سمع الخريجون الجامعيون العاطلون عن العمل وعودا كثيرة وتصريحات أكثر على لسان المسئولين في وزارة التربية والتعليم عن فتح باب المراجعة لفترات زمنية أطول، تحفظ للمراجع ماء وجهه على الحقيقة والمجاز، كما سمعوا ان الوزارة ستفتح مكتبا خاصا بالمراجعات على امتداد الاسبوع، يبدأ مع الدوام الرسمي وينتهي بختامه، كما وعدوا كثيرا بتحسين اساليب المعاملة معهم حتى ظنوا انها ستكون اكثر لطفا ورحمة وانسانية وتعاطفا كل ذلك كان يسمع وكان يوعد به، لكن الواقع يخبر عن خلافه بل بما هو اسوأ و أمرّ، فالخريج الجامعي اليوم يشتم نفسه ليلا ونهارا على انه أعطى نفسه ثقلا وثقة عندما سلك طريق الجامعة، والادهى عندما تخرج منها ليسلك طريق المراجعة بوزارة التربية والتعليم، وما اكثرها من عقبات وما اقساه من اذلال، فقد ضيق زمن المراجعة الى يومين فقط ولساعتين فقط لا تقديم ولا تأخير فبعد ان تتكبد الخريجة معاناة الوصول الى أعتاب الوزارة الموقرة تفاجأ ان الوقت لم يحن بعد وعليها الانتظار الساعات الطوال تحت حرارة الشمس ولهيبها حتى تفتح الابواب المؤصدة لهذه المراجعة المضحكة المبكية لتسمع ردا وحيدا قد اتفق عليه بالاجماع: (لا توجد شواغر واذا احتجنا لكن سنتصل) هذا اذا حالفها الحظ وحضرت في يومي المراجعة والا فنصيبها العودة بخفي حنين، أما الوصول الى المسئولين في أعلى عليين فذلك من سابع المستحيلات التي لا طريق لها، فقد اوصدت الابواب وكثرت الحجّاب وليس إلى ذلك من سبيل، هذا الحديث الشجي عن وزارة تربية وتعليم فلا يظن احدكم انه عن معسكر او قلاع.
ما تقدم يخص غالبية الخريجين الجامعيين، إلا انه لا ينسحب على البعض منهم، فللبعض حرية الدخول والخروج والمراجعة وتيسير الامور متى شاء وأيهما أحب وابتغى، ولقاؤه المسئولين بما يحبه المسئول نفسه، ولا تطول مراجعته فالشواغر تنتظره والموصد يفتح اليه والوظائف مخبأة خلف الكواليس تنتظر الاحق والاجدر، هذا كله ولا تمييز ولا تمايز بين الجميع، فالكل كأسنان المشط!
(الاسماء لدى المحرر)
عنهم: نعيمة عبدالله جاسم
العدد 300 - الأربعاء 02 يوليو 2003م الموافق 02 جمادى الأولى 1424هـ