لقد سبق وان كتبنا في الصحافة المحلية، وبعثنا بالرسائل إلى المسئولين وناشدناهم التدخل السريع مع أجل إيقاف القرارات الخطيرة التي تهدد الوضع الطبي في مستشفى السلمانية وتؤثر على مستوى الرعاية الصحية، والمشكلة ان الخلافات بين مراكز القوى الادارية في المستشفى هي التي تسبب هذه التبعات السلبية والتي يقع ضحيتها طواقم التمريض خصوصا.
فالقرار القاضي بتحويل ممرضات العيادات الخارجية إلى الاجنحة التابعة لمستشفى السلمانية الطبي والعمل بنظام النوبات، جاء مجحفا بكل معنى الكلمة ولم يراع اي اعتبار مهني او انساني. فالممرضات العاملات أنفسهن طلبن فيما مضى نقلهن من العمل وفق نظام النوبات، وقبل طلبهن مضحين بكل الامتيازات التي يمكن نيلها من خلال العمل بنظام النوبات، كالعلاوات ومواصلة الدراسات العليا، ولم يكن ذلك إلا نتيجة الظروف العائلية التي تتطلب قدرا من الاستقرار والامان الذي لا يُتيحه عمل الممرضات في نظام النوبات.
وبعد كل هذه السنوات، وبعد التأقلم الأسري والاجتماعي مع نظام العمل الجديد، يأتي القرار الأخير ليحدث هزة عنيفة في حياة الممرضات العائلية ويتسبب في اعادتهم إلى دائرة القلق والاضطراب والذي من شأنه ان يؤثر سلبا على وضعهن الاسري ويحطم نظام حياتهن الزوجية.
فلماذا يتعنت المسئولون في إصدار هذا القرار الآن وقد ضحّت الممرضة بكل الحوافز والامتيازات من اجل ضمان الأمن والاستقرار؟! لماذا صدر هذا القرار الآن؟ وهل يعقل ان يكون للخلافات والمشاعر السلبية التي يكنها بعض الأطباء ضد الممرضات هو السبب في ذلك، خصوصا وان هؤلاء الاطباء تمت ترقيتهم أخيرا وتم تهديد الممرضات بتحويلهن للعمل في الاجنحة؟
لماذا تتخذ القرارات المصيرية التي تمسّ أوضاع الممرضات وتعرِّض أوضاعهن الأسرية والاجتماعية للخطر، من دون أن يشاورن، بل ومن دون ان يخطرن بها مسبقا ولو بكلمات توضيحية يسيرة؟ ولماذا لم تتلق رسائل الممرضات الكثيرة الاجابة الوافية من إدارة التمريض، واكتفت بابلاغهن بان فكرة هذا القرار كانت مطروحة من قبل، وان هناك دراسات اجريت عليها قبل سنوات ثلاث؟ وكيف يعقل ذلك في الوقت الذي يشهد فيه الواقع ان هناك ممرضات حُوِّلن هذه السنة إلى العمل في العيادات؟ واذا كان الامر صحيحا، ولا توجد وراؤه مصالح خفية، فلماذا لم يحول عمّال المستشفى او TPN إلى العيادات الخارجية؟ لماذا هذا التخبط الاداري والتحايل على الممرضات؟
ومن المبررات التي تطرحها إدارة المستشفى لهذا القرار هو ان هناك اعدادا من الطلاب الذين دربوا لمدة 3 اشهر للعمل في المستشفى، سيتم توزيعهم على الاقسام في العيادات والاجنحة، فهل بمقدورهم ان يتولوا مسئوليات العمل في العيادات الخارجية وهم لم يتلقوا خلال هذه المدة الدراسية إلا المعلومات العامة، علما بأن التعامل مع المريض يتطلب جهدا ودراية وتجربة واسعة لا تتوافر فيهم؟ فهل هم مؤهلون للقيام بالترجمة الطبية لمصطلحات الطبيب، وتضميد جروح المرضى واعطاء الحقن، والاشعة، وشرح بعض العمليات البسيطة داخل غرف العمليات...؟ ألا يتطلب ذلك كله خبرة واسعة ودراسة متخصصة؟.
ولو كانت هناك رؤية إدارية دقيقة لدى المسئولين لعلموا بان حجتهم وراء هذا القرار والتي تتذرع بعدم معرفة الممرضات لبعض المهارات التمريضية، يمكن سدها من خلال تخصيص دورات مكثفة لتلك المهارات، وبالتالي منع الارباك والخلل الاداري والمهني الذي يمكن ان يحصل في حال جلب من لا تتوافر لديهم المهارات التمريضية الاساسية، خصوصا وان المهام التي ستتولاها الممرضة في الاجنحة ليست مهاما تمريضية كاملة فقط وانما هي مهام تنظيفية وتقنية بالدرجة الاولى وهذا ما يعني ان الاجنحة تحتاج إلى عمّال المستشفى وليس إلى الممرضات.
أن على المسئولين في إدارة المستشفى اعادة النظر في هذا القرار وفي توابعه، ومراعاة الظروف القاسية التي يمكن ان تعانيها الممرضات جراء ذلك، وينبغي عليهم العمل الجاد من اجل ايجاد حلحلة مرضية للممرضات العاملات في الاجنحة والعاملات في العيادات الخارجية، بما يضمن حفظ اوضاعهن الاسرية والاجتماعية ويضمن لهن العمل لخدمة المرضى وتقديم افضل الرعاية لهم.
ممرضات العيادات الخارجية بمستشفى السلمانية الطبي
العدد 300 - الأربعاء 02 يوليو 2003م الموافق 02 جمادى الأولى 1424هـ
