العدد 297 - الأحد 29 يونيو 2003م الموافق 28 ربيع الثاني 1424هـ

عن زيارة سترو لطهران

حسن فحص comments [at] alwasatnews.com

.

الاعلان الايراني عن اعتقال عناصر من تنظيم «القاعدة» الذي جاء على لسان الناطق باسم الحكومة الايرانية عبدالله رمضان زاده ثم تراجعه عنه خصوصا فيما يتعلق بتحديد هوياتهم، فتح باب التكهنات والتوقعات وأوجد حالة من التسابق بين وسائل الاعلام على تحديد هوية المعتقلين، كان آخرها ما أذاعته محطة «العربية» نقلا عن مصادر غربية عن وجود أيمن الظواهري وسليمان أبوغيث ونجل بن لادن بين المعتقلين. من غير المستبعد وجود الكويتي سليمان أبوغيث اضافة الى المسمى بـ «سيف العدل» بين المعتقلين لأن التسريبات الايرانية أشارت إلى وجود عناصر ممن أسقطت عنهم الجنسية في بلادهم.

إلا أن الأبرز في هذا الملف بعض الأصوات النيابية التي ارتفعت متهمة باكستان بلعب دور خطير ضد ايران في هذا الاطار، إذ تعمد للتخلص من أعضاء «القاعدة» وتدفعهم الى خارج أراضيها ثم تسرب معلومات للمخابرات الأميركية عن وجودهم في إيران.

مصادر في وزارة الخارجية رفضت الكشف عن اسمها أكدت وجود عدد من المعتقلين من جنسيات مختلفة من دون تحديدها، وأكدت أن التفاوض مع بعض الدول، خصوصا السعودية، ستتم في إطار الاتفاق الأمني الموقع بين البلدين.

الهجمة الاعلامية على إيران في هذه المرحلة التي تترافق مع فتح جبهات أخرى عليها أبرزها الملف النووي والدعم الكلامي الأميركي - البريطاني لحركة الاعتراضات الطلابية، دفع الناطق باسم الخارجية حميد رضا آصفي للتأكيد بشكل قاطع عدم وجود أيمن الظواهري ونجل بن لادن بين المعتقلين، معتبرا الأمر على خلاف المتداول، وأن ايران لا تملك أي دليل على هوية هؤلاء كي تقدمه للاعلام. وفي حال تمكنت فإنها لن تعمد للاعلان عنه لأنه يتعارض مع أمنها القومي.

بعض المصادر المطلعة، أشارت إلى أن الزوبعة التي أثيرت عن «القاعدة» تهدف الى صرف الأنظار عن الأبعاد الجدية التي تطرقت إليها مباحثات وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في زيارته الرابعة خلال 19 شهرا الى طهران. وتؤكد المصادر إن جدول الزيارة تضمن الحديث عن مكافحة الارهاب، وموضوع دعم الحركات الفلسطينية وعملية السلام في «الشرق الأوسط» و«خريطة الطريق»، إضافة الى الملف النووي والتدخل البريطاني - الأميركي في الشأن الداخلي والموضوع العراقي والدور الإيراني في هذا الملف.

وتذهب بعض المصادر السياسية إلى القول إن السبب في الزيارة المفاجئة لرئيس الدبلوماسية البريطانية الى طهران تأتي بعد تصاعد حدة العمليات العسكرية ضد قوات التحالف في العراق.

فهل ستكون الجدية الايرانية في التعاطي مع ملف الارهاب ، خصوصا «القاعدة» وكذلك قوة الرد على التدخل الأميركي - البريطاني في شئونها الداخلية، كافية كي تعيد واشنطن ولندن النظر في حساباتها في التعاطي مع إيران، واقتصار مساعيها للتركيز على ملفي القضية الفلسطينية وعدم عرقلة «خريطة الطريق» والبرنامج النووي

العدد 297 - الأحد 29 يونيو 2003م الموافق 28 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً