العدد 2347 - السبت 07 فبراير 2009م الموافق 11 صفر 1430هـ

ملاحظات على ماذكره الشيخ الجمري

الملاحظة رقم (1)

جميع المراجع المتقدمة و المتأخرة ترى أن اسم «لبحرين» هو مثنى بحر، و ينفرد الأستاذ رشدي ملحس الذي نشر دراسة في جريدة «البلاد السعودية» (12/5/1366 هجرية) و نقل عنه حمد الجاسر في معجمه، يقول ملحس بعد إيراد المتقدمين في أشتقاق كلمة البحرين:

«هذا تعليل فاسد، يعدو الحدس و التخمين و الصواب أن البحرين لفظة حميرية قديمة، أصطلحت عليها القبائل الحميرية التي نزلت في هذه المنطقة و هي مشتقة من «بحر» و هو اليم. و «ين» أداة التعريف في اللغة الحميرية . و معناها اللغوي البحر. و أما في الأصطلاح الجغرافي فهو المقاطعة البحرية لأنها واقعة على ريف البحر، أو لأنها تشبه البحر في غزارة مياهها و كثرة عيونها. و قد أسماها الآشوريون (مات تمتم) أي الأراضي البحرية. أما أداة التعريف الأولى فزائدة أضافها المتأخرون و الفرنجة يكتبونها بحذف الألف و اللام و هو أقرب للصحة». أتهى

الملاحظة رقم (2)

الأوجه الثلاثة الأولى جميعها عن ياقوت الحموي في معجم البلدان مادة «البحرين»، وياقوت الحموي يرجح منها قول الأزهري، و نص الحموي كالتالي:

« وقال أبو بكر محمد بن القاسم: في اشتقاق البحرين وجهان: يجوز أن يكون مأخوذا من قول العرب بحرت الناقة إذا شققت أذنها، والبحيرة: المشقوقة الأذن من قول الله تعالى: (ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام) والسائبة معناها: إن الرجل في الجاهلية كان يسيب من ماله فيذهب به إلى سدنة الآلهة؛ ويقال: السائبة الناقة التي كانت إذا ولدت عشرة أبطن كلهن اناث سيبت فلم تركب ولم يجز لها وبر وبحرت أذن ابنتها أي خرقت. والبحيرة: هي ابنة السائبة، وهي تجري عندهم مجرى أمها في التحريم؛ قال: ويجوز أن يكون البحرين من قول العرب: قد بحر البعير بحرا إذا أولع بالماء فأصابه منه داء، ويقال: قد أبحرت الروضة إبحارا إذا كثر إنقاع الماء فيها فأنبت النبات، ويقال للروضة: البحرة، ويقال للدم الذي ليست في صفرة: دم باحري وبحراني، قلت: هذا كله تعسف لا يشبه أن يكون اشتقاقا للبحرين، والصحيح عندنا ما ذكره أبو منصور الأزهري، قال: إنما سموا البحرين لأن في ناحية قراها بحيرة على باب الإحساء، وقرى هجر بينها وبين البحر الأخضر عشرة فراسخ، قال: وقدرت هذه البحيرة ثلاثة أميال في مثلها، ولا يفيض ماءها، وماءها راكد زعاف». أنتهى.

و هناك نصوص أخرى ترجح رأي الأزهري لم يذكرها ياقوت الحموي، منها رأي الهمداني في كتاب «صفة جزيرة العرب»، و منها ما نقل عن الأصمعي في أكثر من مرجع و ننقل هنا نص الأصمعي نقلا عن الحازمي في كتابه الأماكن:

«»قال الأصمعي: إنما سميت البحرين لأنهما عينان بينهما مسيرة ثلاث إحداهما محلم، والأخرى قضبى، وهي خبيثة الماء، على إحداهما هجر، وعلى الأخرى قطيف وهي الخط.»

الملاحظة رقم (3)

هذا رأي المتأخرين فالثابت أن اسم البحرين سابقا كان يخص شرق الجزيرة العربية مع جزر البحرين الحالية التي كانت تسمى (أوال)، و وجود العيون العذبة البحرية التي تتفجر وسط البحر أرتبطت اساسا بجزر البحرين لكثرة هذه العيون حولها، و هكذا ربط البعض تسمية «البحرين» بهذه العيون الطبيعية أي بحر من المياه العذبة و بحر من المياه المالحة.

الملاحظة رقم (4)

تقع البحرين بين دائرتي عرض 32 25ْ و 20 26ْ شمالا و بين خطي طول 20 50ْ و 50 50ْ شرقا (الغنيم 1996).

الملاحظة رقم (5)

لقد خصت جزر البحرين باسم البحرين قبل عام 1521م بفترة طويلة. فما يفهم عن البحرين من خلال المصادر التي ذكرتها أنه اسم كان يخص شرق الجزيرة العربية، أو ناحية بعينها في شرق الجزيرة، و أن جزر البحرين الحالية لم تكن تعرف بالبحرين في زمن الجاهلية أو حتى صدر الإسلام وإنما كانت تعرف باسم جزيرة أوال، و أحيانا سماهيج و هو اسم خصت به جزيرة المحرق فيما بعد، و ربما عرفت جزر البحرين بجزيرة ابن كاوان و خص هذا الاسم لاحقا بجزيرة النبيه صالح.

و من المتفق عليه ان اسم البحرين خصت به جزر البحرين في فترات لاحقه، و لا نعلم بالتحديد متى خصت جزر البحرين بهذا الاسم، إلا ان أول من خصها بذلك هو الأدريسي المتوفي عام 560 هجرية (1165 ميلادية) في كتابه نزهة المشتاق. و يرى الأدريسي أن الأصل هي جزر البحرين التي عرفت بهذا الأسم فيقول :

« وسميت البحرين بجزيرة أوال وذلك أن جزيرة أوال بينها وبين بر فارس مجرى ومنها إلى بر العرب مجرى وهي ستة أميال طولا وستة أميال عرضا ومنها إلى البصرة خمسمائة ميل وأربعون ميلا لأن أيضا من جزيرة أوال إلى جزيرة خارك مئتان وأربعون ميلا».

و يعلق المؤرخ حمد الجاسر على هذا الرأي بقوله أن الأدريسي عول على كتاب العذري الذي ألفه عام 417 هجرية (1026 م).

و يكمل الأدريسي قوله عن أوال :

« وجزيرة أوال جزيرة حسنة بها مدينة كبيرة تسمى البحرين وهي عامرة حسنة خصيبة كثيرة الزروع والنخل وفيها عيون ماء كثيرة ومياهها عذبة منها عين تسمى عين بو زيدان ومنها عين مريلغة ومنها عين غذار وكلها في وسط البلد وفي هذه العيون مياه كثيرة نابعة مترعة دفاعة تطحن عليها الأرحاء فالعين المسماة عين غذار فيها عجب لمبصرها وذلك أنها عين كبيرة قدرا مستديرة الفم في عرض ستين شبرا والماء يخرج منها وعمقها يشف على خمسين قامة وقد وزن المهندسون وحذاق العلماء علو فمها فوجدوه مساويا لسطح البحر وعامة أهل البلاد التي في هذه الجهة يزعمون أنها متصلة بالبحر ولا اختلاف بينهم في ذلك وهذا غلط ومحال لا يشك فيه لأن لعين ماؤها حلو عذب لذيذ شهي بارد وماء البحر حار زعاق ولو كانت كما زعموا لكان ماؤها ملحا كماء البحر».

و المقصود بالمدينة هنا هي «البلاد القديم» و عين عذار أو غذار هي عين عذاري. و نلاحظ من قول الأدريسي أن اسم البحرين كان يخص جزيرة أوال و من ثم اقتصر على مدينة في جزيرة أوال.

و يبدو مما سبق أن جزر البحرين خصت بهذا الاسم منذ القرن الحادي عشر أو الثاني عشر الميلاديين. فيلاحظ أن من كتب عن جزر البحرين بعد الأدريسي خصها بهذا الاسم. نذكر من ألائك الكتاب أبن المجاور (و هو فارسي و ليس ابن المجاور الشيباني ادلمشقي) و قد قدم من الديبل إلى بلاد العرب سنة 618 هجرية (1221م) و دخل جدة سنة 621 هجرية (1224م). و قد وصف ابن المجاور جزيرة أوال و سماها البحرين، فقد جاء في كتابه «تاريخ المستبصر» مايلي:

«صفة البحرين: و هي جزيرة في صدر بحر فارس كما إن القلزم في صدر بحر الحبشة. و يقال انهم جزيرة في بحر مالح فوق بحر عذب فلأجل ذلك سمي البحرين. حدثني جماعة من أهل البلاد قالوا: إذا غاص إنسان بين الماءين و شرب فشرب ماء عذب فتراه و أعلاه ماء مالح ملج اجاجا. و قال: ما سمى البحرين بحرين إلا لأجل البحر و أهلها العرب شبه البحر في كرمهم، أي بلاد تسمى البحرين بحر ماء و بحر خلق. و تسمى الجزيرة جزيرة أوال و بها ثلثنائة و ستين قرية إمامية المذهب ما خلا قرية واحدة. و مأكولهم التمر و السمك من مأذي رائحة و طعم رفن. و قال آخرون: إن جزيرة أوال هي أوسط مغاص البحرين و لا أصفى و لا أكثر ماوية من لؤلؤه، و هي جزيرة في صدر الغبة و بر العرب و فارس مستدار حولها. كما قال:

درست صورت تو و دريا دو جشم من ... أي دور مانده زدريا جكونئي»

و من بعد ابن المجاور أحمد بن ماجد المتوفي عام 1489 م يذكر جزيرة أوال باسم البحرين.

الملاحظة رقم (6)

يبدأ الشتاء من ديسمبر و قد يمتد أحيانا إلى أبريل أما كمية الأمطار فلا تتجاوز 50 ملم. (غنيم 1996م)

الملاحظة رقم (7)

هي رياح الكوس الجنوبية الشرقية، و هي رياح حارة رطبة. (غنيم 1996م).

الملاحظة رقم (8)

الصحيح «نايتوكي» ويكتب الاسم NiTukki و هو نقش سومري يشير إلى دلمون (Rice 1994).

الملاحظة رقم (9)

الصحيح هو أرادوس وهو الاسم الذي كان يطلق على جزيرة واقعة تحت الجرهاء (أوالجرعاء) في الخليج العربي عند سترابوStrabo ، وكلوديوس بطلميوس Cl.Ptolemy وستيفن البيزنطي Stephen . و قد تم تحديد هذه الجزيرة بجزيرة المحرق الحالية (حسين 2007).

الملاحظة رقم (10)

تايلوس وفي نقش آخر تايروس هو الأسم الذي ذكر في المصادر الإغريقية لكبرى جزر البحرين(حسين 2007).

الملاحظة رقم (11)

و الصحيح أن الأسماء دلمون و تلمون جاءت قبل الاسماء ارادوس و تايلوس بسنوات طويله.

الملاحظة رقم (12)

و الصحيح هو كتاب «مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة و البقاع» لمؤلفه صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي : ت 739 هجرية، وهو : مختصر معجم البلدان لياقوت الحموي و ليس لياقوت الحموي.

الملاحظة رقم (13)

من المرجح أن أوال كانت تعني الجزيرة الكبيرة كما كانت تعني الأرخبيل بأكمله، وفي الوقت الحاضر فإن الأرخبيل وجزيرته الكبرى يحملان دائما نفس الاسم : البحرين ، وهذا ما كان عليه منذ قرون (أنظر الملاحظة رقم (5)) و قد ذكرت في بحث منشور في مجلة الواحة عام 2007م عن الاسم «أوال» ما يلي:

«من الناحية التاريخية فإن اسم أوال كان يظهر في الشعر منذ العصر الجاهلي. فقد ظهر في شعر عمرو بن قميئة (448 م - 540 م)

هَل تَرى عيرَها تُجيزُ سِراعا

كَالعَدَولِيِّ رائِحا مِن أُوالِ

كما ظهر فيما بعد العصر الجاهلي في شعر المخبل السعدي (المتوفي 633 م)

تَحَمَّلنَ مِن ذاتِ الإِزاءِ كَما اِنبَرى

بِبَزَّ التِجارِ مِن أُوالَ سَفائِنُ

وكذلك شعر تميم بن أبي (554 م - 657 م)

مَالَ الحُدَاةُ بِهَا لِحَائِشِ قَرْيَةٍ

وكَأَنَّهَا سُفُنٌ بِسِيفِ أَوَالِ

و النابغة الجعدي (570 م - 670 م)

مَلَكَ الخَوَرنَقَ والسَدِيرَ ودانَهُ

ما بَينَ حِميَرَ أَهلِها وَأُوالِ

وظهر في شعر الشمردل بن شريك (المتوفي 700 م)

يَردُّ الجبين بالجران كأنّه

إذا قام جِذعٌ من أوال سَحُوق

و كذ

العدد 2347 - السبت 07 فبراير 2009م الموافق 11 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً