العدد 2596 - الأربعاء 14 أكتوبر 2009م الموافق 25 شوال 1430هـ

العامري: أحيي الريادة البحرينية ثقافيا

في شهادته: الرحبي يسرد مجايلته لأسرة الأدباء البحرينية

عايش الشاعر العماني سيف الرحبي تشكّل المشهد الثقافي والشعري البحريني الحديث وجايل مجموعة من شعرائه ومثقفيه وكان له معهم ذكريات وحين استدعته شهادة سريعة في ظلال مرور 41 سنة على تأسيس الأسرة أخذ يسرد حكايته مع الشعراء البحرينين المعاصرين.


الرحبي: حين كنت تلميذا في القاهرة

وفي هذا السياق أشار الرحبي إلى أن «هذه المسألة ترجعني إلى الماضي البعيد نسبيا في مطلع السبعينيات حين كنت تلميذا في القاهرة، كان كثير من الشعراء البحرينيين يتوافدون لإلقاء محاضرات وندوات في المقرات الطلابية الخليجية، بين الطلاب الكويتيين والعمانيين وغيرهم، في نوع من الكونفدرالية الخليجية أو الجزيرية على الصعيد الطلابي، ومن خلال الاختلاط الطلابي بين أبناء الخليج والعرب بصفة عامة يختلط الثقافي بالسياسي، في تلك المرحلة كان الجو السياسي يبتلع المناخ كاملا إذ كان الجو السياسي هو الطاغي، وكذلك البعد التنظيمي وانقساماته وآراؤه المختلفة.


الرحبي: أنا جزء من العائلة الثقافية في البحرين

وعن موضعه من الأسرة الثقافية البحرينية قال الرحبي: «وبطبيعة الحال أعتبر نفسي جزءا من العائلة الثقافية في البحرين والدول العربية بصفة عامة وخاصة عبر النسيج البحريني التأسيسي في علاقتي المبكرة معهم، ربما أنا أصغر سنا من أولئك المؤسسين لأسرة الأدباء والكتاب وللشعرية، وتأسيس المناخ الثقافي بصورة عامة في البحرين مثل علوي الهاشمي، وقاسم حداد وعلي الشرقاوي، والصديق أمين صالح الذي لم يغادر البحرين، وعبدالقادر عقيل، وعبدالله خليفة وعلي عبدالله خليفة وصولا إلى من كانوا طلبة في تلك الفترة وجمع بين البعد الطلابي والبعد السياسي والبعد الثقافي مثل حسن مدن الذي هو الآن من أبرز الوجوه السياسية والثقافية وفوزية السندي والتي لم أرها خارج البحرين إلا لاحقا، وفوزية رشيد وآخرين ربما لم آتي عليهم.

وعن المقارنة بين الحاضر وتلك المرحلة أشار الرحبي بقوله «أتذكر تلك المرحلة البعيدة نسبيا والضبابية إلى حد ما عبر هذه المسافة الزمنية الحافلة بالتحولات والمجازر والانعطافات التاريخية على صعيد العالم والتحولات على الصعيد الفكري في تلك المرحلة من عمر الثقافة البحرينية والخليجية والعربية التي كان يطغى عليها الطابع اليساري والعلماني عكس الآن ما نشاهده من مد أصولي وطائفي هو علامة انحدار الأزمنة على صعيد عام».


الرحبي: الجهد البحريني الثقافي يتصدر المشهد الخليجي

وعن موضع التجربة البحرينية الثقافية على الصعيد العربي أضاف سيف «في هذا السياق البحرينيون كافحوا وبذلوا جهدا خلاقا ومأساويا في تأسيس كيانهم الأدبي والإبداعي وكيانهم النقابي - أسرة الأدباء والكتاب - كونها صارت منارة للأدباء وتأسست بمعاناة وجهد خلاق، وبجانب تحقق هذا البعد الكياني النقابي هناك دور للممارسة الإبداعية عبر الشعر والنقد والممارسات التعبيرية بصفة عامة ومن هنا كسبت الوضعية الثقافية الإبداعية البحرينية وضعا في الصدارة على المستوى الخليجي في بعدها العربي، الثقافة البحرينية والشعر البحريني بصفة عامة يتصدر المشهد الثقافي الخليجي باتجاه المشهد العربي وهو جزء من الثقافة العربية في حضوره الإبداعي على أكثر من صعيد المناطق والأقاليم.

وعن ذكرياته قال الرحبي «أتذكر أيضا في تلك المرحلة أني التقيت بالدكتور علوي الهاشمي الذي كان يقدم الماجستير وأنا تلميذ في أواخر الإعدادية أو الثانوية، والتقيت بالشاعر قاسم حداد الذي كان زائرا وألقى محاضرة في المقر الطلابي البحريني والعماني وكان خارجا من السجن وكان يحمل ابنته طفول صغيرة على صدره في تلك الفترة، وفي نفس السياق التقيت بعبدالله خليفة الذي ألقى محاضرة في تلك المرحلة في كيفية تشكّل القصة في البحرين وربطها بالسياق الاجتماعي والثقافي، أيضا علي عبدالله خليفة جاء في هذا السياق وألقى محاضرة، ومن هنا فعلاقتي مبكرة بالجو الثقافي البحريني الطليعي في تلك المرحلة.

وفي شهادته قدم الرحبي «التحية لهؤلاء الذين ذكرتهم من الجيل التأسيسي الأدباء اللاحقين الذين استمروا في هذا السياق الإبداعي، جيل كافح وناضل من أجل تأسيس كيان أدبي أدباء دخلوا السجون ووصلوا إلى حد الاستشهاد مثل الشاعر سعيد العويناتي، ومن الرائع أن نتذكر أن المرحلة السياسية والاجتماعية في البحرين تجاوزت ذلك البعد القمعي باتجاه انفتاح وتعددية يمكن أن تنشأ في ظل ثقافة أكثر رحابة».


الرحبي: الأحلام ارتطمت بجدار التاريخ لكنها ظلت وقودا للإبداع

وعن أهم التحولات وأثرها على المستوى الثقافي ختم الرحبي شهادته بقوله: «التحولات الاجتماعية والسياسية كان لها أثر، ففي تلك الفترة العاصفة على صعيد الأحلام والتطلعات المستقبلية، كان الإحباط واليأس أقل من المرحلة الحالية التي تشهد كل هذا الانحدار والانكسار على الصعيد السياسي والتاريخي وذلك الحراك وتلك الأحلام حتى لو ارتطمت لاحقا بجدار التاريخ وباللاشيء إلا أنها ظلت وقودا للإبداع للروح للتطلع المستقبلي، بجانب هذا أيضا البحث في اللغة والأساليب والتعبيرات الأدبية، وكان البحرينيون وأصوات الآخرين في المنطقة بجانب تطلعاتهم الاجتماعية والسياسية يسيرون نحو بحث جدي وحفر في الأساليب التعبيرية إلى الوصول على هذا المعادل الموضوعي بين الوقائع والتاريخ وبين الممارسة الإبداعية والتعبير الأدبي عن هذه الوقائع وهذا التاريخ.


العامري: للبحرين يد طولى في الريادة الثقافية

وفي هذا السياق التقت الوسط بمدير عام الأدب والفنون بسلطنة عُمان هلال بن محمد العامري الذي أشار إلى «أن زملاءنا من الأدباء والكتاب والمثقفين في البحرين لهم يد طولى في مجال الريادة الثقافية الحديثة من مثل قاسم حداد وعبدالقادر عقيل وعبدالله خليفة وإبراهيم غلوم الذي كانوا نواة لإشعاع فكري ووعي بتيسير الروح الثقافية لمنحى إنساني».


العامري: مدينون للبحرين ولهم التحية في هذه المناسبة

وحيا العامري الحركة الثقافية «ورغم التعب إلا أن للحركة الثقافية في البحرين بصمة تنويرية للمنطقة حين غرسوا بذور التنوير، وكلنا كانت لنا خصوصياتنا في الداخل أما البحرين فقد كانت رائدة في حركة الوعي الثقافي وبروز شخصيات مختلفة من شعراء ومثقفين ومفكرين صرنا جميعا مدينين لهم وجزء من رد الجميل أن نقدم لهم التحية في هذه المناسبة».

وتابع لقد تعلمنا من البحرين الكثير فالجو الثقافي في البحرين بالنسبة لمجلس التعاون كان الأفضل رغم السينوغرافيا المحيطة به، والبحرين كانت سباقة من خلال أولئك الطلاب في ذلك الزمن، والآن هناك مجموعات شبابية طالعة تبحث عن موقعها بالقدرة على التعبير، رغم النظرة للمثقف بما يسير به للانزواء الابتعاد أحيانا.


العامري: كنا نتطلع لتأسيس كيان أدبي مثلكم

وأضاف البحرين كانت الرائدة بالنسبة لمجلس التعاون عبر الحرية التي تلمسوها وعملوا على الوصول إليها، وكانوا موقع رصد بالنسبة لنا حين كنا في صدد تأسيس كيان يضم الكتاب العمانيين، إذ لم يكن لدينا حينها ما يمثلنا ككتاب وأدباء في الثمانينيات إذ التقينا بإبراهيم غلوم وعبدالقادر عقيل وعلي عبدالله خليفة وغيرهم من رابطات واتحادات الدول الأخرى، حتى أصبح لدينا الآن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء والنادي الثقافي بمسقط.

وبالإضافة لمن ذكرت يجمعني بالبحرين أصدقاء كثيرون عبر أحلام تداولناها في لقاءات مستمرة حين كنت مديرا للتلفزيون بالسلطنة، وقرينا لخليل الذاودي ومانع الهاجري في قطر ونائب أمين الجامعة العربية حيث كنا نرنو للنهوض بالتلفزيونات العربية لتقديم جرعة ثقافية أكبر كما يحدث الآن عندكم.

العدد 2596 - الأربعاء 14 أكتوبر 2009م الموافق 25 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً