العدد 276 - الأحد 08 يونيو 2003م الموافق 07 ربيع الثاني 1424هـ

سوق السلع الفاخرة في العالم تواجه صعوبات

تواجه سوق السلع الفاخرة في العالم التي تقدر قيمتها بتسعين مليار دولار، منذ أشهر عدة صعوبات نجمت خصوصا عن انهيار البورصات والهجمات الارهابية والحرب في العراق وتباطؤ الاقتصاد وأزمة الثقة لدى المستهلكين وتراجع سعر الدولار ومرض الالتهاب الرئوي الحاد وانخفاض عدد السياح.

وبعد أن قاومت الأزمة التي بدأت في العام 2000 مع انهيار اسواق التكنولوجيا، اصبحت سوق السلع الفاخرة في الاشهر الأخيرة ضحية مشكلة حقيقية نجمت عن الحرب في العراق ووباء الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) في آسيا.

وتراجع عدد السياح في كان وروما وجنيف وباريس التي لم تعد المحلات التجارية الفاخرة فيها تستقبل الكثير من الزبائن الذين لا يترددون في شراء ساعة او خاتم يحلمون به.

وتعكس النتائج الاخيرة لأشهر الشركات المنتجة للسلع الفاخرة في ايطاليا او فرنسا او سويسرا هذا التراجع.

وقال خبراء ان هذا الركود سيستمر في الأشهر المقبلة اذا ادى الالتهاب الرئوي الى الحد من تدفق السياح الآسيويين الذين يشكلون أكثر من ثلث رواد السوق او اذا بقي الدولار ضعيفا. فالشركة السويسرية «ريشمون» التي تحتل المرتبة الثانية في الاسواق بعد الفرنسية «ال في ام اش» شهدت تراجعا في رقم اعمالها بمقدار النصف في السنة المالية 2002-2003 التي انتهت في مارس/ آذار الماضي.

أما الارقام لابريل/ نيسان ومايو/ايار فليست جيدة وتشهد تراجعا بنسبة 27 في المئة على حد قول رئيس المجموعة يوهان روبرت.

وتحت راية ريشمون عدد من اكبر المجموعات المعروفة في صناعة الساعات والمجوهرات (فاشورون كونستنتان وبوم وميرسييه، وجيغر لوكولتر زبياجيه وبانيري زفان كليف اند اربيلز ودانهيل ومون بلان)، سجلت اشهرها وهي كارتييه تراجعا بنسبة 8 في المئة في مبيعاتها في آخر ارقام مالية لها.

ويبدو ان ساعات كارتييه مثلا تراجعت الى حد كبير. فمقابل 480 الف قطعة كانت تنتجها الشركة في سنوات الازدهار، لم يتم انتاج اكثر من 230 الف قطعة العام الماضي. أما مجموعة «اس تي دوبون» التي تنتج ولاعات واقلام حبر فلا تدعو آفاقها المالية الى السرور لان أكثر من نصف مبيعاتها يسجل عادة في آسيا.

ويبدو ان الالتهاب الرئوي الحاد زاد من مصاعب شركات السلع الفاخرة. فقد اكدت دراسة لدار الوساطة المالية ميريل لينش ان استمرار انتشار المرض حتى نهاية العام الجاري سيؤدي الى انخفاض ارباح الشركات 3 في المئة وسطيا.

وستتأثر الفرنسية «ال في ام اش» عبر فرعها المعفى من الرسوم «ديوتي فري شوبرز» الى جانب «ايرميس» وبولغاري مثلا. وحتى الآن نجحت هذه المجموعة الايطالية في تدبير امرها. ففي الربع الاول من العام حققت زيادة في الارباح بنسبة 27 في المئة بفضل مبيعات معززة . كما حافظت «ايرميس» على وضعها اذ سجل رقم اعمالها ارتفاعا بنسبة 3 في المئة بأسعار الصرف الثابتة. لكن هذه المجموعة تبقى حذرة جدا حيال المستقبل. وتعاني المجموعات التي تسعى الى كسب حصص في السوق من الاستثمارات الهائلة في السنوات الاخيرة التي يصعب البدء بها في فترة من الضيق الاقتصادي. وقالت مديرة الدراسات عن السلع الفاخرة في مجموعة «يوروستاف» مود ستيفان: «في عالم تزداد المنافسة فيه حدة خففت كل المجموعات وتيرة فتح محلات في جميع انحاء العالم وخصصت موازنة هائلة للتسويق والاعلانات لاطلاق منتجات تركز فيها على هويتها».

وأضافت: ان «هذه السياسة تكللت بالنجاح لدى ديور وفويتون لكنها لم تكن جيدة لمجموعات اخرى». إلا انها ليست متشائمة على المدى المتوسط والبعيد.

وقالت: «اذا سيطرت الشركات على نفقات الانتاج وبرهنت على قدرتها على التجديد واطلقت منتجات ذات هوية واضحة»، فقد يحقق القطاع قفزة في اول تحسن في القطاعين النقدي أو السياحي

العدد 276 - الأحد 08 يونيو 2003م الموافق 07 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً