العدد 2582 - الأربعاء 30 سبتمبر 2009م الموافق 11 شوال 1430هـ

العروبة والقرن الحادي والعشرين

يوثّق هذا الكتاب أوراق أعمال المؤتمر الذي عقد في بيروت في الفترة ما بين 25 و28 فبراير/ شباط من العام الجاري 2009، وكان تحت عنوان: «مستقبل للعروبة في القرن الحادي والعشرين». مجموعة من المفكرين والباحثين المختصين تولوا أعمال هذا المؤتمر المهم الذي انصبّ اهتمامه، انطلاقا من مفهوم العروبة، على العديد من المسائل الفكرية والقضايا السياسية والاجتماعية الحالية، المطروحة على بساط البحث، والتي تطال مختلف جوانب مجتمعاتنا العربية.

يظهر البيان الختامي لأعمال هذا المؤتمر «مدى التطور الذي لحق بالفكر العربي المعاصر في نظرته ومراجعاته لحصيلة تجاربه ونظرياته السابقة، ما يعدّ بمثابة «نقلة نوعية» على المستوى التنظيري العام... ويبقى التطبيق العملي رهنا بتوجهات القائمين على رسم السياسات...».

بعد التقديم الذي يبرز أهمية المؤتمر في وقت باتت فيه «هويتنا العربية تواجه خطرا محدقا، ليس بنتيجة التشرذم والانقسام السياسي في بلداننا العربية، فحسب، ذلك أن الخلافات التي تنشب في البيت الواحد والأمة الواحدة من شأنها أن تضرب مناعة شعوبنا وقدرتها على التماسك والصمود»، وبعد التمهيد الذي جاء تحت عنوان: «مستقبل العروبة وعروبة المستقبل»، والذي يبرز أهمية موضوع المؤتمر وأوراقه وأبحاث مفكريه، تقسّم المواد على خمسة محاور. المحور الأول ويبحث في موضوع «العروبة موضوعا للجدل السياسي»، وفي «تساؤلات الهوية في التجربتين العربية والغربية»، ويتضمن شرح المفهوم الفرنسي لمسائل كالهوية القومية والدولة والأمة، ولمفهوم القومية الألمانية، وللعروبة في المرحلة الراديكالية. في المحور الثاني «العروبة وتحولاتها في الفكر العربي المعاصر»، يتطرق البحث إلى تحولات الخطاب القومي المعاصر، وموضوع إيديولوجيات العروبة في ظل صعود التيارات الدينية، كما يتطرق إلى مفهوم العروبة من منظار تاريخ الهوية ومعضلات القومية. أما المحور الثالث الأكثر إسهابا، فيتحدث عن العروبة في الصيغة اللبنانية وتحولاتها في ظل البيئة الإقليمية والدولية المتغيرة، وفيه سبعة أوراق مفصّلة لسبعة من المفكرين الكبار، تضيء جوانب هذا الموضوع الشائك. يطرح المحور الرابع جدلا في العروبة والمواطنة، ويطال قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان لدى العرب عموما عام، وفي الفكر العربي المعاصر الذي يتخذ التيارات المصرية نموذجا، ومن ثم إشكاليات الوضع في العراق على هذا المستوى، كما يطال مسألة الأقليات في الوطن العربي. في المحور الأخير يجمع الكتاب ثلاث أوراق من أوراق المؤتمر، تتناول «مستقبل العروبة في القرن الحادي والعشرين».

يختم الكتاب بالبيان الختامي للمؤتمر، ومما جاء فيه: «تطلع المؤتمر إلى تجديد فكرة العروبة أصلا، بروح نقدية لرؤى الماضي، وأحوال الحاضر، تطلعا إلى تصورات مستقبيلة»، و «يمكن القول ان نسيج الأمة العربية يتكون من وحدة اللغة، والتراث والذاكرة التاريخية للنضال في سبيل الاستقلال، والوحدة، والنضال ضد الاستعمار»، وقد خرج بمجموعة من التوصيات العامة المهمة، وبدعوة إلى العمل على ضوء ما توصل إليه الفكر الواعي والمثقف، وبعهد بالمتابعة على النهج نفسه «بوسائل شتى».


حكايات صور... تأويلات نقدية

مجموعة مقالات «تتوخى حكاية تجربة ورصد علاقة مع ذاكرة شخصية»، في هذا الكتاب الذي تقدم فصوله وفقراته إلى القارئ في وصفها سرديات، «تستكشف تقاسيم الوجوه واللحظات والنصوص المختارة، وتعمل الفكر في أعطاف تجليها الصوري، وما يمليه هذا الثراء على الناظر من أسباب المتعة الذهنية».

يشتغل الكاتب «بأدوات الناقد والمؤرخ والرسام والروائي...»، ليروي «في فصله الأول حكاية روائيين وشعراء استوطنوا وجدانه»، كمحمد برادة الذي يراه «منسجما أشد الانسجام مع طبيعة روحه المتوثبة القلقة، النازعة بقوة إلى تخطي الأفق الشخصي «المحدود»، لأي نموذج نقدي دال، إلى الفضاء الرحب للوعي النقدي الشامل»، وكمحمد شكري الذي يبدو «صورة أخرى لنسغ روح إبداعية متناسخة عبر عشرات الأجساد والتجارب والرؤى القصصية والشعرية والروائية».

في الفصل الثاني «تفصيلات» يتوقف الكاتب «عند مدن ومعابر اعتملت بما اقتضى تدوين محمولها الصوري»، يتحدث مثلا عن القاهرة التي تتداخل وتتنافر صورها بين الخيال والرمز والواقع وبين الماضي والحاضر، وعن أحداث «وقائع المهرجان التاسع عشر للشعر المغربي الحديث»، وعن تجربة مجلة «العربي» التي «لم تنحز على امتداد مسيرتها إلى أطروحة أو مذهب أو تيار أو صوت مفرد».

يستجمع الكاتب في الفصل الثالث «تأويلات لنصوص سير وروايات وكاتولوغات وكتب نقدية تدور كلها في فلك الصور»، فيبدأ بتناول كتاب «الدولة الجذابة» للمفكر الفرنسي «ريجيس دوبري» الذي لم «يعمر طويلا في منصب مستشار الدولة» والذي استقال «حاملا معه أمرّ الخيبات عن دولة الغواية وغواية الدولة»، ثم ينتقل إلى تحليل رواية «بدايات» للكاتب أمين معلوف بما هي «تسليط الضوء على الجوهر الوجودي للذات، بما هي تعلق بالماضي»، وإلى الجزء الأول من يوميات عبدالله العروي «خواطر الصباح» التي تكتسي «طابع السيرة الذاتية التي تتقاطع مع المذكرات السياسية والتاريخ القومي» إضافة إلى التخيل السردي الفني. تطرق أيضا إلى «طوارق» للروائي الإسباني «فيكيرو»، والتي أصبحت «إحدى إهم التخييلات الغربية عن عالم الصحراء»، وإلى الحديث عن الكاتب إدوارد سعيد وعن «مضمون أعماله النظرية، وكتاباته السياسية وأفقه الأخلاقي».

يجد القارئ في هذا الكتاب الثقافي المتنوّع، الكثير أيضا من التعليقات على الموضوعات والأحداث الثقافية التي تهم الوطن العربي، والتي تعكس همومه وانشغالاته الفكرية، كما تبرز معالم صوره الثقافية وتداعياتها وتأويلاتها.


ميشال أوباما... سيرة حياتها

ميشال أوباما هي «خرّيجة جامعة برينستون وكلية الحقوق في هارفارد، وهي محامية في الوقت الحاضر، ووالدة، ومديرة تنفيذية في ميدان العناية الصحية. إنها أيضا زوجة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي كان غير معروف على نطاق واسع وتحوّل إلى أول أميركي من أصل إفريقي يتربع على كرسي الرئاسة». لكن ما هي صفاتها وإمكاناتها، وكيف كانت مسيرتها، وما الذي تعتقده، وما هي أحلامها؟

يردّ هذا الكتاب الذي استند في معلوماته على أكثر من مئة مقابلة مع شخصيات مختلفة، بما فيها مقابلة مع ميشال أوباما نفسها، على رغبة القارئ الذي يود معرفة شخصية هذه المرأة المميزة ذات الجذور الإفريقية والتي أصبحت السيدة الأولى لأقوى دول العالم، ويرضي فضوله في اكتشاف تفاصيل حياة امرأة جديرة بالاهتمام والتقدير، وفي الاطلاع على كل ما أثّر في مسيرتها المهنية والشخصية والعائلية، وعلى طبعها وطريقة تصرفها وطموحها وبرنامج أعمالها، وتأثيرها في حملة زوجها الانتخابية، ودورها المستقبلي في مساندة زوجها من ناحية وفي القيام بواجباتها كسيدة أولى من ناحية ثانية، بالإضافة إلى دورها كسيدة بيت وعائلة ومنزل.

«إنها ماهرة بمقدار مهارة زوجها، حتى إنها أكثر براعة في بعض النواحي»، وهي «تصلح كسيدة أعمال أكثر منها موظفة»، وهي «ملتزمة حيال أولئك الأميركيين من أصول إفريقية في مجتمعها الذين لم يحققوا ما حققته»، من إنجازات بسبب ذكائها وجهدها وعملها ومساندة الظروف لها، فهي في الأساس ابنة عامل ونشأت في الجزء الجنوبي من مدينة شيكاغو.

العدد 2582 - الأربعاء 30 سبتمبر 2009م الموافق 11 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً