العدد 292 - الثلثاء 24 يونيو 2003م الموافق 23 ربيع الثاني 1424هـ

العلماء يفهمون خديعة الأحفور الدينو - طير

تم التعرف على نوع منقرض من أنواع الطائر آكل السمك بواسطة علماء الحفريات كنصف آخر لأحفور مخادع تم الترحيب به من قبل على أنه «الحلقة المفقودة» بين الديناصورات والطيور.

وأثبت العلماء بشكل حاسم أن الأحفور المعروف بـ «اركيورابتور» Archaeoraptor الذي له ذنب ديناصور وأجنحة طير مريشة هو في الواقع احفوران أو أكثر التصقا معا بغراء قوي.

جعل الاحفور على الشهرة في العام 1999 عندما نشرت المجلة القومية الجغرافية في بريطانيا وصفا لاكتشافه وكيف أنه تم التصديق عليه علميا باعتباره احفورا يتمنى كثير من العلماء أن يكون من اكتشافهم. ومع ذلك، تحول اركيورابتور حالا «من حلقة مفقودة حقيقية إلى سلسلة معقدة تربط الديناصورات بالطيور» و«ديك رومي بلتداون (ما قبل التاريخ)»، في اشارة الى أكبر تزييف مشهور في علم الحفريات. وأغلق فريق بقيادة زونغي زهو في المعهد الصيني لعلم حفريات الفقاريات والباليو أنثروبولوجيا في بكين، الملف الخاص بالجدل في تعريف نوع الطائر المنقرض الذي استخدم لتكوين الكير المتحجر (كائن خرافي له رأس أسد وجسم شاه وذنب حيّة).

في دراسة نشرت في مجلة «الطبيعة»، قال زهو ان اركيورابتور هو فعلا النصف الأمامي لطائر آكل سمك قديم يسمى يانورنيس التصق مع ذيل ديناصور لاحم (آكل لحم) صغير ينتمي الى مجموعة تسمى (دروما يوصورز Dromaeosurs). واختتم العالم في المجلة العلمية مقاله قائلا: «الجزء الاساسي لخدعة اركيورابتور، الذي استنتجناه بُني من عينتين مختلفتين تنتميان الى نوعين مختلفين، لذلك يعتبر نموذجا لطائر آكل السمك». تم تهريب اركيورابتور من الصين اذ «اكتشف» هناك بواسطة أحد مزارعين كثر اكتشفوا أحافير ديناصور جديرة بالاهتمام في اقليم لياويننج الشمالي الشرقي في الصين.

وقال زهو ان الاغراء باضافة ذيل أطول كانت مقاومته صعبة. وأضاف: «هذا النموذج من المحتمل تم جمعه بواسطة مزارع صيني أراد أن يجعله احفورا مكتمل الظهور، يمكن أن يباع بسعر أعلى». ونقل النموذج الى اميركا اذ تم شراؤه بواسطة جامع خاص. بمبلغ 80 ألف دلار أميركي. وظهر أنه مثال ممتاز لمخلوق، نصفه ديناصور والنصف الآخر لطائر وأصبح أيقونة لتحول تطوري بين الاثنين الديناصور والطائر، وقد نشرت الأوصاف مباشرة: مع ذلك، تم اكتشاف النصف الآخر للشريحة المحتوية للاحفور في الموقع نفسه في الصين. وقال زهو: «هذه العينة الجديدة الحافظة للذيل وعظام اخرى تثبت بوضوح ما يشتبه فيه آخرون، بأن اركيورابتور هو في الواقع عينة مركبة». وحدد ذيل الاحفور بأنه ينتمي الى مايكرورابتور أحد الديناصورات الصغيرة آكلة اللحم التي يحتمل أنها عاشت في الاشجار. وعرف الآن الجزء الآخر بأنه يانورنيس مارتيني الذي عاش في الفترة نفسها، حوالي 115 مليون سنة ماضية. واستطرد زهو «مع نشر هذا البحث فإن هوية عينة (اركيورابتور) السيئ السمعة اصبحت جلية أخيرا. بمعنى آخر يمكننا الآن القول بأمان انها تتضمن ذيل ديناصور صغير غير طائر «مايكرورابتور» وطائر متوسط الحجم يسمى «يانورنيس» وقال ان النتائج لا تدحض اكتشافات الاحفور الآخر الذي أظهر بوضوح علاقة بين الديناصورات والطيور الحديثة. وقال زهو «مطلقا، على سبيل المثال، في مطلع العام الماضي، تعرفنا على طائر بدائي للغاية يسمى جيهولوريس بذيل ديناصور وصفات كثيرة توضح مقدرة على الطيران». وأضاف « على رغم قصة اركيورابتور، هناك كثير من الدلائل التي تعزز حلقة الدينو - طير، التي مازلنا نثق بها». ومع ذلك تم استغلال الخديعة بواسطة المتشددين الدينيين المتحمسين للحط من قدر أي دليل للنظرية الداروينية. وأضاف زهو: «ما تعلمناه كثيرا من هذه القصة هو أن الجمع والتهريب غير القانوني وغير العلمي للأحافير يضر في الواقع بعلم الحفريات، لا نستطيع أن نكون حذرين للغاية في دراسة علمية».

( خدمة الاندبندنت - خاص بـ«الوسط»

العدد 292 - الثلثاء 24 يونيو 2003م الموافق 23 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً