العدد 373 - السبت 13 سبتمبر 2003م الموافق 17 رجب 1424هـ

قراصنة الكاريبي... ولعنة كورتيز

يبدو من خلال العنوان أن شركة ديزني ترمي إلى انتاج افلام أخرى من ضمن سلسلة تصور مغامرات القراصنة وإلا كان اقتصر العنوان، على الأرجح، على قراصنة الكاريبي، لكن الأمر أصبح شبه مؤكد نظرا إلى النجاح الهائل والمفاجئ الذي يلاقيه الفيلم في شباك التذاكر الأميركي. فيلم قراصنة الكاريبي مستوحى من جولة جزيرة الكنز في متنزه عالم ديزني.

تاريخ السينما حافل بأفلام القراصنة التي عرفت النجاح في يومها بدءا بأفلام النجمين دوغلاس فيربانكس وإيرول فلين وانتهاء بفيلمي جزيرة الكنز والقرصان الأحمر، الممتع جدا حتى اليوم، للنجم الراحل بيرت لانكاستر في مطلع الخمسينات.

شهدت الشاشات بعد هذه الفترة انتاجات كثيرة لم يكتب لها النجاح، منها «سواشباكلر» و«بيرات موفي» و«يلوبيرد» وفيلم القراصنة للمخرج رومان بولانسكي و«كاتثروت آيلاند» لريني هارلن، و«هوك» لسبيلبرغ المستوحى من رواية بيتر بان.

إذا ماذا دفع بشركة ديزني وجيري يراكهايمر إلى المغامرة بهذا النوع من الأفلام التي لم تعرف النجاح منذ نصف قرن، خصوصا أن مدة الفيلم تقارب الساعتين ونصف الساعة؟ تتوضح الإجابة على هذا السؤال ضمن سياق الفيلم نفسه، فهو ممتع وطريف يتضمن مشاهد حركة جيدة جدا، بالاضافة إلى اعتماده على المؤثرات البصرية بكثافة، الأهم من ذلك هو أداء الممثلين جيفري راش وجوني ديب اللذين يضيفان نكهة خاصة إلى المغامرة، الأول بدور باربوسا زعيم القراصنة المتعطش إلى الدم، والثاني في دور قرصان ظريف يمشي ويتكلم بطريقة مميزة.

تدور الحوادث حول قلاة ذهبية يسعى القبطان باربوسا إلى الحصول عليها بهدف التخلص من «لعنة كورتيز». يواجه قراصنة باربوسا في الوقت ذاته الحاكم البريطاني لمنطقة البحر الكاريبي ويثربي سوان (برايس)، ونورينغتن قائد الأسطول الملكي في المنطقة (دافنبورت).

يصل القبطان جاك سبارو (ديب) إلى مرفأ مدينة بورت رويال بحثا عن سفينة فينجح في سرقة إحدى قطع الأسطول الإنجليزي بعد أن تتعرض المدينة إلى هجوم من القراصنة الذين يختطفون اليزابيث (نايتلي) ابنة الحاكم سوان التي تملك القلادة، كانت الشابة قد حصلت على القلادة قبل 8 سنوات من صبي يدعى ويل تيرنر (بلوم) على اثر هجوم للقراصنة.

ينجح القبطان سبارو بفضل حنكته في التخلص من القراصنة والبريطانيين الراغبين في القبض عليه، ليعود ويقع بين أيديهم أكثر من مرة. يكسب سبارو بعض الوقت عندما يوافق على مساعدة ويل لانقاذ اليزابيث التي أعطت القلادة إلى باربوسا على متن سفينة الجوهرة السوداء. لكن القرصان الشرير يقابلها باختطافها إلى كهوف جزيرة تورتوغا.

يكشف باربوسا لرجاله، وهو محاط بكنزه داخل احد الكهوف، أن الوقت قد حان لأن تنقذهم القلادة من اللعنة التي تحولهم إلى هياكل عظمية، كما يكشف أيضا عن حاجتهم إلى دم «شخص معين» للغاية نفسها.

إن اكثر ما يحتاجه جمهور الافلام في هذه الايام هو فرصة للاستمتاع، وهذا ما ينجح المخرج غور فربينسكي في تقديمه. اخراج فربينسكي رشيق، خفيف وممتع في التعامل مع مشاهد الحركة. أفضل وسيلة لإفساد المتعة هي في إسناد المهمة الى أحد المخرجين من العيار الثقيل، الذين يبالغون في الجدية.

إن اختيار جيفري راش في دور القرصان هو خطوة ذكية، فالرجل ممتع بالفعل وهو أفضل قرصان عرفته الشاشة، يفوق روبرت نيوتن بشخصية لونغ جون سيلفر في جزيرة الكنز. كما وان جوني ديب ممتع جدا في انجح افلامه من حيث الايرادات.

يعرض الفيلم من 71 سبتمبر/ أيلول الجاري.

العدد 373 - السبت 13 سبتمبر 2003م الموافق 17 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً