الرفاع الشرقي الذي صعد إلى الدرجة الممتازة (الدرجة الأولى حاليا) في الموسم 1977/1978 وحقق منذ انطلاقتها النتائج الإيجابية وظل مراوح فيها إلى هذا الموسم ولم يعود مرة أخرى إلى الدرجة الأولى كما كان يفعلها أقرانه من فرق الدرجة الأولى التي لا تفرح سوى بيوم الصعود حتى تعود من حيث أتت باستثناء الشرقي الذي كتب لنفسه تاريخ البقاء عبر التخطيط السليم من مجالس إداراته التي تعاقبت في الفترات السابقة حتى يومك هذا. وظل في البداية يمني نفسه في البقاء ومن ثم التفكير بالتجرؤ نحو المنافسة القوية على بطولات الدوري حتى حقق حلمه في الموسم 1993/1994 الذي يعد هو الأفضل في تاريخ النادي يوم حقق بطولة الدوري لأول مرة في حياته عبر اللعب الشامل والكرة العائلية المميزة والرائعة ولكنه لم يستطع أن يكرر إنجازه هذا في المواسم المتقدمة ولكن يبقى الشرقي (الليث) من ضمن الكبار في هذا الإنجاز.

ويأمل «الليث» بأن يعود من جديد في الموسم الجديد بقيادة المدرب التونسي سمير بن شمام الذي رتب أوراق الفريق من جديد وعدلها في الموسم الماضي وشق طريقة بقوة نحو المراكز المتقدمة وحصل على الرابع وكان بإمكانه تحقيق المركز الأفضل لولا سوء حظه العاثر. يعتبر الشرقي الفريق الوحيد الذي أذاق فرق الصدارة مرارة الخسارة خصوصا الرفاع والأهلي والبسيتين.

لعب الشرقي في الموسم الماضي (8 مباراة) وفاز في (12 مباراة) وتعادل في (4 مباريات) وخسر في اثنتين فقط وأحرز (38 هدفا) ودخل مرماه (22 هدفا) وله من الرصيد (32 نقطة) في المركز الرابع.

هذا التطور الكبير جاء بعد خطوات مدروسة من قبل مجلس الإدارة واللجنة الخاصة التي تم تشكيلها من أجله. إذ بدأ الفريق بعد سنوات عجاف كاد فيها أن يسقط ويهبط إلى الدرجة الثانية لولا رحمة ربي. حيث تحركت غيارى ومشاعر الفريق من إنقاذه من الهاوية عندما راحوا بتغيير هوية الفريق وإشراك عدد كبير من الوجوه الشابة التي تلعب لأول مرة في الفريق الأول. وكان هناك هاجس من البعض بأن الفريق لا يستطيع أن يبقي نفسه مع دوري الكبار وبالتالي يهدم ما تم بناؤه ولكن التجربة الأولى خرجت بنجاح وبقي الفريق الدوري فأعطى الدافع القوي للمسئولين في تجاوز الحدود لتكرار التجربة في عامها الثاني وتم النجاح حتى وصل الفريق إلى الثمر في الموسم الماضي عندما تأهل لأول مرة في تاريخه إلى مربع الكبار في مسابقة كأس سمو ولي العهد بقيادة المدرب التونسي سمير بن شمام. هذا الأمر من المؤكد أغرى الإدارة الشرقاوية لتبذل جهودها من جديد لدخول الموسم الجديد بآمال وطموحات أكبر من الموسم الماضي.

الصفقات المحلية

في صفقاته المحلية قطع شوطا كبيرا في خطف حارس مرمى النجمة نضال عبدالحسين الذي حرس مرمى قلالي في الموسم الماضي وهو يقترب من التوقيع معه بعد إبداء الموافقة من قبل النجماوية. وهناك صفقة أخرى تعد على نار هادئة لخطف نجم البسيتين ياسر عامر الذي يلعب الآن في تدريبات الفريق اليومية بعدما تم التفاهم أو سيتم التفاهم مع إدارة البسيتين في استعارة عامر لموسم واحد ليكون شرقاويا خلال الموسم الجديد. كما أن هناك صفقة أخرى لضم حارس مرمى متميز لم يفصح المسئولون في الشرقي عن اسم الحارس منتظرين موافقة ناديه في الانتقال.

الصفقات الخارجية

أما الصفقات الخارجية فتم التعاقد مع النجم الفلسطيني فادي لافي والتجديد مع سيدا. وهناك أربعة لاعبين محترفين من المغرب وتونس تحت التجربة خلال مباريات الفريق التجريبية، اثنان من المغرب ومثلهم من تونس في خط الدفاع والهجوم. ومن الممكن أن يكون هناك تقيم شامل لكل المحترفين إذ ستكون الكلمة لمن يظهر كفاءته المهارية والفنية خلال التجارب والبقاء للأفضل.

التجديد مع بن شمام

بعد العروض اللافتة والتطور الذي كان عليه الفريق في الموسم الماضي ومن أجل الاستقرار الفني ومواصلة التطوير آثر مجلس الإدارة بالشرقي التجديد مع سمير بن شمام ليقود الفريق الأول للكرة لموسم آخر على أمل بأن تكون النتائج إيجابية أكثر من الموسم الماضي.

إعداد «الليث» للموسم الجديد

بدأ الإعداد يوم 15 أغسطس/ آب الماضي ولكن لم تكن البداية موفقة وناجحة بالحضور الخجول لعدد اللاعبين ولم يتعدل الحال إلا بعد قدوم بن شمام لقيادة الفريق في الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري. وبدأ الفريق مبارياته التجريبية يوم الأحد 13 سبتمبر/ أيلول أمام المنامة والشباب ولعب أيضا مباراة ثالثة أمام الحد قبل أن يدخل مبارياته الرسمية في الدوري والتي يبدأها يوم السبت 26 من الشهر الجاري أمام النجمة وتعد هذه المباراة بمثابة الامتحان الحقيقي للفريق لإثبات الوجود لأن مباراته الثانية ستكون أمام البسيتين يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول وبالتالي النقاط الثلاث في أولى مبارياته مهمة جدا لتكون الانطلاقة الأولى ناجحة.

الزايد: مازلنا في طور ترتيب الأوراق

عن إعداد الفريق الموسم الجديد قال مدير الفريق الأول محمد الزايد لـ»الوسط الرياضي»: إننا مازلنا لم نصل بعد إلى الإعداد النهائي لترتيب الأوراق قبل انطلاقة الموسم ولم نحدد بعد هوية المحترفين وهذه النقطة ستجد لنا صعوبة في الانطلاقة الأولى. ولكن بالتأكيد أننا سنجتهد من أجل تكرار ما حققناه في الموسم الماضي وهدفنا طبعا أن نكون قريبين جدا من فرق الصدارة. وبعد انتهائنا من ترتيب أوراقنا بالمحترفين فبإمكاننا تحديد مسارنا وهويتنا في الموسم الجديد والذي نأمل بحماس شبابنا وتعاونهم مع المدرب بن شمام في إحراز المراكز المتقدمة بإذن الله.