العدد 2634 - السبت 21 نوفمبر 2009م الموافق 04 ذي الحجة 1430هـ

كلفة الصراع في الشرق الأوسط (6)

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

التاريخ الدامي للشرق الأوسط وصراعاته المحلية والاقليمية له كلفة، وهذا ما يشرحه اليه تقرير Cost of Conflict in The Middle East ، الصادر عن موسسة Strategic Foresight Group، ومقرها الهند، بالتعاون مع حزب العدالة والتنمية التركي، ووزارة الخارجية السويسرية، ووزارة الخارجية النرويجية، ومؤسسة قطر. ونواصل شرح جوانب من الكلف الذي تعرض لها التقرير.

الثمن الإسرائيلي

رغم تفوق «إسرائيل» الاستراتيجي على العرب جمعاء وليس الفلسطينيين لوحدهم وتمتعها بدعم الدول الكبيرة وفي مقدمتها الولايات المتحدة فإنها هشة أيضا فقد فشلت العام 2006 في هزيمة حزب الله وتكبدها خسائر في الأرواح والممتلكات فإلى جانب الخسائر التي تكبدتها من قبل حماس والمقاومة عموما، فإن مقاطعة الدول العربية، تلحق خسائر اقتصادية. وإضافة إلى ذلك فهناك الخطر الإيراني الناشئ بعد اكتساب إيران أسلحة بعيدة المدى تطال «إسرائيل».

الهجمات بالقنابل

تم استهداف الشباب الإسرائيلي بشكل خاص خلال الهجمات على المقاهي والحانات والمراقص وقد خلق ذلك جوا من الحقد والقلق في أوساط الإسرائيليين، بحيث حد من الحركة الطبيعية وخصوصا بالنسبة لأطفال المدارس ومشاركتهم في النشاطات الاجتماعية والثقافية والدين وغيرها.

وتشير الإحصاءات إلى أن هذه الهجمات بدأت مع انتفاضة الأقصى في العام 2001 وتصاعدت واستمرت في ذروتها خلال 2001 - 2003 ثم تراجعت وخصوصا بعد تشييد الجدار العازل حيث بلغت الهجمات في الفترة ما بين 2000 و2008 الأراضي الإسرائيلي في 39 هجوما وفي الأراضي الفلسطيني المحلي 84 هجوما.

الهجمات الصاروخية

طور الفلسطينيون صواريخ بدائية وخصوصا صواريخ القسام ومدافع الهاون وقد بلغ عدد الهجمات بالصواريخ والهاونات خلال الفترة ما بين 2000 و2007، 34050 منها 2333 هجوما بصواريخ القسام. إن تأثير هذه الصواريخ معنوي حيث يشعر الإسرائيلي بفقدان المناعة تجاه خصم ضعيف، ونظرا إلى عدم دقتها ومداها المحدود فإن الخسائر البشرية والمادية المترتبة عليها ضئيلة.

نفسية الخوف

قامت جامعة حيفا بتنفيذ مشروع لقياس مدى خوف الإسرائيلي من الهجمات الفلسطيني في 2004 وتبين أن أكثر من 90 في المئة من الإسرائيليين من مختلف الفئات قلقون من الهجمات الإرهابية. وهناك تباينات طفيفة في كل فئة. لكن لوخط أن نسبة النساء أكثر خوفا من الرجال. وأن المهاجرين الجدد أكثر خوفا ممن ولدوا وعاشوا في «إسرائيل».

تأثير انتفاضة الأقصى على الاقتصاد الإسرائيلي

ألحقت انتفاضة الأقصى خسائر بالاقتصاد الإسرائيلي وخصوصا في ذروتها العام 2000 كما يأتي:

ارتفعت البطالة من 8.8 في المئة العام 2000 لتبلغ ذروتها 15.8 في المئة العام 2003، وظلت مرتفعة حتى عاودت مستواها السابق في 2006 لتبلع 8.4 ثم تتراجع جزئيا.

اما نسبة نمو الناتج الوطني المباشر، فقد هبط شكل حاد من 8.5 في المئة العام 2000 إلى 5.4 في المئة العام 2001. ورغم الارتفاع التدريجي لتحقيق نمو ايجابي، الا أنه ظل يراوح ما بين 5.2 في المئة العام 2004 حتى 3.8 في المئة العام 2008. وقد ترافق النمو المتدني للاقتصاد مع ارتفاع طفيف في نسبة البطالة تراوحت ما بين 1.1 في المئة العام 2000 حتى 2.5 العام 2008 وبلغت ذروتها 5.7 في المئة العام 2002 وهي ذروة الانتفاضة والهجمات الاستشهادية.

عسكرة المجتمع السياسي الإسرائيلي

أضحى سائدا في المجتمع السياسي الإسرائيلي أن يكون رؤساء الوزراء والعديد من الوزراء وكبار المسئولين ذوي خلفية عسكرية أو أمنية.

صورة «إسرائيل» عالميا

تم جمع البيانات من خلال استبيان المواقف تجاه السياسات الدولية من قبل هيئة الإذاعة البريطانية وأجري في 27 بلدا:

- ذكر مدير المشروع، ستيفن كول، أن الناس عبر العالم ينظرون بسلبية إلى البلدان التي يتميز سجلها باستخدام القوة العسكرية كـ «إسرائيل».

- من بين 28 بلدا التي أجري فيها الاستبيان، فإن 23 من مواطنيها ينظرون لـ «إسرائيل» سلبية بمعدل 56 في المئة.

- هذه النظرة تتوافق مع الرؤية السلبية في المجتمع الدولي لـ «إسرائيل» إثر شنها الحرب ضد لبنان في 2006.

وبحسب دراسة أخرى لمحتوى الصحف البريطانية في الذكرى الستين لاستغلال «إسرائيل» العام 1940

83 في المئة من المقالات حول السلام الإقليمي تشير إلى عدم سعي «إسرائيل» للسلام.

44 في المئة من المقالات تحمل رسالة مفادها أن «إسرائيل» أقيمت على حساب الفلسطينيين.

27 في المئة من المقالات تحمل رسالة مفادها أن «إسرائيل» بلد ناجح.

الخسائر السياحية

تشير الإحصاءات إلى أن ضاحية السياحة تنمو بويترة عالية في بلدان الشرق الأوسط غير المتورطة في النزاع العربي الإسرائيلي التي سوت النزاع مع «إسرائيل»، بما في ذلك «إسرائيل» ذاتها.

ونلاحظ هنا زيادة كبيرة في عدد السياح الزائرين لتركيا، لتمتعها بالاستقرار والأمان وعدم تورطها في نزاع الشرق الأوسط، ثم نموا معقولا في كل من مصر والأردن اللتين توصلتا إلى معاهدات سلام مع «إسرائيل»، فيما البلدان الداخلة في نزاع مثل لبنان و «إسرائيل» فإن عدد السياح ضئيل مقارنة بإمكاناتها.

واستثناء تركيا، فإن عدد السياح واتفاق السياح قليل إذا ما قورن ببلدان مطلة على البحر المتوسط مثل اليونان وقبرص.

قدرت خسائر «إسرائيل» في قطاع السياحة منذ اندلاع الانتفاضة في 1980 في الفترة ما بين 2001 و2006 بـ 15 مليار دولار، وقد جاءت الحرب الإسرائيليين ضد لبنان في 2006 لتشكل نكسة للسياحة الإسرائيلية بعد أن كانت في طريقها للانتعاش.

تصاعد الهجرة المعاكسة الإسرائيلية

للمرة الأولى خلال عشرين عاما، تجاوزت الهجرة المعاكسة من «إسرائيل» مقارنة بالهجرة إلى «إسرائيل» في 2007 وغالبية مغادري «إسرائيل» من المهاجرين الجدد وقد دل استطلاع لصحيفة «معاريف» أن ربع سكان «إسرائيل» يفضلون الهجرة ونصف شبابها يفكرون في الهجرة.

كلفة الاستيطان

تتراوح كلفة الاستيطان في الفترة ما بين 1970 - 2005 ما بين 62.8 مليار - 10.5 مليار دولار... وللموضوع بقية

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 2634 - السبت 21 نوفمبر 2009م الموافق 04 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:00 ص

      يستاهلون

      الى ان يزول الاستيطان اليهودي وتنتهي دولة الشر المطلق من الوجود

اقرأ ايضاً