العدد 314 - الأربعاء 16 يوليو 2003م الموافق 16 جمادى الأولى 1424هـ

دمار... شامل..!!

خالد أبو أحمد comments [at] alwasatnews.com

مع بدايات العقد الأخير من القرن الماضي دخلت عالمنا مفاهيم ومصطلحات جديدة، وأصبح عصيا على القواميس أن تستوعب هذا الكم الهائل من المصطلحات ذات الارتباطات المتباينة، أكثر هذه المصطلحات رواجا ما عرف بـ «أسلحة الدمار الشامل» التي ظهرت مع بروز طلائع العولمة، وأصبحت أجهزة إعلامنا تتداول بفهم وغير فهم هذه الاصطلاحات وتروج لها بشكل ساهم في خلق أسلوب جديد في التعاطي مع هذه الجملة التي قصد بها توجيه التهمة إلى دول بعينها بامتلاك هذا السلاح.

ولكن مفهوم «الدمار الشامل» تجاوز المفهوم العسكري والسياسي إلى مساحة باتت أقرب إلينا من أنفسنا ودخلت في حياتنا الاجتماعية والاقتصادية وعلى مستوى الجماعة وعلى مستوى الفرد بأن يقوم أناس ببذل الجهود عن عمد لنقل عدوى شعورهم بالاشمئزاز إلى الآخرين.

بعض الناس، في اي مجتمع إنساني، لن يشعروا بتبكيت الضمير او بكوابح إن هم استخدموا الأسلحة (الشخصية) وتسببوا في عدوى الناس بأمراض الكذب والنفاق وأكل السحت (يخرجون الناس من النور إلى الظلمات) تماما كالذي يحمل فيروس «الإيدز» وينشره بين الناس لعلمه بأن الشخص الواحد يمكن أن يفتك بالآلاف، هذا سلاح «دمار شامل» ونحمله بين حنايانا، ويعيش معنا ونتعايش معه في وئام ولا ندري من أين يأتينا الخطر.

«مصارف» كبيرة يتعامل معها الموظفون الكادحون وأرباب العمل - (العملاء) كما تسميهم - تفتك بهم اجتماعيا واقتصاديا ومن ثم أخلاقيا بفعل الاقتراض واستغلال حاجة هؤلاء الناس إلى سكن او شراء سيارة او لحلحلة ديون، ويبقى المصرف في تعامله مع (عملائه) سلاح دمار(شامل) بكل ما تحمله الكلمة من معنى...!

إقرأ أيضا لـ "خالد أبو أحمد"

العدد 314 - الأربعاء 16 يوليو 2003م الموافق 16 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً