العدد 363 - الأربعاء 03 سبتمبر 2003م الموافق 07 رجب 1424هـ

انعدام الأمن في العراق يحجم شجاعة الدول المانحة

عيسى مبارك comments [at] alwasatnews.com

في إطار المساعي الجهيدة التي تبذلها دول العالم من أجل المساهمة في إعادة إعمار العراق، تُعقد اجتماعات في بروكسيل ونيويورك حتى الجمعة للمانحين المحتملين للعراق.

ولكن المعروف من أبجدية الاستثمارات ومبادئها أن «رأس المال جبان». وهذا الجبن مشروع بطبيعة الحال، فلا يُعقل أن تعرض أية جهة استثماراتها للخطر وهي ترى بوادره في كل الأجواء المحيطة بالمكان التي تنوي الاستثمار فيه.

بيد أن الأميركيين يديرون الأذن الصماء والعين العمياء وحتى جميع الحواس المعطلة وهي تنادي الجميع بعقد هذه الاجتماعات والمشاركة فيها وتقديم العون والاستثمار في العراق المفتت والمعرض كل شيء فيه للخسارة، تماما كما تتساقط الأرواح تلو الأخرى في هذا البلد في ظل أمن منعدم ومنفلت على أشده. حتى لو كان المستثمرون ليسوا في عجلة لرؤية عائد لاستثماراتهم، أليسوا يخافون من وضعها في بلد مضطرب فيكونون كمن يضع أمواله «على كف عفريت» كما يقال؟ وهل هناك عفريت أكثر تخويفا من الحروب؟ الأهلية منها والدولية؟ فما بال إذا اجتمعتا معا كما هو حاصل في العراق؟

إن أرادت السلطات الأميركية المحتلة تكاتفا دوليا للاستثمار في العراق فعليها أن توفر العنصر الأول والأهم لهذا الاستثمار، وتبسط الأمن على الأرض العراقية حتى تزرع الثقة لدى الدول المانحة فتأتي باستثماراتها إلى بلد هي أحوج ما تكون إلى كل من الأمن والمال

العدد 363 - الأربعاء 03 سبتمبر 2003م الموافق 07 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً