العدد 2347 - السبت 07 فبراير 2009م الموافق 11 صفر 1430هـ

كيفية نشوء القرى في البحرين قديما بني جمرة مثالا

الفصل الأول

سنعتمد هنا النموذج الذي شرحه Curtis Larsen في دراسة لكيفية تكون المجتمعات القديمة في البحرين و هي تتضمن كتاب و دراسة و هما:

  1. Larsen، C. Life And Land Use On The Bahrain Islands. First Edition 1983. The University Of Chicago Press، London.

  2. Larsen، C. Variation In Holocene Land Use Patterns On The Bahrain Islands: Construction of A Land Use Model. In Al-Khalifa، H. A. and Rice، M. (Editors): Bahrain Through The Ages: The Archaeology. First Edition 1986. Kegan Paul International، London and New York

و بما أن هناك تعديلات أضيفت على الإستيطان في السنوات الأخيرة فقد أدخلت بعض التعديلات اعتمادا على كتاب:

Institute de Monde Arabe، «Bahrain the Civilization Of The Two Seas: From Dilmun To Tylos». First Edition 1999، Institute de Monde Arabe، Paris

و فيما يخص الفترة الهلنستية فقد ضمنت بالإضافة للمراجع السابقة دراستين مهمتين هما:

  1. Littleton J. Skeletons and Social Composition: Bahrain 300 BC-AD 250 (Bar International Series 703)، 1998.

  2. Salles، Jean-François «Bahrain hellénistique Donées et Problemes» In Arabie orientale، Mésopotamie et Iran méridional de l>âge du Fer au début de@Ma période islamique، Rémy Boucharlat et Jean-François Salles (sous@Ma direction de)، 380 p.، 190 fig.، 1984، pp 151-163.

أولا:أشكال السطح الرئيسية

من المهم لدراسة الإستيطان في المناطق المختلفة على جزيرة البحرين أن ندرس أشكال التضاريس للجزيرة و ذلك لمعرفة دورها في تكوين البحيرات و مصائد الأمطار و عليه التكهن بوجود الإستيطان حول هذه المناطق. و قد تكونت هذه التضاريس نتيجة لما يعرف بالإنقلاب التضاريسي. و قد أدت ظاهرة الانقلاب التضاريسي إلى تحديد أشكال التضاريس الرئيسية ، و التي يمكن حصرها في عدد من الوحدات الجيومورفولوجيه هي : الهضبة الوسطية والحوض الداخلي والجدار الصخري والمنحدر الخلفي والأراضي المنخفضة الساحلية (خارطة 1).

1 - الهضبة الوسطية والتلال

و هذه المنطقة تتوسط جزيرة البحرين وهو يمثل أعلى مستوى عن سطح البحر في البحرين حتى يصل الى أعلى نقطة في جبل الدخان الذي يصل أرتفاعه إلى حوالي 134 م فوق سطح البحر. و إلى الشمال قليلا من مرتفع الدخان هناك مرتفع الغبيرات الذي يقع على أرتفاع 82 م فوق سطح البحر.

2 - الحوض الداخلي

وهو حلقة غير متماثلة تحيط بالهضبة الوسطية. ويتخلل هذا الحوض مرتفعات متناثرة و هذه عبارة عن مناطق مرتفعة يقل أرتفاعها عن مرتفع الدخان و الغبيرات و تنتشر بشكل متناثر في أنحاء الحوض المختلفة، خصوصا في أطراف الشريط الغربي

وتوجد بالحوض أيضا مناطق منخفض. تحتل هذه المناطق أجزاء واسعة من الحوض و تتمثل في مجموعة من الأحواض الأرضية التي تتركز في معظمها في الوسط الجنوبي و الجنوبي الشرقي من الحوض ، حيث يوجد منخفض الغينة و منخفض الشبك التي تنخفض بمقدار 5 م دون المستوى العام لسطح الحوض إلى جانب هذه المنخفضات هناك مناطق حوضية صغيرة تنتشر في أنحاء متفرقة من.

و قد لعبت دورا مهما هذه المنخفظات كمصائد للمياه، فعند سقوط الأمطار تتجمع كميات كبيرة من المياه فيها، و قد كان مشهدا مأهولا حتى الثمانينات تكون المستنقعات الضخمة (أنظر صورة رقم (1)). أما في الحقب الزمانية القديمة فقد كانت تكون البحيرات الضخمة التي يتجمع حولها السكان كما سنرى لاحقا.

3 - الحافة الصخرية

الحافة الصخرية عبارة عن جرف صخري يتراوح ارتفاعه بين 6-30 م فوق مستوى سطح البحر ، تنتمي صخورها إلى تكوينات الدمام، و الحافة هذه عبارة عن جدار صخري الشكل، و هي في موقعها كالسياج الذي يحيط بالحوض الداخلي .

تشكل الأجزاء العلوية للحافة خط مستقيما للمياه بين المنحدرات و السواحل من جهة ، و الحوض الداخلي من جهة أخرى ، فالمياه الساقطة على الحافة إما تتبع الانحدار باتجاه الخارج ، وتصل بذلك إلى السواحل أو تتبع الانحدار باتجاه الداخل لتتجمع في أراضي الحوض الداخلي .

4 - المنحدر الخلفي

تقع هذه الوحدة الجيومورفولوجية بين الحافة الصخرية و الأراضي الساحلية المنخفضة ، و هذه المنحدرات هي في حقيقة الأمر السفوح السفلى لثنية البحرين المحدبة القديمة ، و التي تم إزالة قمتها و جوانبها العليا بفعل عمليات التعرية .

5 - الأراضي الساحلية المنخفضة

و هنا يمكن الحديث عن وحدتين جيومورفولوجيتين هما :

أ - الشاطىء و الأشكال الجيومورفولوجية الشاطئية :

تمتاز خطوط الشاطىء في البحرين بتعرجات لطيفة و غير حادة في الغالب ، و ذلك نظرا للهدوء النسبي الذي تتمتع به بيئة الموقع البحري ، و قد تشكلت في بيئات الشواطىء البحرينية العديد من الظاهرات الجيومورفولوجية و التي أهمها :

i - الرؤوس البحرية:

و هذه عبارة عن نتؤات و ألسنة من اليابس متقدمة داخل البحر، تكويناتها في الغالب من الرمال المفككة و المنقولة بواسطة المياه.

ii - الأخــوار :

و مفردها خور و هو عبارة عن لسان من مياه البحر المتوغلة في اليابس و هي بذلك ظاهرة معاكسة لظاهرة الرؤوس البحرية.

ب - الأراضي الساحلية :

تغلب التكوينات الرباعية على الجيولوجية السطحية للسهول الساحلية التي تتشكل غالبا من الرمل و الطين و الحصى ، و تتسع الأراضي الساحلية في الأجزاء الشمالية الغربية و الجنوبية و تضيق في الأجزاء الشرقية .

تمتاز الأراضي الساحلية بالسطح المتموج و الذي يميل أحيانا إلى الاستواء النسبي، و قد تشكلت هذه الأراضي بفعل عاملين :

-1 عمليات الترسيب التي قامت بها الأودية في العصور المطيرة البائدة و التي من خلالها تم نقل كميات هائلة من الفتات الصخري من منطقة الحوض الداخلي و ترسيبها في البيئة البحرية المجاورة.

-2 الإنسان الذي أدى من خلال نشاطه دور العامل الجيوموفولوجي و ذلك من خلال قيامه بردم أجزاء واسعة من الشواطىء الضحلة و تحويلها إلى مناطق يابسة صالحة للعمران البشري و لممارسة النشاطات الاقتصادية المختلفة.

الاستيطان في جزرالبحرين قديما

لقد و جد أثار للاستقرار على جزر البحرين يعود أقدمه لأكثر من 7000 سنة من الآن. و لقد تحولت منطقة رأس القلعة على الشاطئ الشمالي لجزيرة البحرين منطقة رئيسية للاستقرار. حيث يوجد بها خمس مدن بنيت واحدة فوق الأخرى، و تعود كل مدينة لحقبة مختلفة من الزمن. و بالإضافة لهذه المنطقة الرئيسية للاستقرار كانت هناك محطات مختلفة من الاستقرار منتشرة على الجزيرة.

و قد قام لارسن بتحديد الحقبة التي تم بها الاستقرار و ذلك بتحديد تاريخ الفخار الموجود في كل منطقة. و عندما نرسم مخطط بياني يحتوي على المسافة التي تبعدها كل منطقة من مناطق الاستقرار المختلفة عن منطقة الاستقرار الرئيسية في راس القلعة نلاحظ أنه عبر الحقب المختلفة كانت مواقع الاستقرار في جزيرة البحرين تبعد أحيانا من رأس القلعة و تقترب منها أحيانا أخرى. (أنظر المخطط البياني رقم (1)).

و على مدى الحقب المختلفة التي مرت بها البحرين حدثت هناك تغيرات للأرض و مدى استغلال الإنسان لها. فأحيانا يستخدم الإنسان معظم الأراضي في الزراعة و الرعي، و أحيانا أخرى يقتصر على استخدام جزء بسيط منها. و حسب المنطقة الزراعية القابلة للزراعة في كل حقبة يمكننا التكهن بعدد السكان في تلك الحقبة.

و قد قسمت فترات الاستيطان إلى عدة فترات و كل فترة من هذه الفترات لها مميزاتها من حيث توافر المياه و أستغلال الأرض و عدد السكان و الظروف البيئية المختلفة. و يو ضح الجدول التالي بعض من تلك الحقب و مساحة الأرض المزروعة و عدد السكان فيها.

الفترة 5000 - 4000 سنة قبل الميلاد

قبل سبعة آلاف سنة من الآن (5000 سنة قبل الميلاد) لم تكن جزيرة البحرين كما نعرفها الآن فمياه البحر كانت مرتفعة أكثر من مترين على ما هي الآن وهذا يعني أن الأراضي الساحلية المعروفة الآن كانت مغمورة بالمياه ما عدى الأماكن المرتفعة (أنظر خارطة رقم (2)) وكانت الأمطار غزيرة بما فيه الكفاية لتملىء الأحواض الداخلية للجزيرة مكونة بحيرات كبيرة لذلك كانت غالبية السكان القاطنين الجزيرة يسكنون بالقرب من تلك البحيرات معتمدين في حياتهم على جمع الثمار والصيد كانوا يعيشون حقبة العصر الحجري. تشهد بذلك المواقع الأثرية التي تميزت بوجود حجر الصوان المشكل على هيئة أدوات قنص و أدوات قشط و قطع.

ولكن لم يستمر الحال كما هو عليه بل بدأت حقبة من الجفاف تعصف بالجزيرة وبدأ الطمي والغبار يترسب في قيعان البحيرات شيئا فشيئا حتى جفت بأكملها قرابة 4000 سنة قبل الميلاد (أنظر صورة رقم (2)) وقد تواكب مع عملية الترسيب وقلة الأمطار هبوط نسبي في مستوى البحر وتراجع خط ساحل البحر.

وهكذا بدأ السكان بالزحف نحو الساحل وتزداد علاقتهم بالبحر .. فيعتمدون على البحر بنسبة أكبر مما كون عليه في السابق .. و من أقدم المناطق الساحلية المعروفة في سجل تلاريخ البحرين هي المنطقة الواقعة بالقرب من رأس الجزائر .. خلف محمية العرين حاليا .. وهي المنطقة التي أطلق عليه أسم المرخ (وهي غير قرية المرخ) .. وقد عرفت بذلك بسبب وجود مجمعات كبيرة من نبات المرخ الذي يكاد يكون النبات الوحيد في تلك المنطقة.

تابع السكان حياتهم على ما كانت عليه من الصيد وإلتقاط الثمار و شيء من الزراعة. ولكن في نفس هذه الحقبة و في أنحاء أخرى من الخليج وبالتحديد في جنوب حضارة ما بين النهرين تخطى شعب تلك المنطقة حقبة العصر الحجري وظهر شعب كون حضارة متميزة بصناعة فخار مميز عرف هذا الفخار بفخار العبيد نسبة لتل العبيد الذي وجد أول مرة بالقرب منه وهكذا عرفت تلك الحضارة بحضارة العبيد. و يعتقد أن العبيديون قد كان لهم توجه بحري و كانوا يسافرون في زوارق على طول الس

العدد 2347 - السبت 07 فبراير 2009م الموافق 11 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً