استدعاء الطالبة نور حسين من قبل لجنة التحقيق في المخالفات المسلكية وتبين للجنة من خلال تحقيقها قيام الطالبة بتوزيع منشور داخل الحرم الجامعي والاستعانة بطلبة آخرين لهذا الغرض والذي كان يتضمن الإساءة إلى الجامعة بشكل غير لائق». مضيفة أن «المنشور لم يكن من كتابة الطالبة ولا من تصميمها بل إنه يحمل شعارا يخص جهة سياسية خارج الجامعة وهي جمعية الشبيبة البحرينية».

وأضافت «ليس للطالبة حق الادعاء أنها لا تعرف أنظمة وقوانين الجامعة التي تنص على منع توزيع أية منشورات سياسية داخل الجامعة، إلا من خلال القنوات الرسمية، حتى لا يتحول الحرم الجامعي إلى ساحة للتصارع السياسي، وذلك لأن الطالبة كانت مرشحة لعضوية مجلس الطلبة التي تتم من خلال انتخابات ديمقراطية تقوم الجامعة على إجرائها في شهر مايو/ أيار من كل عام دراسي حرصا منها على أهمية العمل الطلابي، ومن إجراءات وشروط الترشح لهذه الانتخابات أن يطلع الطالب على قوانين الجامعة واللائحة المنظمة للعمل الطلابي داخل أسوار الجامعة، والتي تتضمن توقيع الطالب على أنه اطلع على هذه اللائحة ويتعهد بالعمل ضمن قوانينها، والتي من أهمها عدم شغل الطالب لأي منصب إداري في أية جمعية سياسية خارج الجامعة، وعدم إدخال الشعارات والتوجهات السياسية خارج الجامعة إلى داخل أسوار الجامعة، وهذه التعهدات موجودة وموقعة من قبل الطالبة نور».

وتابعت «أقرت الطالبة نور بأنها على قناعة تامة بمضمون وأسلوب كتابة المنشور الذي تضمن ألفاظا غير لائقة مثل: جامعة البحرين صارت كأنها خرابة مهجورة، الطلبة كأنهم قاعدين في سجن، ... وما يشوفون مستوى المواد (الخرطي) اللي تعطيهم إياها الجامعة، موازنة مالت تلويص مو مالت تعليم، فلا تعورون راسنا بسالفة سوق العمل احنا مو غنم تعلفونا علشان نروح لمقصب سوق العمل».

وأضافت «طالبت الطالبة من خلال كلامها مع اللجنة أن يسمح بإدخال المواضيع السياسية إلى الجامعة وأنها ستضع بعض الأمور في الاعتبار عند إصدارها لمنشور آخر مثل الصياغة الجيدة».

وتابعت «أوردت إحدى الصحف أن الإجراء الذي اتخذ ضد الطالبة نور لم يكن ليتخذ لو أنها كانت محسوبة على جمعية سياسية لها ثقل في مجلس النواب، وهذا اتهام خطير لأن الجامعة تعامل طلبتها بصورة متساوية، لا تميز بينهم، وتطبق قوانينها على الجميع».

ونوهت الجامعة إلى أن لديها العديد من القوانين والأنظمة التي تحدد سير وأسلوب عملها، فهي أبعد ما تكون عن الارتجالية أو العفوية، ولاسيما فيما يتعلق بمصلحة الطلبة؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر هنالك الأنظمة الآتية: لائحة المخالفات المسلكية للطلبة، لائحة الملبس، الدليل الاسترشادي للطلبة لحقوقهم وواجباتهم.

وأوضحت «وجميع هذه اللوائح توزع على الطلبة في برنامج يوم التهيئة الذي تنظمه الجامعة في أول يوم دراسي للطلبة المستجدين في كل عام دراسي، والتي تتبين من خلالها الآليات والقنوات التي يمكن أن يعبر عن خلالها الطلبة عن آرائهم واحتياجاتهم، ومن تلك القنوات مجلس طلبة جامعة البحرين، الأندية الطلابية، والجمعيات الطلابية، أو حتى مخاطبة المسئولين في الجامعة بصورة مباشرة».

وقالت الجامعة عن القرار الذي اتخذ بحق الطالبة نور: «لقد مر القرار عبر المراحل القانونية والإدارية المتدرجة والمقررة من خلال لوائح الجامعة، بدءا بلجنة المخالفات المسلكية لطلبة جامعة البحرين، ثم لجنة التأديب، بعد ذلك تقدمت الطالبة بطلب استئناف القرار الذي صدر بحقها وعرض على مجلس الجامعة الذي آثر تثبيت العقوبة كما هي».

ونوهت الجامعة إلى أن بيانها لا يدخل من باب الرد على الأخبار والمقالات العديدة التي أخذ البعض منها منحى التبرير لما قامت به مع الطالبة نور؛ بل من باب التنويه إلى ضرورة أن يطلع الرأي العام على الإجراءات التي تقوم بها الجامعة لإبعاد المهاترات والخلافات السياسية عن حرمها، ولضمان أن ينعم طلبتها ومنتسبوها بالهدوء والأمان داخل أسوار الجامعة باعتبار أن كل طالب وموظف هو أمانة عندها يجب الحفاظ على مصالحه وتوفير الأجواء المواتية للتحصيل والعطاء بكل وسيلة شرعية وقانونية ممكنة.

وبينت الجامعة «إن الهدف الأسمى لجامعة البحرين، باعتبارها الجامعة الوطنية الوحيدة في المملكة، هو الارتقاء بطلبتها إلى أرقى المستويات في العديد من النواحي بدءا بالنواحي العلمية ومرورا بالثقافية والنفسية والاجتماعية والأدبية والأخلاقية، وانتهاء بالنواحي المتعلقة بتوفير كل سبل راحة الطلبة».

وأشارت «لقد تهافتت، وللأسف، العديد من الصحف المحلية على نشر قضية الطالبة نور عباس آل شيخ، واضعين الطالبة في موضع المظلوم الذي تكالبت عليه الجامعة بقوانينها وإداراتها ولجانها، وفي الوقت نفسه وضعوا الجامعة في موقع المتهم بكل ما تحتويها من إدارات وكفاءات ومن دون الرجوع إلى إدارة الجامعة للاستفسار عن حقيقة ومضمون القضية وبتفاصيلها التي تتحفظ عليها الجامعة حرصا منها على سمعة الطلبة وخصوصياتهم».