العدد 294 - الخميس 26 يونيو 2003م الموافق 25 ربيع الثاني 1424هـ

دعوة لتعليم القرآن الكريم لأبنائنا

ها نحن نعيش أجواء الاجازة الصيفية الصاخبة بالكثير من الاعمال التي يخطط اليها الأهل والأبناء معا، فالكثير منا يلحق أبناءه بمعاهد للتعليم والتدريب أو التخطيط للسفر، فنصرف الكثير من الأموال هنا وهناك، وهو أمر لا بأس فيه، حديث لابد لابنائنا ان يشغلوا أوقات فراغهم بما هو مفيد... ولكن يستوقفنا سؤال، إننا في كل عام نهمل الشيء نفسه، تسجيل أبنائنا وبناتنا في دورات للتحصيل أو لتنمية المهارات والقدرات أو السفر... في كل عام نسعى الى تحقيق أمر دنيوي، فمتى سنسعى لتحقيق أمر آخر؟

لماذا لا نلحق فلذات أكبادنا بدورات تعليم القرآن الكريم وعلومه؟ أليست مثل هذه الدورات مهمة ايضا لنا باعتبارنا مسلمين؟ إن مثل هذه الدورات تجمع الافادة في الدارين، دار الدنيا والآخرة، قال (ص): «خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه» صدق رسولنا الكريم.

أليس القرآن الكريم هو الكتاب المقدس الخاتم الذي يجب علينا التمسك به ومعرفته حق قدره؟، أوليس ديننا الاسلامي الحنيف هو الذي يهتم بتغذية الروح والعقل الى جانب تغذية البدن؟... إن القرآن الكريم ربيع للقلوب ونور يضيء سراجه لمتعلمه وقارئه ومعلمه في الدنيا والآخرة، اننا دائما نبحث لأبنائنا عن الفائدة والمتعة الدنيوية ونتناسى ما هو أسمى وأعظم، بل ويتعلم أبناؤنا منا ذلك ليرسخ في عقولهم. اننا ما خلقنا في الحياة الا لنتمتع... لينتج بذلك جيل فارغ فكريا بلا روح، همه الوحيد جعل الحياة سبيله للدنيا... لا الى عبور الأخرة.

إن أبناءنا اذا ما التحقوا بمثل هذه الدورات بتشجيع من الأهل، فان من شأن هذه الدورات التي تعلم ابناءنا وبناتنا القرآن، وعلومه كالقراءة الصحيحة والتجويد والتفسير، تعريفهم بمبادىء الاسلام السامية وتعاليمه السمحاء وادخال النور والروحانية في قلوبهم الذي سيكون حصنا حصينا لهم للابتعاد عن الرذيلة، عن طريق تخلل القرآن الى وجدانهم وشغل فراغهم بما يبعدهم عن قراءة ما هو غير مفيد وعمل ما هو غير نافع. ان القليل من الاسر اليوم هي التي تلحق أبناءها وبناتها بمثل هذه الدورات العظيمة التي تعرفهم بأمور دينهم ودنياهم وتجعلهم افرادا صالحين مساهمين بذلك في بناء مجتمع صالح.

وكلنا يعرف ان الكثير من مراكز تعليم وتحفيظ القرآن (للجنسين) منتشرة في مملكتنا، هذا الى جانب بعض البرامج التي تقيمها الصناديق الخيرية التي تتضمن دورات التكليف للبنات والاولاد التي تحقق لهم المتعة والافادة، فلنجعل القرآن الكريم محفوظا في قلوبنا وعقولنا صغيرا وكبيرا لا مزينا لأرفف مكتباتنا.

رباب النعيمي

العدد 294 - الخميس 26 يونيو 2003م الموافق 25 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً