العدد 2600 - الأحد 18 أكتوبر 2009م الموافق 29 شوال 1430هـ

إيران: انتحاري يقتل 49 بينهم 7 قادة في الحرس الثوري

استدعت القائم بالأعمال الباكستاني وتوعَّدت بردٍّ «مدمِّر»

قتل انتحاري 49 شخصا بينهم 7 من قادة الحرس الثوري في تفجير استهدف مسجدا بمدينة بيشين الحدودية في محافظة سيستان - بلوشستان (جنوب شرق إيران) أمس (الأحد).

وتوعد قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد بكبور بردٍّ «مدمِّر» على المتمردين في «جماعة جند الله» التي أعلنت مسئوليتها عن التفجير، كما تعهد الرئيس محمود أحمدي نجاد بملاحقة العناصر المتورطة في الهجوم.

واستدعت إيران القائم بالأعمال الباكستاني احتجاجا على قيام «الإرهابيين» باستخدام الأراضي الباكستانية «للقيام بأعمال» ضد الجمهورية الإسلامية. وأكد المدير العام للوزارة لمنطقة غرب آسيا، أن «إيران تنتظر من جانب باكستان عملا حازما لمنع تحركات الإرهابيين على الأراضي الباكستانية».

ومن جهتها، أدانت واشنطن الاعتداء الدموي، رافضة اتهامات طهران التي حمَّلت الولايات المتحدة مسئولية الهجوم.


أميركا تدين الهجوم وتنفي تورطها وموسوي يتعهد بمواصلة جهود الإصلاح

مقتل 7 من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في تفجير انتحاري

طهران، واشنطن - أ ف ب، رويترز

قتل 49 شخصا بينهم 7 من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني أمس (الأحد) في هجوم انتحاري تبنته «مجموعة جند الله» الإيرانية السنية في إحدى مدن محافظة سيستان- بلوشستان (جنوب- شرق) قرب الحدود مع باكستان، كما أفادت مصادر رسمية.

ويأتي الهجوم عشية لقاء مسئولين إيرانيين بنظرائهم الغربيين في جولة ثانية من المفاوضات في فيينا بهدف المساعدة في حل أزمة مع الغرب بشأن طموحات إيران النووية.

وصرح مسئول قضائي إيراني أوردت تصريحه وكالة الأنباء الإيرانية الطلابية أن «مجموعة جند الله» الإيرانية السنية أعلنت مسئوليتها عن الاعتداء الذي استهدف الحرس الثوري الأحد في جنوب شرق البلاد وأوقع 49 قتيلا على الأقل.

وقال مدعي عام زاهدان محمد مرضية، كبرى مدن محافظة سيستان- بلوشستان (جنوب شرق)، «لم يتم اعتقال أي مشتبه به، لكن جماعة عبد المالك ريغي أعلنت مسئوليتها عن هذا العمل الإرهابي».

وأوضح أيضا أن «30 إلى 35 شخصا، بينهم قادة في الحرس الثوري وزعماء عشائر»، قتلوا في هجوم نفذ في مدينة بيشين الحدودية مع باكستان في محافظة سيستان- بلوشستان.

ونددت طهران بالعمل «الإرهابي» متهمة الولايات المتحدة بالوقوف وراءه، وهو الاعتداء الأكثر دموية الذي يستهدف الحرس الثوري في الأعوام الأخيرة.

وفي المقابل، أدانت الولايات المتحدة التفجير ونفت أي علاقة لها به. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ايان كيلي في بيان مقتضب «ندين هذا العمل الإرهابي ونحزن لإزهاق أرواح الأبرياء. التقارير عن مزاعم بتورط أميركي باطلة تماما».

كما أكدت وزارة الداخلية الإيرانية على موقعها على الانترنت مقتل 29 شخصا على الأقل وجرح 28 آخرين. وقالت الوزارة «استنادا إلى المعلومات (...) فإنه نتيجة العمل الإرهابي استشهد 29 شخصا حتى الآن وأصيب 28 آخرون بجروح».

وأضافت الداخلية «بين الشهداء عدة أشخاص أبرياء من السنة والشيعة ووجهاء عشائر وقادة في الحرس الثوري»، وقالت «سنعتقل في وقت قريب جدا منفذي هذا العمل الإرهابي وسنعاقبهم».

ووقع الهجوم الانتحاري فيما كان قادة الحرس الثوري يشاركون في ملتقى مع زعماء العشائر السنية والشيعية في المحافظة بهدف تعزيز «الوحدة بين الشيعة والسنة»، كما ذكرت وكالة أنباء فارس.

وأفادت الوكالة «في هذا العمل الإرهابي قتل نائب قائد سلاح البر في الحرس الثوري الجنرال نور علي شوشتري، و قائد الحرس الثوري في محافظة سيستان- بلوشستان الجنرال محمد زاده، و قائد الحرس الثوري في مدينة ايرانشهر (جنوب-شرق) وقائد وحدة أمير المؤمنين».

من جهتها، قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن الاعتداء هو هجوم انتحاري. وأوضحت «فجر رجل المتفجرات التي كان يحملها خلال ملتقى الوحدة بين زعماء عشائر محليين من السنة والشيعة» وقادة الحرس الثوري في مدينة في محافظة سيستان- بلوشستان.

من جهته، اتهم رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان علاء الدين بوروجردي «الولايات المتحدة بالوقوف وراء المجموعات الإرهابية لا سيما مجموعة جند الله» كما أوردت وكالة مهر للأنباء.

من جهته، اتهم رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الولايات المتحدة بالوقوف وراء الهجوم. وقال «نعتبر الهجوم الإرهابي الأخير نتيجة لأعمال الولايات المتحدة. غنه دليل على عداء أميركا لبلادنا». وأضاف أن الرئيس الأميركي باراك «أوباما قال إنه سيمد يده إلى إيران لكن مع هذا العمل الإرهابي لقد أحرق يده». وقال لاريجاني وهو يقدم التعازي إلى أسر الضحايا «هدف الإرهابيين ضرب الأمن والاستقرار في محافظة سيستان- بلوشستان. وهذا يدل أنهم لا يريدون أن تتطور المحافظة على الصعيد الاقتصادي».

وأضاف «بالتأكيد الحرس الثوري سيرد بقوة أكبر لفرض الأمن في المنطقة».

ومن جهته، اتهم الحرس الثوري في بيان «قوى الاستكبار العالمية بتحريض عناصر لحسابها» لارتكاب هذا الهجوم. وهذا التعبير تشير به السلطات الإيرانية عادة إلى الدول الغربية لا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا.

وشهد الإقليم الذي يقع جنوب شرق إيران اشتباكات متكررة بين قوات الأمن والمتمردين السنة ومهربي المخدرات.

في غضون ذلك، قال موقع زعيم المعارضة الإيراني مير حسين موسوي على الانترنت الأحد إن موسوي تعهد بمواصلة الجهود لإصلاح الجمهورية الإسلامية على رغم حملة قامت بها السلطات ضد الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات الرئاسة.

ونقل موقع «كلمة» عن موسوي قوله «شعبنا ليس من مثيري الشغب. الإصلاح سيستمر ما دامت مطالب الشعب لم تنفذ». كما نقل الموقع عنه قوله في اجتماع مع أقارب نائب وزير الخارجية السابق المحتجز محسن أمين زاده إبقاء هؤلاء الأشخاص في السجن لا معنى له. يجب أن يطلق سراحهم بأسرع ما يمكن.

ومن المقرر أن تستضيف فيينا اليوم (الاثنين) جولة جديدة بين طهران والدول الكبرى بشأن برنامج إيران النووي قد تكون فرصة لكي تظهر طهران أنها تستخدم اليورانيوم المخصب الذي تمتلكه لأغراض مدنية فحسب.

وفي الإطار ذاته، نقل عن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قوله إن إجراء محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران دون أي شروط مسبقة هو السبيل الوحيد لحل النزاع بشأن البرنامج النووي لطهران.

على صعيد متصل، حكم على مسئول إصلاحي يدعى هدايات اغايي بالسجن 5 أعوام لتورطه في الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية.

العدد 2600 - الأحد 18 أكتوبر 2009م الموافق 29 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 3:24 ص

      الله يرحمهم

      الله يرحم الموتى وينتقم من الارهابيين الذين لا يريدون الخير لاحد

اقرأ ايضاً