العدد 310 - السبت 12 يوليو 2003م الموافق 12 جمادى الأولى 1424هـ

هل تدخل آثار الحرب العراقية في صلب الفن للتعويض عن الأضرار؟

آثار الحرب العراقية المدمرة على الحياة الفنية لا تزال تتواصل. والعلاقة بين الاثنين قوية، سلبا وايجابا، بل وقد تكون الحرب الفنية اكثر ضراوة من حرب الحديد والنار من حيث كونها تعبر عن الحدث وتناقش السبب بحثا عن الحل.

فإلى جانب الإفلاسات التي تواجه شركات الكاسيت وتكدس أعمال كبار المطربين لدى الباعة والموزعين، وإيثار بعضهم من أمثال لطيفة وعمرو دياب وهاني شاكر طرح آخر البوماتهم خشية التضرر من الاجواء السائدة، هناك فنانون آخرون يريدون تضمين عنصر الحرب في اعمالهم الجاهزة أو الموجودة قيد التحضير.

مشروعات فنية كثيرة تعرض لهذه القضايا على أن تكون اللقطات المسجلة ضمن نسيج العمل الدرامي الذي تجرى كتابته. ويذكر أن المخرج عصام الشماع بادر بإضافة بعض المشاهد إلى سيناريو «رجل في زمن العولمة» باعتباره كاتب السيناريو أيضا وعرض نماذج من المآسي التي تتعرض لها أرض العراق.

ويقول الفنان محمد صبحي: «المسلسل الذي سأبدأ تصويره قريبا يتناول الحوادث فيما يخص العراق وفلسطين وستكون حلقات هادئة بلا انفعال لمناقشة هذه القضية الحساسة».

ويقول أحمد بدير: «نجري حاليا تجهيز عمل مسرحي جديد يتناول هذه القضية بشكل عقلاني وفرصة من خلاله نوضح أسباب الحرب على العراق. وأهمية التوحد العربي في هذه الظروف. وكيف تتعامل المجتمعات العربية مع القضية». وأشار بدير إلى أنه يفكر حاليا مع المؤلف يوسف معاطي في اضافة مشاهد المسرحية «شيء في صبري» عن الحرب على العراق.

الفنان عزت العلايلي بدوره يقول: «الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة وما يحدث في العراق يجب أن يعبر عن الفن في الاعمال المختلفة، وانتظر سيناريو فيلم سينمائي سيشترك فيه مجموعة من النجوم العرب يناقش موضوع الحرب في العراق وفلسطين واضطهاد العرب بشكل مستفز وهو ما يجب أن يشير إليه الفن.

الفنان حسين فهمي قال: «اتمنى أن يظهر المنتج الجريء الذي يقدم عملا يكشف من خلاله ما حدث على الساحة العربية وجميع النجوم لديهم الحماس والإرادة على المشاركة مجانا ولو في أدوار شرفية لمساعدة الفيلم على التسويق أولا في أوروبا ثم في العالم العربي حتى ترى الدنيا وجهة نظرنا فيما يحدث في المنطقة العربية وإن قطاع الإنتاج وشركة صوت القاهرة ومدينة الإنتاج الاعلامي يفكرون جديا في أعمال فنية كبيرة تناقش ما يحدث على الساحة العربية لأن الفن مطلوب منه مواكبة الحوادث المهمة وجاري مناقشة النصوص المقترحة لتحويلها إلى مسلسلات ذات موازنات ضخمة».

الكاتبة ماجدة خيرالله تقول: «كلنا في حالة غضب لما يحدث ولا يمكن أن يتحرك قلمي الآن للتعبير عما يحدث لأن تلاحق الحوادث يأخذنا من أي احساس آخر. ولكن اعتقد بأنه من الممكن بعد انتهاء الأزمة بأي شكل من الأشكال كثير من الكتاب ستتناول أعمالهم هذه الأزمة وستكون لها صدى لأن الحرب حدث ضخم لا يمكن تجاهله».

وتقول الفنانة الهام شاهين إن كاتب الدراما يختلف عن كاتب الأغنية لأن الأغنية أسهل في التعبير وأسرع لكن العمل الدرامي سواء السينمائي أو التلفزيوني يستغرق وقتا في الكتابة لا يقل عن عام. والحرب الدائرة الآن في العراق تحتاج تأملا وتفكيرا لتناولها بشكل مناسب وحتى لا تخرج مجرد تعبير غاضب أو انفعالي، والمرحلة التي يعيشها الكتاب حاليا هي مرحلة تأمل ومتابعة للحوادث التي تشكل جرحا في الأمة.

ويؤكد الكاتب مصطفى محرم أن انفعاله شديد لما يحدث لدرجة أن كل الموضوعات ليست ذات قيمة وصعب أن افكر في كتابة مشكلات وموضوعات وقصص حب والعالم يغلي من حولنا. انني افكر في كتابة اعمال كبيرة تحتاج إلى موازنات صخمة لتكون بضخامة الحدث وأدعو الجهات المعنية إلى الوقوف بجانب الأعمال الكبيرة حتى تتشجع. والآن لابد من الانتظار حتى الرؤية خصوصا وسياسات الدول متضاربة وكل دولة لها وجهة نظر للحوادث ولذلك صعب أن تكتب عملا دراميا الآن وينحصر دورنا في الكتابة المباشرة في الصحف واقامة الندوات والاحتجاجات لأن الدراما تحتاج وقفات كثيرة.

ويرى الموسيقار حلمي بكر أن الاغنية الوطنية اقل مستوى من الحدث الدائر في أرض العراق، فالمشكلة اكبر من الاغنية فلم تستطع استيعابها بسبب الهزة التي يعيشها العالم العربي. فالمفاهيم تغيرت. فماذا سنغني الصراخ والولولة على العراق. أم نغني لمنع العدوان على العراق.

وقال: الحرب خلقت مشكلة في نفوس الناس واختلفوا ما قبل الحرب وبعدها. ففي هزيمة 1967 قدمت الأغنية المعبرة عن النكسة، وفي 2003 المشكلة اكبر من الآتية فردة الفعل تقع خارج نطاق التفكير. والمسألة ليست اغنية وطنية أو قومية ولكنها أغنية حربية فالحالة التي نحن فيها الآن ليس فيها حل لأنها حالة أكبر من امكاناتنا.

وأضاف: أعتقد أن أوبريت «الحلم العربي» الذي قدم منذ سبع سنوات وأغنية «وطني الأكبر» من انتاج الستينات. هما أكبر عملين يتواكبان مع الحالة التي تعيشها الأمة العربية فهما الملاذ فوطني الأكبر يدعو للوحدة العربية. والحلم العربي هو التمني لأن يحدث، لذلك فهما عالقان بذهن الناس.

ويقول الملحن الموجي الصغير: اتمنى ان يقدم فنانونا اغاني تعبر عن المرحلة التي نعيشها الآن وهي حالة الحرب. واذا استعرضنا كل الحروب في الماضي في الدول العربية سنجد أننا عبرنا عنها حتى في سورية ولبنان والعراق. ووالدي محمد الموجي لحن لنجاح سلام «محلى التمني» للجزائر، ولشادية «أمانة عليك»، «يا مسافر بورسعيد». كما غنى عبدالحليم حافظ للجزائر بلد «المليون شهيد» فلماذا لا نتحرك في الوقت الراهن.

( خدمة ا. ب

العدد 310 - السبت 12 يوليو 2003م الموافق 12 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً