العدد 323 - الجمعة 25 يوليو 2003م الموافق 26 جمادى الأولى 1424هـ

«السنابس» ليست مركزا للمخدرات

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

التظاهرة التي خرجت في السنابس يوم أمس الأول للتنديد بالمخدرات والمدمنين الذين يتخذون من السنابس مركزا لهم ليست هي الأولى من نوعها؛ فقبل انتفاضة التسعينات كانت السنابس مركزا للمدمنين على المخدرات لفترة ليست بالقصيرة. فالمخدرات ظهرت بشكل كبير منذ مطلع الثمانينات وفجأة تحولت السنابس إلى إحدى المناطق التي يتسكع فيها المدمنون والمتاجرون بالمخدرات.

ولعل السبب في ذلك هو أن السنابس لها موقع مركزي محاذٍ للمنامة العاصمة، ولديها تركيز سكاني كبير، وترتبط بالديه وجدحفص ومن هناك بباقي المناطق الشمالية والوسطى.

السنابس كانت منذ الثمانينات مركزا مهما لمختلف الأنشطة، ففيها أيضا برامج التدريس الطوعي التي أسسها ورعاها المرحوم الاستاذ أحمد الاسكافي، ومآتمها من أهم المآتم بالنسبة إلى النشاط الاجتماعي، وكذلك نادي السنابس الذي تحوّل أخيرا إلى مركز ثقافي. فالمركز له الفخر في أنه أول «نادٍ» في المناطق المحافظة الذي تدخل فيه المرأة على مستوى العضوية والإدارة، بينما يختفي دور المرأة في بقية المناطق (في هذا المجال).

السنابس كانت إحدى أهم المناطق في انتفاضة التسعينات، ومنها انطلقت المظاهرات المطلبية الكبيرة، وفيها سقط أول شهيد في تلك الانتفاضة.

مع بدء الانتفاضة اختفت ظاهرة المخدرات من السنابس وتخلص أهلها من المتاجرين والمتسكعين، ولكن سرعان ما عاد هؤلاء مع هدوء الأوضاع وبدء الاصلاحات السياسية. وهذا يدفعنا للتفكير مليا في موضوع الاصلاحات الأخلاقية والاجتماعية التي لا يمكن لأي مشروع إصلاحي أن ينجح من دونها.

على أن المخدرات مشكلة عالمية والحلول المتوافرة عالميا يمكننا الاستعانة بها. فالحد من الجريمة من خلال معاقبة المدمنين والمهربين لا يكفي لوحده؛ ذلك لأن المدمن لا يستطيع التخلص بسهولة من الإدمان بعد أن يتمكن من جسمه وعاداته.

لقد احتفلنا قبل شهر بيوم عالمي لمكافحة المخدرات، ووزارة الداخلية وفرت معلومات عن دورها في هذا المجال، ولكن المسئولية لا تقع على وزارة الداخلية فقط، وهي لا تستطيع القيام بدور أكبر من إنزال العقاب عندما تلقي القبض على المذنبين. المسئولية مشتركة على المستوى التعليمي والاقتصادي والاجتماعي. وعلى رغم أن المدمنين ليسوا كلهم من الطبقات الفقيرة، فإن الفقراء والمحرومين من أكبر ضحايا هذه المشكلة. فالبطالة لها دور كبير في نشر الظواهر الفاسدة مثل المخدرات والدعارة، والفقر توأم الكفر والفساد.

المسيرة تمثل ضغطا اجتماعيا مهما للقضاء على الظاهرة، والمسلمون هم الأقدر على التخلص من هذه المشكلات. فحتى في نيويورك (أميركا) وبيرمنغهام (بريطانيا) تصدت الجاليات الاسلامية هناك لظواهر المخدرات والدعارة، وقضت عليها تقريبا في عدد من الاحياء التي كانت موبوءة، بعد أن عجزت الشرطة والأجهزة الرسمية عن ذلك.

فالسنابس ينبغي أن تبقى مركزا مهما لكثير من الأنشطة، ولكن ليس للمخدرات أو لأي انحراف أخلاقي، فأهلها لا يستحقون ذلك، واسمها أشرف من هذه المفاسد التي يرميها عليها الزمن

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 323 - الجمعة 25 يوليو 2003م الموافق 26 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً