تشهد أروقة ودهاليز وقاعات أكثر من عاصمة اقتصادية تقليدية أو صاعدة في مختلف أرجاء المعمورة هذه الأيام لقاءات بعضها معلن عنه والبعض الآخر يتم تحت غطاءات كثيفة من السرية، وتستهدف كل تلك اللقاءات تعزيز وتطوير وتنمية اتفاقات تجارية وجمركية وتمويلية وتسهيلات لتسريع خطوات الوصول إلى بناء تكتلات تجارية أكبر وأكثر فاعلية في عالم يمضي صوب تحرير التجارة العالمية التي سيتحول في عصرها العالم كله إلى سوق كبيرة.
وفي هذا السياق يأتي السؤال الأكثر إيلاما: أين العرب من هذه الحركة الكونية المحمومة باتجاه بناء قواعد متينة لتبادلات تجارية أكبر؟ غير أن الإجابة لا تقل إيلاما؛ ذلك لأن العرب مازالوا بعيدين عن ثقافة التكتلات الاقتصادية التي تداهمهم يوما بعد يوم، إلا أن الطريق مازال ممهدا، وذلك يقتضي أن تنهض الدول العربية بتسريع خطواتها أساسا على دروب بسيطة وقصيرة وفاعلة، تبدأ ببساطة بتفعيل التجارة العربية البينية، ومن ثم تطوير الاتفاقات وتقليل الإجراءات الحكومية وإعادة صوغ القوانين والسياسات الاستثمارية والجمركية والضريبية وما إلى ذلك.
أيها السادة... أنتم مقبلون على عصر شرس. ودفن الرؤوس في الرمال لا يجدي نفعا، فعّلوا اتفاقاتكم التي علاها الغبار لخير شعوبكم، ورفعة منطقتكم التي ظلت سنوات وعقودا في آخر القاطرة البشرية.
المحرر الاقتصادي
العدد 302 - الجمعة 04 يوليو 2003م الموافق 04 جمادى الأولى 1424هـ