أعلن مسئول سياحي سعودي رفيع المستوى أن المملكة تخطط لانفاق 3,1 مليار ريال أثناء السنوات الخمس المقبلة لتطوير صناعة السياحة الواعدة في هذه الدولة الغنية.
وأثناء حديثه - في مقابلة تمت بعد مشاركته في مؤتمر للسياحة يعقد في البحرين حاليا - نفى الأمين العام للهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز ان تكون الهجمات الارهابية التي تعرضت لها المملكة أخيرا قد تركت أثرا على تدفق الاستثمارات في القطاع السياحي بالمملكة، وقال: «نحن نخطط لاستثمار 3,1 مليار ريال في السنوات الخمس المقبلة. عرضنا على الحكومة مشروع خمس سنوات نقوم خلالها بعملية هيكلة عميقة جدا لقطاعات السياحة والقطاعات المرادفة لها».
وذكر الأمير سلطان ان المبلغ سيستخدم في انشاء مركز للمعلومات السياحية والأبحاث وتدريب موظفي الهيئة العليا والدخول في مشروعات مشتركة والتخطيط لمناطق سياحية جديدة واستقطاب الاستثمارات.
وقال: «كثير من هذه المشروعات ستقام خلال العامين المقبلين. نحن نتوقع أن يكون لهذا المبلغ عائد يتراوح بين 6 و11 ضعفا خلال السنوات الخمس المقبلة. أي انه سيرد على الحكومة قيمة مضافة تبلغ نحو 11 مليار ريال».
يذكر أن الهيئة العليا للسياحة أنشئت قبل ثلاث سنوات بمرسوم ملكي من أجل تطوير قطاع السياحة التي تساهم بين 6 و9 في المئة من الناتج الاجمالي المحلي. ويقول مسئولون أن حوالي 5,7 ملايين سائح يزورون السعودية كل عام معظمهم من الحجاج والمعتمرين.
وتطبق المملكة احكاما اسلامية صارمة إذ انها تحوي أهم مزارين إسلاميين كما أنها تحظر الاتجار في الخمور أو تعاطيها وتمنع النوادي الليلية ولا يسمح لغير المسلمين بالدخول الى المدن المقدسة.
وقال الأمير: «في الوقت الحاضر تعتبر السياحة في السعودية ثاني أهم مساهم في الاقتصاد الوطني بعد النفط مع أنها صناعة غير منظمة حاليا ولازالت عشوائية. الحكومة تنظر الى السياحة على أنها صناعة المستقبل وتعطيها اهتماما مكثفا في الوقت الحاضر».
وأضاف: «سنفتح أبوابا جديدة في السياحة في جميع الاتجاهات كالبرامج الرياضية وسياحة التراث وسياحة المغامرات والزيارات العائلية والنشاطات الأخرى التي تجلب الزوار الاجانب».
وكشف عن خطة لإقامة جهة واحدة لترخيص الاستثمارات السياحية لتجنب إضاعة الوقت بين تسع جهات حكومية يتعامل معها المستثمر حاليا. «منظورنا الجديد أن المستثمر سيتعامل مع جهة واحدة في وقت ما خلال العام المقبل».
وقال الأمير سلطان: «اليوم بالنسبة لنا أهم مستثمر هو المستثمر السعودي. لأن الأموال السعودية في الخارج كثيرة وإذا استطعنا أن نسهل للمستثمر الطريق لوضع أمواله في قطاع السياحة في المملكة فنحن على ثقة بأن الاستثمارات الأجنبية ستلحقها من دون تردد».
وعند سؤاله عما إذا كانت الهجمات التي تعرضت لها المباني السكنية في العاصمة الرياض في مايو/ايار الماضي أو مطاردة «الارهابيين» المستمرة في السعودية قد أثرت على تدفق الاستثمارات أجاب «على الاطلاق. هناك ثقة عالية ولله الحمد في قدرة حكومة المملكة العربية السعودية على التعامل مع مثل هذه الحوادث».
«تشهد السعودية الآن ثورة في كل القطاعات. مثلا الأسهم بلغت مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة. وتوجد ثقة في الشركات والحكومة السعودية في ضخ الأموال في المؤسسات».
يقول الأمير سلطان: «هناك تحفز أمني كبير (في أرجاء المملكة)، ولكن المواطن لا يشعر به لأنه يجري بشكل لا يقلق الناس».
العدد 383 - الثلثاء 23 سبتمبر 2003م الموافق 27 رجب 1424هـ