العدد 372 - الأحد 12 أكتوبر 2003م الموافق 16 شعبان 1424هـ

الديمقراطية ليست فانوسا سحريا

في خطب الجمعة ...

تطرق خطيب جامع أبوعبيدة الجراح في المحرق بالإنابة الشيخ عبدالله الحاي إلى واقع حقوق الإنسان بين الإسلام والمنظمات الحقوقية الغربية، فأشار إلى أن البشر المنبثين في قارات الدنيا أسرة واحدة تربط بينهم رابطة الدين لا على أساس التفاضل بينهم في الخلقة أو اللون أو اللغة، بل التفاضل يكون بالتقوى، مبينا أن إرسال الرسل لكي تدل الإنسان على الحق وتهديه إلى سواء السبيل بسبب ما يعتري الإنسان من ضعف وما يتعرض له من مزالق.

وتساءل الحاي: من إنسان اليوم الذي يشقى العالم المتحضر من أجل حقوقه، وينادي بكرامته ورفاهيته؟ وما الموازين التي يحكم بها هؤلاء القائمون على الهيئات والمنظمات الحقوقية؟ مستنكرا معيب هذه الجمعيات للمسلمين لكونهم يطالبون بحكم شرع الله وتطبيق حدوده وحفظ محارمه، بدعوى أن فيها ما يتنافى مع الإنسانية من قطع يد السارق ونحوه، وما علموا أن في القصاص حياة لأولي الألباب.

وأضاف «هم يعلمون علم اليقين أن أنظمتهم قد عجزت بتقدمها وتقنية وسائلها أن توقف سيل الإجرام وإزهاق النفوس، وتحفظ حقوق الناس في بلادهم» متسائلا أين هذه المنظمات المزعومة عما يفعل في بلاد المسلمين من القتل والنهب وانتهاك الحرمات؟ ومع ذلك فهم يوجهون الاتهام إلى الإسلام والمسلمين واصفين إياهم بالإرهاب والإرهابيين، في حين يغضون الطرف عن ممارساتهم الوحشية.

واعتبر الحاي «أن المنظمات الحقوقية تطالب غيرها باحترام حقوق الإنسان، فتعقد المؤتمرات الدولية والمجالس العالمية من أجلها، رافعين أصواتهم باحترام حقوق الإنسان وتحقيق الديمقراطية في الحكم، وهم يمارسون العنصرية ضد الأقليات في ديارهم»، موضحا «أن الحقوق التي يطالبون بها مزيفة، ومبادءهم ملفقة، وأن الديمقراطية المزعومة ليست هي المخلصة من الظلم الواقع على الشعوب كما يظن البعض، بل هي دعوى إلى الفوضى، وانتصار الأكثرية على الأقلية، ولو كانت الأولى على باطل».

وأكد الحاي أن الدين هو الذي يحترم حقوق الإنسان، ويحفظ حقوقه، ويصون ماله وعرضه ونفسه، وهو الذي يؤمر بتحقيق العدالة بين الناس ودفع الظلم عنهم، ويأمر بتحقيق العدالة والمساواة في الحكم، وأداء الأمانات إلى أهلها، وإعطاء الرعية حقوقهم الكاملة بتوفير المسكن الملائم لهم، وتحسين أوضاعهم وتوفير الأمن لهم.

وتساءل الحاي: هل من العدالة تحسين أوضاع النواب، وترك الشعب يحتضر وينتظر، فنحن ندعو كما قال إلى احترام حقوق الإنسان، وتحقيق العدالة والمساواة الشرعية، ورفع الظلم كما يؤمر بذلك ديننا الحنيف.

أما خطيب جامع كانو في القفول، القاضي في المحكمة السنية الشيخ فريد مفتاح، فتحدث عن التعليم الذي نريده للناشئة والشباب، مشيرا إلى أن التعليم يسهم في تشكيل عقول أبناء الأمة وتنشئتهم، لأنهم يمثلون البنية الأساسية في المجتمعات والدول، إذ لفت إلى أن التعليم في الإسلام لبى حاجات الأمة، وكون أجيالا ناضجة، وجعل الأمة قائدة لا مقودة، عزيزة لا ذليلة، متبوعة لا تابعة.

واعتبر مفتاح أن العبء الأكبر يقع على رجال التربية والتعليم والمربين في توجيه الأجيال وتسليحها بالإيمان وتحصينها من الفتن، محذرا من أن يكون التعليم وسيلة لرفع المستوى المادي مع إهمال المقاصد النبيلة له وغاياته التربوية والأخلاقية، لأن الطفل كما قال وعاء يتلقى مع الأيام الممارسات والسلوكيات والمناهج التي يتلقاها في محاضن التعليم، لتشكل أخلاقه، وترسم منهج فكره وطريقة حياته.

ونبه مفتاح إلى أن الأمم لا تتقدم بحشو المعلومات، وإنما بتربية تعمل على غرس القيم وبناء المبادئ لتجعل منها واقعا عمليا، لا محفوظات تلوكها الأفواه ثم تفرغ في قاعات الامتحان، فإذا كنا ننشد كما قال تربية الأجيال والارتقاء بهم، فإن المعلومات المادية والخبرات الآلية لا تكفي في تنمية شخصية أو إعداد إنسان، ولا تحرك البشرية إلى عمل واحد من أعمال الخير، وإنما الذي يحركها إلى ذلك إيمانها بالقيم والمبادئ العليا.

وفي مسجد الشيخ خلف في النويدرات، أقام نائب رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية حسن مشيمع صلاة الجمعة بدلا عن الناشط السياسي عبدالوهاب حسين، إثر اعتزاله الصلاة وخطب الجمعة، فتطرق إلى مفهوم حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن حقوق الإنسان ليست شيئا مبتدعا، بل كانت موجودة في عهد الإمام علي (ع)، موضحا في هذا الصدد أن حرية الإنسان والجانب المعيشي يؤثران على عطاء الإنسان وعدم عطائه، وحيويته وعدم حيويته، إذ لا وجود لإبداع كما قال من دون الحرية في طرح الرأي، ومع توفر أجواء الحرية يتوفر الإبداع كما هو موجود في الدول الغربية، ومفقود في الدول العربية. وأوضح مشيمع: أن علي بن أبي طالب (ع) كان في خلافته يحترم أصغر الناس ويسمع لآرائهم والمخالفين له في العقيدة، على رغم عصمته وعدم حاجته إلى الناس، فلم يقل لأي إنسان أنك لا تفهم، لذلك لا أحتاج إلى رأيك، فكان يستشير قومه في مواقع كثيرة، ويربيهم على أن يعبروا عن آرائهم ويكون لرأيهم صدى يلمسونه.

وأضاف: «لقد كان الإمام علي (ع) يعمل بآراء قومه إذا كانت هذه الآراء لا تتعارض مع قيم الإسلام، ويؤكد على كل ولاته أثناء خلافته لزوم رأي السواد الأعظم من الناس، كما أنه قد يتنازل عن رأيه مع علمه بصوابه إذا رأى إصرار قومه على رأيهم بغية عدم حدوث خلاف أو شق لصفوف المسلمين»، فليس مفهوم بحسب مشيمع «أن تخاطب الجدران كما هو حاصل عندنا في التلفزيون والجرائد».


الشيخ عبدالناصر: ضرورة الابتعاد عن الكتابات الصحافية التي تفرق الأمة

تحدث خطيب مسجد جمعية الإصلاح في المحرق الشيخ عبدالناصر عبدالله عن ضرورة الوحدة الإسلامية والابتعاد عما يفرق الأمة، وخصوصا ما يرد في بعض الكتابات الصحافية، إذ حث على عدم التعرض إلى رموز الدين الإسلامي الأوائل لأن ذلك من شأنه إثارة البغضاء والفرقة بين المسلمين، مشيرا بذلك إلى إحدى المقالات التي نشرت في صحيفة «الوسط» حول احد الصحابة وأن ذلك ليس مقبولا.

إلى ذلك، قال رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري «إن ما ورد من مقال في رسائل البريد تم الرد عليه، ونشر مقال آخر يمثل وجهة نظر صاحبه وليس «الوسط» التي تؤمن بعظمة الإسلام وحرمة الحديث عن الأئمة والصحابة»، مؤكدا في الوقت نفسه «أن «الوسط» تطرح الجانب الوحدوي والموحد في الفكر الإسلامي، وهو ما تشهد به الصفحات المخصصة للإسلاميات والفكر والثقافة، وهو ماسيتم التأكيد والاستمرار عليه لأنه من صلب رسالتنا الوطنية والاسلامية».

وتعقيبا على ماقاله الجمري، قال الشيخ عبدالناصر «إن الشيعة والسنة متحابون، ويلزمنا مراعاة مثل هذه القضايا للابتعاد عن الفتن، وعدم إفساح المجال لمن يريد استغلال هذه الاختلافات التي يجب ألا نعمقها، فما دامت كلمة تجرح هذا الطرف أو ذاك يجب ألا نقولها، بل علينا إظهار المحبة».

العدد 372 - الأحد 12 أكتوبر 2003م الموافق 16 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً