ان ما حدث منذ أيام قليلة في العراق بإعلان وجوه الحكام الجدد في الحكومة الانتقالية... يُعد حدثا تاريخيا بالنسبة إلى العراقيين... لكن ليس بالضرورة ان يعلن سياسة «النوايا الحسنة».

فالسياسة المثلى التي يبحث عنها أهل العراق لاتزال غائبة في تاريخهم السياسي الحديث... فإن جاء الحكام الجدد بمن فيهم النساء الثلاث بتحقيق حكم بلا دماء فقد تكون بداية لتحقيق الحلم.

إلا ان الاعتماد على اليد الأميركية سيبقى مسيطرا على أهل الحكم الذي بدوره ساوى بين المرأة والرجل في السلطة.

للأسف تلك اليد الأميركية التي تكرهها وتمقتها النفس العربية هي ذاتها من منحت الدور السياسي للمرأة بينما لاتزال عقلية أنظمتنا العربية غارقة في تخلفها وأوهامها بتعزيز وترويج صور للنساء في مراكز قيادية من أجل دعاية نظامها لا من منطلق الكفاءة.

ان الاختيارات التي تمت للحكام الجدد لا تمثل بالضرورة الأفضل من الشعب العراقي.

لكنهم الآن موظفون تابعون للإدارة الأميركية واختارتهم لاعتبارات مختلفة... فعراق اليوم تحرر من صدام الأمس لكنه لن يكون بعد الآن مستقلا بالمعنى الذي عهدناه في عالمنا العربي الذي عرف مفهوم الاستقلال بعد طرد المستعمر الأجنبي.

ها هو المستعمر الأجنبي يعود مرة أخرى... لكن بثوب جديد وأسلوب مختلف يهيمن في جوانب ويترك الأخرى لأهل الدار.

وربما يكون الامتحان صعبا على الحكام الجدد الذين يمثلون مختلف التوجهات والاثنيات في مجتمع لم يعرف معنى الوحدة إلا عندما وطأت أقدام الأميركيين أرضه... غير أن الواقع يقول إنه لايزال أسير القفص