العدد 2316 - الأربعاء 07 يناير 2009م الموافق 10 محرم 1430هـ

عامٌ مضى... أتذكَّرهم قلبا قلبا (منوعات)

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

عامٌ مضى. ظلت المشاريع الثقافية في مملكة البحرين في كثير من أوجهها، أسيرة للأشكال والاحتفاء. قليلة هي المضامين التي تنوعت في الأشكال. الأشكال كعراء مفتوح على «التبسيط». التنظيرات نمتْ كالفطْر. تنظيرات من جانب من لا خبرة وتراكم في سجلِّهم. بعض الذين نظَّروا للحراك الثقافي على اختلاف أوجهه وصوره وأشكاله، لا يكادون يُحسنون في مشروعهم الذي اشتغلوا ويشتغلون عليه. بعض الصفحات الثقافية – إلا ماندر – تعاطتْ مع كثير من الإشكالات الثقافية وقضاياها بتسطيح مكشوف، وأحيانا بسذاجة بالغة.

عام مضى لساحة يحْدوها أمل كبير، وتطلُّع بإفراط –أحيانا – في ذلك الأمل، من دون نظرة واقعية، إلى أن المسميات في الجهات الرسمية، لا تعني بالضرورة إنقاذا للمرتبك والمختلط وأحيانا المتأخر من الولادات، أو ماتشوَّه منها. وهو أمل مشروع مادام في حدوده الواقعية، من دون تهويل وإغراق في التمنِّي؛ لأن تجاربنا تكاد لا تعد ولا تحصى في هذا المضمار.

عام مضى، لا تملك في المضئ منه إلا أن تتذكر بحب وحفاوة بالغة مجموعة أسماء ظلت وفية لأحلامها ومشروعاتها الثقافية والإبداعية. ظلت وفية أحيانا حتى ليأسها – عدا الأمل – أسماء لم يعنها في كثير أو بعيد أن تظل مكنة الإعلام في دوران مستمر كي ترصد وتتابع وتتلصص على ما اشتغلت أو ماهي بصدد الاشتغال عليه. أسماء كثيرة لا أريد للنسيان أن يوقعني في مطبه حين أحصيهم قلبا قلبا... ضوءا ضوءا ... وفاء وفاء للحياة كأسلوب، وللأسلوب كحياة. فيما يغدر بي النسيان بغياب بعضهم.

عام مضى وإصرارنا على الأمل حاضر وماثل، كما هو الحال في إصرارنا على اليأس حين نتمثله قبل أن يطل بنذُره أو تنتصب علاماته. مثل ذلك التوازن في الإصرار على الحالين يضمن نوعا من التعافي من الصدمات الملوِّثة للكثير من يقظاتنا؛ بل وحصانتنا تجاه انهيارات تترى في العالم عموما، وفي العالم العربي خصوصا.

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 2316 - الأربعاء 07 يناير 2009م الموافق 10 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً