العدد 323 - الجمعة 25 يوليو 2003م الموافق 26 جمادى الأولى 1424هـ

الماضي يؤرقه ويقتلني

منيرة العليوات comments [at] alwasatnews.com

قلنا وكررنا إن الحياة الزوجية عبارة عن ترابط وثيق وشركة روحية فكرية رباطها قوي متين مغزول بالحب والتفاهم قائمة على اساس. سليم واقتناع تام بين طرفي العقد الزوجي... فاذا كانت هذه الأسس الواضحة للحياة الزوجية فحري بالرجل ان يحكم عقله الراجح في أي خلاف ناتج عن سوء تصرف من الزوجة. فينفعل بحماقة الجاهل ويركل عِشْرة السنين الجميلة في لحظة قرار طائش متسرع.... لحظة اجتمعت في داخل نفسه كل وساوس الشيطان لحظة أحس فيها بانه يكره هذه المرأة ناقم عليها فقد خدعته بمظهرها الوادع الكاذب وصدقها واقترن بها. واليوم يكتشف بانها مجرد خائنة أو كاذبة... تقول الزوجة الطائشة «ب - أ» جلست وزوجي الذي أحبه وأخلص له قلبي وعقلي وكياني نحتسي فنجان الشاي بعد وجبة العشاء وبدأ زوجي كعادته يقلب صفحات تاريخه المجيد الحافل بالمغامرات والعلاقات النسائية لا أدري لماذا احسست بالغيرة من نساء مضت في حياته ربما لانه مازال يذكرهن ومازلن يسكن في ذاكرته انه يذكر حتى ادق التفاصيل حتى روائح عطورهن والوانهن المفضلة ما يروق في الأماكن الرومانسية التي كان يصحبهن اليها... نعم احسست بغليان الدم في عروقي فهو لا يذكر عطري حتى في ليلة زفافي فأحسست بنار تحرقني وبأن رياح هوجاء عاتية عصفت بمشاعري وقررت ان ابادله حكايا التاريخ... ولم أدر بنفسي حين اخدت اسرد عليه تفاصيل قصتي مع حبي الأول ولسوء حظي ان حبي بالامس هو صديقه اليوم وقد جلسا مرارا كل يتفاخر بالاعداد الهائلة من النساء اللواتي مررن في حياتهما. وعلى الفور تخيل زوجي العزيز بانني كل النساء في حياة صديقه واشتعل نارا وثارت ثائرته وهدد وتوعد وأنا واجمة حائرة كيف اتصرف؟ لماذا انفعلت... ماذا قلت؟ لقد دمرت حياتي وحياة أسرتي. فقد اختزن زوجي كل كلمة تفوهت بها في عقله الباطن وادركت من يومها بانه قد يغفره لي لانه ماض ولكنه لن ينساه ابدا... نعم لقد تشبهت بالنساء التافهات اللواتي يختلقن الموضوعات والعلاقات لاثارة ومضايقة ازواجهن وكان علي ان انساه لانه ماض يجب ألا اتذكره حتى في أحلامي. ولكن وللأسف الشديد حين تذكرته دمرني وحطم حياتي وتهدم بيتي وبدلت الكثير لاعيد زوجي الى سابق عهده ولكن محاولاتي ذهبت ادراج الرياح.

سيدتي الا توافقينني بانك قد غامرت بحياتك الزوجية ومستقبلك باعترافك المدمر هذا... أي رجل شرقي أو خليجي يرفض ان يحتل اي مخلوق مكانته هو الاول والآخر هو ماضيك وحاضرك ومستقبلك. فاذا كان المجتمع كله يخشى حاجته ويعتبرها غير امينة على نفسها وبيتها واسرتها فكيف بالزوج؟.

كان عليك عدم الخوض في الماضي وتفاصيله لانك مدركة حقا انه سيدمر اسرتك... ان مجرد استماع زوجك الى تلك المهاترات يجعلك تتجرعين كأسا لا ينضب من الشكوك والظنون التي تحول حياتك الى جحيم لا يطاق... انها عزيزتي مسألة تمس بكرامة وكبرياء الرجل. انه الآن كأي رجل شرقي يريد ان يعرف ما يدور في تفكيرك ويتمنى لو يستطيع الجري في دمائك بعد ان اصبحتما روحا واحدة في جسدين. حاولي مساعدته، ان سلوكك واتزانك ومعاملتك له ومحافظتك على مشاعره والصبر والتأني في معالجة الامور الصغيرة ستجعله يغفر لك لانه يحبك ولانه لا يوجد في حياتك ما يشين ويسيء لكرامتك أو يشير الى سلوك معوج أهوج سيغفر الماضي ويسامح ياعزيزتي فانتِ التي زرعتِ الشك في قلبه والشوك في طريقه فيجب عليكِ احتمال تصرفاته حتى يتجاوز المحنة وتصلان الى بر الثقة والامان.

وانتَ يا سيدي... هل من الانصاف ان تجرح مشاعرها وتؤلمها في ساعة صفاء اعدتها لتستمتع بها؟ هل من العدل ان تتجاهل مشاعرها وغيرتها وتتذكر الآخريات وتنسى حتى عبير عطرها؟.

لا يا سيدي الفاضل دعك من الماضي وتذكر انه ليس في حياتها معك ما يشين او يهدد شرفك ويجرح كرامتك لقد كان دفاعا عن الحب والكرامة... ربما اخطأت معك ما يشين او يهدد شرفك ويجرح كرامتك دفاعا عن الحب والكرامة... ربما أخطأت الوسيلة... ولكنها مثلك تحمل بين جوانحها قلبا ومشاعر واحاسيس يجب ان تثق بها وتتجنب إثارتها وخصوصا بعد ان لسعتك نار الشك والغيرة.

إليكما معا أقول انه يجب عليكما نسيان الماضي بكل ما فيه من سعادة أو جروح والمضي في حياتكما معا وليتحاشى كل منكما إثارة الآخر وتعلما لعبة اخرى تتسليان فيها بها تكون اكثر نفعا وفعا لمسيرة حياتكما الزوجية... وللرجل اقول حاول ألا تتباهى باللعب بسمعة الناس وشرفهم حتى لو كان الحديث بينك وبين زوجتك

العدد 323 - الجمعة 25 يوليو 2003م الموافق 26 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً