العدد 2347 - السبت 07 فبراير 2009م الموافق 11 صفر 1430هـ

المقدمة

بين أيدينا كتاب وثق فيه الشيخ عبد الأمير الجمري بعض من تاريخ قرية بني جمرة، و ليس بالجديد أن يفرد كتابا مستقلا لقرية واحدة فمكتبات البحرين تضم حاليا عددا من الكتب، كل كتاب يناقش تاريخ قرية من قرى البحرين. و لمثل هذه الكتب إيجابية أنها توثق أحداثا مهمة مرت على القرى و هي أحداث أنفردت بها كل قرية على حدى. و ما يزيد هذه الكتب قوة أن غالبية المعلومات فيها تكون نقلية عن مصادر شفاهية، و بذلك تتفرد هذه الكتب بميزة مختلفة عن كتب التاريخ التي تتناول البلد بصورة عامة. و على سبيل المثال يتفرد كتاب الشيخ الجمري عن بني جمرة بمعلومات شفاهية فريدة، منها ما يأرخ أقدم ذكر لقرية بني جمرة و هو عام 1556م، و غيرها من معلومات شفاهية عن أسماء علمائها و قبور بعضهم، و هذه هي ناحية القوة في هذا الكتاب.

و لكن هناك سلبية و هي مشتركة في تلك الكتب التي وثقت تاريخ القرى و هي أن يتم تناول القرية بمعزل عن باقي القرى، حتى أن البعض يفرد قسما ليناقش فيه تراث قريته، و هذا التراث في الواقع عامل مشترك بين العديد من القرى. بمعنى آخر، هناك خطأ في منهجية دراسة تاريخ القرى. فغالبية القرى نشأة في فترة واحدة تقريبا من أصول واحدة تبعا لنموذج معين، و أن التراث و اللهجة هي عامل مشترك بينها، و إنما أثناء تطور القرى عبر السنين حدث انفصال بين هذه القرى أدى لتميز بعض القرى بخصوصيات معينة.

و على هذا الأساس لا يمكننا أن نتناول تاريخ قرية بعينها قبل ان ندرس كيفية نشوء هذه القرية، و كيف تطورت، ضمن نموذج معين و بمنهجية علمية. و عليه قمت بتقسيم الكتاب إلى قسمين: القسم الأول يناقش نموذج نشأة القرى متخذا من قرية بني جمرة مثالا، أما القسم الثاني فنستعرض فيه كتاب الشيخ عبد الأمير الجمري ونعلق عليه

العدد 2347 - السبت 07 فبراير 2009م الموافق 11 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً