العدد 286 - الأربعاء 18 يونيو 2003م الموافق 17 ربيع الثاني 1424هـ

باريس: عاصمة الابداع في تصميم الرقص على وشك افتتاح هيكل للرقص فيها

تأسس المركز الوطني للرقص العام 1997 وخصص لفن التصميم وساهم بشكل كبير خلال السنوات الست الماضية في جعل باريس واحدة من عواصم الابداع المعاصر. لا يتوقف دور هذه المؤسسة المكلفة برعاية هذا الفن على وسط الجمهور بل يتعداه لتشجيع بروز مواهب جديدة وتأمين استمرارية القدماء. تقدم مساعدات مالية وعملية وآلية للفرق المدعومة، مقابل تقديمها لعروضها الجديدة أمام جمهور المركز الوطني للرقص. يحرص هذا المركز على مصير الفنان المهني ويقترح عليه تدريبا تحت اشراف كبار المصممين في العالم. ويتواجد الحضور الدولي ايضا في اعداد البرامج. يستقبل المركز هذا العام ايضا فنانين من انحاء العالم، بفضل الكثير من الشركاء مثل «الجمعية الأوروبية لرعاية فناني أوروبا الشرقية» ويتعاون مع «مدرسة الرمال» في السنغال التي تديرها جرمان أكونيي - وقد كانت نشاطات المركز موزعة على عدة مواقع، لكنها ستجمع ابتداء من الموسم المقبل في حيز واحد في باريس، في حي «بورت دو بانتان» لتستقبل الفنانين والمشاهدين في ظل أفضل الشروط. وسيكون هذا الموقع مخصصا بأكمله للفن ولثقافة تصميم الرقص ومشجعا على ترسيخه وتطوره واشعاعه.

هناك أوبرا الباستيل، وأوبرا غارنيي، ومسرح المدينة... تحوي العاصمة الفرنسية علاوة على هذه المؤسسات الكثير من صالات الاحتفالات. يتم اخراج حفلات الرقص في أماكن هامشية وغير ملائمة وتجذب اليوم جمهورا تتزايد اعداده يعتبر المركز الوطني للرقص أحد مصادر هذه العروض العزيرة. أسسته أخيرا وزارة الثقافة، وهدف الى رعاية فن تصميم الرقص في وسط الجمهور وتشجيع تطوره عبر مرافقة الممتهنين لهذا الفن. قسّم المركز الى اقسام، وهو يقدم دروسا اعدادية ونصائح ووثائق وانتاجا مشتركا. ويحوي قسم المهن فيه مختلف الخبرات الخاصة بهذا القطاع من معلمي الباليه وحتى مدوني الحركات الايقاعية على الورق. يجد أي شخص معني في هذا المركز المعلومات والارشادات لتوجيه مهنته.

يتمثل الهدف الرئيسي للمركز الوطني للرقص بتشجيع المواهب الجديدة ويضع صالاته تصرف الفنانين علاوة على الاخراج المشترك والانتاج المشترك. ويمكن له في الفصل الواحد اخراج 14 حفلا وانتاج 9 حفلات بشكل مشترك. تستفيد أكثر من ثلاثين فرقة من دعمه ومساندته. كما يسمح تنظيم المشاهد المفتوحة بإمكان تقديم الفرق لعروض امام المهنيين أثناء إعدادها لها. كما يمكن لمديري المسارح والفرق ومصممي الرقص اكتشاف فنانين ود عوتهم للعمل معهم.

في العام 2001، شكل المركز الوطني للرقص هيئة دولية للتفكير وللبحث في مجال تصميم الرقص، للتنسيق بين مختلف البحاثة العاملين على هذا الموضوع. كما اعدت محترفات في باريس للأطفال الذين يعانون من مشكلات بدنية.

وفي العام نفسه، اشترك المركز مع الشبكة الدولية للانتاج والنشر «تيوريم» لحساب فناني أوروبا الشرقية. وتمكن فنانون من رومانيا مثل مخايل ميخالسيا ومانويل بلموس، ومن روسيا نيوكلاي شتنف وداريا بوزوفكينا أو أولغا كوميجر من تقديم آخر حفلاتهم في ديسمبر/ كانون الأول 2002 يعمل المركز أيضا بالتعاون مع مؤسسات أوروبية أخرى على انشاء شبكة دولية جديدة تتوجه لمساندة الابداع في افريقيا، ولهذا شارك مع «مدرسة الرمال» التي تديرها جيرمان أكونيي في السنغال.

يتعامل المركز مع تيارات وممارسات تصميم الرقص ويقترح دروسا من أنحاء العالم. نظم هذا العام دورات في المطقطقات ودروس في الرقص الكلاسيكي الى جانب دروس في الرقص العربي والبربري من تقديم سعدية صويا. ويقدم «ماستر كلاس» في الرقص المعاصر الراقص والفنان التشكيلي الياباني سابورو تشيغاوارا الذي حل محل الراقص الهندي كمال قانت في رقصة الكاتاك. يحرص المركز على أن يكون في صميم الابداع الدولي، ويستقبل الكثير من الفنانين من أنحاء العالم. تزوره هذا العام فرقة مصطفى قبلان التركية وفرقة فيليز سيزانلي لتشارك في احتفالاته، الى جانب الروس كينتيك تياتر والمجموعة اليابانية دومب تيب والأميركية تريشا يراون.

حتى فترة قريبة، كانت هذه العروض موزعة على عدة مواقع، وابتداء من العام المقبل تجتمع كلها في مبنى واحد في باريس، حي «بورت دوبانتان». صمم المبنى العام 1972 المعماري جاك كاليس وجدده المعماريان أنطوانيت روبان وكلار سوياس ومن المتوقع ان يدشن العام 2004. تم اختيار ميكل انجلو بيستوليتيو لتصميم الأثاث وسيطلب من فنانين آخرين تنظيم المكان بمجمله. هناك 11 ستوديو، بينها ثلاثة تستقبل الجمهور، ومكتبة اعلامية متخصصة، ونادي سينما للرقص وحيز للعرض وقاعات للمؤتمرات، بلغت مساحة المكان 7000م 2. يفترض أن يساعد الاستقرار في هذا المبنى على استقبال الكثير من الفنانين للاقامة فيه. كما سيكون حيزا للتبادل وللتعليم ولتقويم تراث تصميم الرقص، ويشجع على ظهور المواهب الجديدة.

إن المركز هو حيز للاكتشاف، يسعى للانفتاح على الجمهور ويود أن يكون منفتحا على الجميع. لهذا نظمت أعمال كثيرة لاثارة اهتمام المواهب الجيدة، مثل توجيه دعوات للحفلات الجديدة، ونشر صحف فصلية اعلامية مجانية. وسيعمل مع اطفال المدارس الابتدائية والثانوية ويسعى بشكل رئيسي لاقامة حوار بين الفنانين والمشاهدين. فمع بداية القرن الحادي والعشرين وبعد تشييد مدينة الموسيقى، تكون باريس التي لا تحصى عدد مسارحها ومتاحفها، قد أضافت على تشكيلتها الفنية مبنى جديدا مخصصا لتصميم الرقص

العدد 286 - الأربعاء 18 يونيو 2003م الموافق 17 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً