العدد 2582 - الأربعاء 30 سبتمبر 2009م الموافق 11 شوال 1430هـ

القاهرة تحتفل بـ «القدس عاصمة الثقافة»

بحضور حشد من الأدباء والمثقفين والشعراء العرب

تتواصل فعاليات احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009، وفي هذا الإطار أقام اتحاد كتاب مصر احتفالية «القدس وثقافة المقاومة» بقلعة صلاح الدين، وذلك بالشراكة مع الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة، في الفترة بين 8 و10 من سبتمبر/ أيلول 2009، وبحضور اتحادات الكتّاب والأدباء والشعراء من السودان وفلسطين والكويت وسورية ولبنان والأردن وليبيا والإمارات والبحرين والجزائر... وقد شارك الباحثون فيها بثلاث جلسات بحثية وندوة شعرية، وقد خرج الحاضرون بمجموعة من التوصيات، منها: ضرورة إيقاف جميع أعمال الاستيطان والتهويد في القدس وفي فلسطين عموما، والحفاظ على الطابع العربي لجميع الأراضي العربية المحتلة، وأهمية توحيد الجهود العربية لنشر الوعي بما يحدث الآن في القدس، عبر الكتابة وعبر وسائل الإعلام، وبيان أن القدس مدينة عربية تحت الاحتلال، وأن كل ما يجري بها من انتهاكات مخالف للقانون الدولي ولقرارات المنظمات الدولية في هذا الشأن.

واقترح الكتّاب والأدباء والشعراء المؤتمرون عمل مشروع علمي ضخم يشمل ببليوغرافيا للأعمال الأدبية العربية والمترجمة التي تناولت مدينة القدس، ويناشدون المؤسسات الحكومية والأهلية ذات الخبرة بهذا الموضوع أن تشارك بالجهد العلمي والمالي لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.

وأكد المؤتمرون من الأدباء والكتّاب والشعراء العرب ضرورة إحياء ثقافة المقاومة باعتبارها قاعدة الانطلاق لجميع الجهود الرامية إلى تخليص القدس مما تتعرض له من عدوان غاشم على المستويات العسكرية والسياسية والثقافية. كما يتوجهون بالدعوة لجميع الكتّاب والمبدعين في مختلف المجالات الأدبية والفنية لضرورة إبقاء قضية القدس حية في الضمير العربي والإنساني من خلال الحرص على أن تظل موضوعا لكتاباتهم، ومادة خصبة لأعمالهم الفنية. إذ يوقن الأدباء والكتاب والشعراء العرب وهم يتباحثون في موضوع «القدس وثقافة المقاومة»، بأن الوحدة هي مفتاح الحل لهذه القضية العربية الجوهرية، وأول عناصر هذه الوحدة هي وحدة الفصائل الفلسطينية في المقام الأول، بحيث تتوحد جهودهم نحو الهدف الواحد... والحق الواحد... باعتبار أن هذه الوحدة هي اللبنة الأولى في بناء الوحدة العربية الشاملة التي تتضافر وتتحلّق حول الهدف الغالي وهو حرية فلسطين وتحرير القدس، ومن ثم تحرير الأراضي العربية المحتلة كافة من ربقة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني الغاشم.

وحث المجتمعون في القاهرة الدول العربية على إنشاء جوائز للأعمال الأدبية والفنية التي تتخذ موضوعها من قضية القدس المصيرية وذلك أسوة بجائزة القدس السنوية التي يمنحها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وإقامة مهرجان ثقافي وأدبي عربي عن القدس، يقام سنويا في واحدة من العواصم العربية والإسلامية.

وقد أطلق المثقفون العرب المجتمعون في القاهرة نداء إلى مثقفي العالم أكد أن المثقفين العرب المجتمعين في مؤتمرهم بالقاهرة، من منطلق اختيار مدينة القدس عاصمة للثقافة العربية... يتوجهون ببيانهم هذا نحو الضمير الإنساني الممثل في مثقفي العالم بوجه عام، وذلك للفت الأنظار لما يحدث لهذه المدينة العريقة من إجراءات إسرائيلية لطمس معالمها الأثرية والتاريخية لصالح أغراض سياسية وعنصرية لا يقبلها الضمير الإنساني.

إن هذه المحاولات المقصودة والمدبرة لتغيير هوية المدينة ذات الخصوصية العالمية تُعتبر انتهاكا وتدميرا للتراث الإنساني، وإهدارا للحقوق الطبيعية، إذ إن ما يحدث من عمليات تغيير للمعالم الجغرافية والديمغرافية، وهدم للبيوت القديمة والأثرية واستبدالها بمبانٍ ومستوطنين ليسوا من سكانها المقيمين، فضلا عن إرغام الفلسطينيين الأصليين على النزوح بالقتل والاعتقال والتشريد، ينم عن نزعة عنصرية إسرائيلية مرفوضة من قِبل الضمير الإنساني، وإن تغليب عنصر سكاني على آخر يعتبر في حد ذاته أبشع أنواع العنصرية، بل يعتبر تطهيرا عرقيا مرفوضا، ويكفي أن نذكر أن غالبية سكانها العرب مسلمين ومسيحيين أصبحوا أقلية بفضل سياسة الاستيطان والتهويد العنصري التي استنكرها العالم بقرارات صادرة عن المنظمة الدولية وحقوق الإنسان.

إن المحافظة على بقاء القدس على ما تحويه من آثار ومعالم ومباني تاريخية وأثرية تعتبر مهمة إنسانية ومسئولية ثقافية لابد أن يضطلع بها مثقفو العالم عن طريق منظمة اليونسكو باعتبارها المعنية بالشأن الثقافي والإنساني، كما أنه من الضروري الحفاظ على المعنى الذي يدل عليه اسم مدينة القدس، وهو «مدينة السلام» وأن ما يحدث الآن في المدينة من قِبل سلطات دولة محتلة كـ «إسرائيل» من تغيير في المعالم، هو بمثابة لغمٍ يفجر النزعات المتطرفة، ويغذي عمليات الإرهاب والعنف في المنطقة؛ ما يحوِّل المدينة - على المدى الطويل - إلى مدينة للحرب لا مدينة للسلام، بل ويحول المنطقة كلها إلى احتقان دائم قد يؤدي إلى احتمال صدام نووي وخصوصا أن بالقرب منها مفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب الإسرائيلي.

إن المثقفين في العالم يدركون أننا في هذه المنطقة العربية لم يكن لنا ذنب فيما حدث لليهود في أوروبا حتى يحدث لنا ما لم يكن لنا فيه ذنب أو جريرة من جرَّاء آلة الحرب الإسرائيلية، ومع ذلك فقد تحملت المنطقة الكثير من الأهوال والحروب والدمار من أجل قضية لا دخل لنا بها.

لذلك... فإننا كمثقفين عرب، نعيش في هذه المنطقة، وندرك خطورة ما يحدث لهذه المدينة المقدسة التي يقدسها العالم كله كتراثٍ عالمي بعيدا عن الدعاوى الدينية أو السياسية، نهيب بمثقفي العالم وفي مقدمتهم المثقفون الأوروبيون والأميركان ليتفهموا معنا ضرورة الوقوف بجانبنا من أجل إنقاذ مدينة القدس مما يحدث لها من طمس لهويتها العربية، ونقترح في هذا المقام تكوين لجنة علمية تشرف على هذه المدينة وتحقق فيما تم فيها من تغيير للمعالم والآثار، وأن تلزم «إسرائيل» باعتبارها دولة احتلال بقوانين وقرارات الأمم المتحدة سنة 1947، التي تقضي بأن تكون مدينة القدس منطقة مجردة من السلاح، فضلا عن أنه تم إدراج موقع القدس منذ العام 1981 في قائمة التراث العالمي، كما تم إدراجها أيضا العام 1982 على قائمة التراث المهدد بالضياع.

العدد 2582 - الأربعاء 30 سبتمبر 2009م الموافق 11 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً