العدد 300 - الأربعاء 02 يوليو 2003م الموافق 02 جمادى الأولى 1424هـ

الأميركان يجرون الحرب على أنفسهم في العراق

شهد العراق بمختلف مناطقه الكثير من الهجمات المتصاعدة ضد قوات الاحتلال الانجلو أميركي. وتأتي هذه المقاومة رد فعل لتدهور الأوضاع وتبخر الوعود التي قدمتها واشنطن للعراقيين، وبات العراقيون يستهجنون اللامبالاة الأميركية، وصاروا يبحثون عن وسيلة أجدى لمواجهة الغطرسة الأميركية. إذ بدل الاعتراف بالخطأ، عمدت قوات الاحتلال إلى تعزيز مواقعها ومضاعفة نقاط التفتيش والدوريات، وأدت تظاهرات جديدة إلى سقوط المزيد من الضحايا كما أوقع هجوم بالقنابل على مركز القيادة إصابات بين الجنود. وتحسبا لتفجر العنف بعد صلاة الجمعة أوقفت سلطات الاحتلال مدرعة في جوار كل مسجد. ومع كل يوم يمضي في العراق تزداد المعاناة من جراء استمرار الانفلات الأمني، وتعثر الحصول على قدر ولو متدن من أساسيات الحياة كالماء والكهرباء تبرز الأسئلة عن حال التشابه شيئا فشيئا ما بين سياسة الأميركيين وسياسة صدام وينظر على أنها امتداد لها. فقوات الاحتلال تحصنت في مواقع النظام السابق، وأماكن ترفه حيث تقيم نظاما غير شرعي، محاصرا ومهتما فقط بالدفاع عن مصالحه الخاصة. بل ان الصورة مع الاميركيين تأخذ أبعادا أكثر ازدراءا، فعلى العكس من الأميركيين فإن أسلوب الحرمان المتعمد الذي ابتكره صدام كان يحسن استخدامه بالقدر الذي لا يسمح معه ببروز حالة تمرد. وعلى رغم أن السكان متعبون من الحرب، وهم يعرفون أيضا القوة العسكرية الهائلة التي يتمتع بها المحتلون، إلا أن الإحباط من استراتيجية «الخروج الاميركي من الأزمة» الهادفة إلى التملص من التعهدات، في مختلف الحالات ، واعتماد اللامبالاة ولّدت أشكالا من العنف اليائس . وفضلا عن ذلك إن صور الاهانة المتعددة واساليبا التنكيل التي تعتمدها قوات الاحتلال لابد أن تغذي الغضب في النفوس. وهكذا استمرت الهجمات على قوات الاحتلال دون هوادة في الأيام الأخيرة كنتيجة مباشرة لعملية «عقرب الصحراء» التي استهدفت تمشيط المناطق التي تكثر بها عمليات المقاومة؛ وبتكثيف التفتيش والدهم بحجة البحث عن فلول النظام السابق ازدادت ردود الفعل على التصرفات الفضة للجنود الأميركيين التي يعتبرها الناس هنا انتهاكا صارخا للحريات والحرمات يجب عدم السكوت عليه.

وتصاعد أعمال المقاومة وتزايدها وتنوعها قد جاء كتدرج للنجاحات التي حققتها . ومن المتوقع أن تؤدي هذه النجاحات الى مزيد من الفعل المقاوم المتصاعد. فحتى الآن نفذت المقاومة نحو اكثر من 85 عملية مسلحة، وهذه العمليات أشارت لدى الطرف الاميركي أن من يقوم بها اناس مدربون بل ومحترفون ليس فقط في قدرتهم على استخدام الأسلحة، وإنما في اختيارهم لأهدافهم. وهذا ما يجعل الأميركيين يصرون على أن المقاومين من بقايا النظام السابق. ويكشف العميد المتقاعد أحمد محمد عن هذه العمليات بالقول «من أبرز ما نفذ من عمليات ومر عليه الإعلام مرور الكرام، عملية إطلاق النار على موكب رامسفيلد خلال تنقله من مطار بغداد الدولي إلى قصر الفارس، وتعرض بريمر لأربع محاولات لاغتياله، واستهداف مطارات بغداد وتكريت والموصل بإطلاق النار على الطائرات الأميركية أثناء هبوطها وإقلاعها»

العدد 300 - الأربعاء 02 يوليو 2003م الموافق 02 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً