العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ

كرة ثلج النازحين من دون مأوى تكبر رويدا رويدا برفح

يوما بعد يوم، تزداد أعداد النازحين من دون مأوى في رفح جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، أما بسبب خسارة هؤلاء منازلهم وإما فرارا من العمليات العسكرية.

فإذا كان بعض الفلسطينيين لجأوا إلى منازل أقرباء لهم أو إلى مدارس تابعة للأمم المتحدة، فإن كثيرين منهم لا يعرفون أين يذهبون، على غرار جواد حرب الذي لا خيار له سوى النوم في العراء والصقيع.

وقال حرب على وقع دوي القنابل في مكان غير بعيد إن “الضربات الإسرائيلية مستمرة على طول الحدود مع مصر. وأوضح أن “نحو ستين عائلة تقيم على بعد بضع مئات الأمتار من الحدود، فضلت الهرب من منازلها” الثلثاء الماضي، أي ما بين 350 و400 شخص.

إلى جانبه، يصرخ أطفال مع كل انفجار فيما لا يزال ذووهم تحت وقع الصدمة. وأضاف جواد “نقيم على بعد 500 متر من الحدود، وهذا يعني أننا أيضا على خط الجبهة”.

وإذا كان الطيران الإسرائيلي يقصف يوميا قطاع غزة منذ 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، موعد بدء الهجوم الهادف إلى وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية، فقد كثف على ما يبدو في الأيام الأخيرة غاراته على الشطر الجنوبي من الأراضي الفلسطينية التي تحاذي الحدود المصرية.

والهدف واضح: تدمير الأنفاق التي حفرها الناشطون الفلسطينيون في اتجاه مصر والتي تستخدمها حركة “حماس” التي تسيطر على قطاع غزة للالتفاف على الحصار الإسرائيلي والتزود بالسلاح في شكل سري. وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلثاء أنه قصف 55 من تلك الإنفاق.

من جهته، خسر محمد إسماعيل عاشور منزله. وتحدث هذا الفلسطيني (28 عاما) الذي لجأ مع عائلته إلى أقرباء له يقطنون حيا آخر في رفح عن “نحو ستين غارة جوية على طول الحدود ما أدى إلى تعرض منزلي لتدمير جزئي”.

كذلك، نقل علي إسماعيل الهمص (22 عاما) عائلته إلى منزل أقرباء له قبل أيام عدة. وقال “حين عدت، وجدت منزلي مدمرا”.

وتساهم المناشير التي تلقيها المقاتلات الإسرائيلية معلنة استئنافا وشيكا لعمليات القصف في دفع الفلسطينيين إلى مغادرة منازلهم. ولشدة الذعر، بالكاد يجد هؤلاء وقتا لحمل بعض البطانيات والمواد الغذائية قبل أن تسقط القنابل مخلفة سُحبا من الغبار والدخان الأسود.

هذه الليلة، ستتدنى الحرارة إلى ما دون عشر درجات، في وقت افترشت فيه عائلات بكاملها قطعة أرض على مسافة غير بعيدة من منازلها المدمرة من دون مأوى أو وسائل تدفئة.

وأكد جواد حرب أن “مدارس الأونروا ما عادت تستطيع استيعاب مزيد من النازحين مع استقبالها خمسين شخصا في كل من صفوفها”، لافتا إلى أن العديد من مباني الوكالة تحولت مراكز استقبال لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين.

وأضاف “علينا أن نبيت ليلتنا في الهواء الطلق. الطقس بارد أصلا وسيزداد برودة ولا وسائل تدفئة لدينا”. وتابع بيأس “لا أجد كلمات لوصف الوضع الذي أنا فيه. لا أحد يعلم ماذا علينا أن نفعل”.

وأعلن مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أنه لا يستطيع إحصاء العدد الكامل للنازحين في كل أنحاء قطاع غزة. لكنه أورد أن أكثر من 35 ألف شخص امضوا ليلة الإثنين (الثلثاء) في ملاجئ مؤقتة، أي ما يتجاوز الليلة السابقة بأكثر من 7400 شخص.

وأكدت الأمم المتحدة أن مليون شخص يعيشون في غزة من دون كهرباء فيما يفتقر 750 ألفا إلى المياه وتعمل المستشفيات على مولدات كهرباء للحالات الطارئة

العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً