العدد 2645 - الأربعاء 02 ديسمبر 2009م الموافق 15 ذي الحجة 1430هـ

عبد الرحيم :الرهان هو كيف ترى النفري بلوحتك لا بقصيدته فقط

في برنامج مسامرات ثقافية الذي يبث اليوم على«الوسط أون لاين»

النفري يملك رؤية تكعيبة، كذلك اللوحة هي مشهد مرئي لعالم خاص لعل النفري انتهت مقالاته، ونحن نستمتع بها وننساها أثناء العمل ولا نريد أن تكون مسيطرة علينا ولكننا نشتغل على عالمنا من خلاله ونحن لا ننشغل به هو، بل من خلال إدراك تجربته وبهذه الطريقة اشتغلت مع كثير من الشعراء السابقين، وتجربتي في كتاب الكتاب مع أدونيس أو تجربتي مع المتنبي أو مع شربل داغر أو غيرهم هو أن الشاعر كتب القصيدة والتساؤل هو أنك كيف ترى القصيدة برؤيتك أنت وبرموزك وبعالمك أنت لأنها هي لوحتك وليست لوحة النفري» جاء ذلك في حوار مع الفنان جمال عبد الرحيم في برنامج مسامرات ثقافية والذي يبث اليوم على الوسط أون لاين.

الفنان جمال عبد الرحيم هلا تحدثنا عن فكرة هذا المعرض خصوصا وأنه تعالق مع مقولات النفري وانطلق منها بالإضافة لخطوط الفنان عبد الإله العرب وكذلك تقديم أدونيس وقصة دخول أدونيس في هذه اللعبة البصرية وتقديمه هذا معرض؟

- مما لا شك فيه أنني حاولت أن أشتغل على البحث في مجال الكتب التي تصنع باليد كتخصص منذ العام 1995 إلى هذا اليوم وإلى هذه اللحظة أنجزت ما يقارب 26 كتابا اشتغلت عليها بالحفر في هذا المجال وبدأتها بالكتاب الأول مع الكاتب والروائي البحريني فريد رمضان وانتهيت بكتاب المواقف وموقفي والمواقف وهو عمر غير بسيط أن يشتغل الإنسان ما يقارب 14 سنة في هذا المجال، وباستمرار يحاول الإنسان أن يبحث في الأفضل لكي يقدم ما هو مختلف.

ما قصة دخول أدونيس في هذه اللعبة البصرية وتقديمه هذا معرض؟

- بالنسبة للأعمال الأخيرة بالتأكيد أنه مر علي خلال 26 مجموعة قدمتها مجموعة من الأطياف من ضمنهم أدونيس وفي إحدى الجلسات كان دخول أدونيس على الخط، ذلك لأن أدونيس هو من أظهر النفري وابتدأ يكتب عنه رغم أنه كان موجودا، ولكن لم يكن ظاهرا، بهذه الصورة، وحين اشتغلت على هذا المشروع واتصلت بأدونيس وأخبرته باشتغالي على النفري وسارع وكتب المقدمة لأنه يحفظ تراث النفري كله وبالذات كتاب المواقف وكتاب المخاطبات وعلى ضوئهما ابتدأت اشتغل على المشروع و أخذت عشرة مواقف والتي هي عبارة عن المعرض كله ومن خلال المواقف العشرة أكملت كتاب المواقف وكتاب موقفي والمواقف وهي أعمال خارجة من نفس سياق المواقف وأدخلت فيها الخط العربي، وحاولت الاستعانة بالأستاذ عبد الإله لكتابة المواقف العشرة .

- كيف كان تفاعل الفنان عبد الإله العرب مع المعرض وفكرته.

الخطاط عبد الإله العرب كفنان مؤمن إيمانا كبيرا بتجربتي وهذا ما دعاه لأن يتشجع ويكتب لي هذه المجموعة وخصوصا وأني طلبت منه كتابتها بخط الثلث، وهو أبدع كعادته في كتاباته للمواقف العشرة المختارة، الفنان عبد الإله لا غبار عليه فهو من أهم الخطاطين، وعلى ضوء ذلك استخدمت الخط كنوع من أنواع التقنية وكذلك الحفر والطباعة وهما علم في التقنية، وأنت كلما يسقط في يدك من أشياء تستطيع تحويله إلى معدن وتطبع منه أشياء تقدم بها رؤية تتفوق بها.

يلاحظ المتبصر في هذا المعرض أن الأعمال تنوعت بين خط عربي بتقنيات متعددة في نفس اللوحة إذ كل لوحة فيها أكثر من تقنية الخط والحفر وتوظيف الألوان، ماذا وراء توظيف أكثر من تقنية هل هذه محاولة للوصول لأكثر من معنى كما هي عبارات النفري التي تحتمل كل ذلك؟

- كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة، هذه المقولة تشتغل مع عمر فالإنسان حينما يشتغل عشرين سنة بشكل مستمر ويومي فأنت تصل إلى فهم لأكثر التقنيات وتصبح بين يديك طيعة وتعرف أسرارها ولعبتها، فأنت بعد هذه التجربة كلها تكون حريصا على أن تنتج أجمل الأشياء، وتحاول أن تبرز ما تملكه من قدراتك في علم التقنية وعلم الطباعة، وأنا لم اشتغل فقط في هذا المجال بل هذا جزء من عملي، وبعض المقولات اشتغلت عليها بطريقة نحتية فهناك ما يقارب ستة أو سبعة أعمال هي عبارة عن قطع من حجر وضعتها في هذا المعرض مع النفري أو غيره بما تثري التجربة بلا شك لأن النص المكتوب انتهى ولكنك في هذا العمل تحول المعنى من نص مكتوب إلى نص مرئي برؤية أخرى.

دائما هناك لازمة في لوحاتك كما هي معارضك السابقة ولعل أبرزها هنا محاولة إبراز الخط نفسه ومحاولة إبراز الشكل وجعله يلمس، ولازمة أخرى أيضا نجدها في الزوايا موجودة دائما هي الشبك الذي يلفت النظر وكأنه لازمة وبصمة للفنان جمال عبد الرحيم، لازمة أصبحت يكررها في كل لوحة وكأنك وجدت فيها قدرة على التعبير عنك وعن شخصيتك وعن بصمتك الخاصة، ما تعليقك على هذه الحالة؟

- هذه هي اللعبة الفنية ويظل كل إنسان عنده (موتيفاته) وأشياء خاصة به التي تميزه عن الآخر ولدي بعض الأشياء التي أحاول أن أجعلها موجودة لأنها من الممكن أن تثري على مستوى التقنية.

كيف خرجت من هذا الحوار مع النفري على المستوى البصري والتجانس معه بين عالمين فهو يشتغل على عالم المعنى من خلال اللغة وأنت تشتغل على عالم المعنى من خلال اللوحة كيف خرجت من هذا المختبر الفني؟

- النفري يملك رؤية تكعيبة، كذلك اللوحة هي مشهد مرئي لعالم خاص لعل النفري انتهت مقالاته، ونحن نستمتع بها وننساها أثناء العمل ولا نريد أن تكون مسيطرة علينا ولكننا نشتغل على عالمنا من خلاله ونحن لا ننشغل به هو، بل من خلال إدراك تجربته وبهذه الطريقة اشتغلت مع كثير من الشعراء السابقين، وتجربتي في كتاب الكتاب مع أدونيس أو تجربتي مع المتنبي أو مع شربل داغر أو غيرهم، هو أن الشاعر كتب القصيدة والتساؤل هو أنك كيف ترى القصيدة برؤيتك أنت وبرموزك وبعالمك أنت لأنها هي لوحتك وليست لوحة النفري .

كيف وجدت هذه اللفتة من أدونيس وكيف تلقّي أدونيس معرضك حينما يقول شكرا لجمال تتيح لنا أعمالك أن نكتشف من أفق آخر وفي سياق عالم النفري؟

- هذه رؤيته وأنا أحيي أدونيس وهذا وسام يعلق على صدري حينما يأتي شاعر بمستوى أدونيس ويقدم هذا الكلام

تعالق أدونيس مع النفري وخرج من هذا المعرض هذا برؤية أخرى يضيفها لمقولة النفري « هكذا كلما اتسعت الرؤية ضاق اللون» كيف استطعت أن تحقق هذه المعادلة عبر اتساع الرؤية وضيق اللون؟

- ربما يكون البياض أكثر ثراء والقضية ليست كيف تشحن الالوان بل كيف تفرغ هذه الألوان فهي كلها جميلة ولكن كيف تفرغ هذه الألوان وتجعل لها رؤية أخرى وأنت دخلت كثير من المعارض ولعل أول كلمة التقطها منك أن هذا المعرض يجعلك تحس بارتياح وهذه هي ضمن قوانين اللعبة أنك كيف تخلق عالما يتقبلك الآخر من خلاله بسعة صدر وبارتياح وليس بفوضى وشحن.

لعل الجميل في هذا المعرض هو الاشتغال على الموازنات بشكل ظاهر هناك خط عربي بما يشير إلى حالة أصالة وهناك حداثة من خلال الاشتغال على الرؤية البصرية واللون، جمال عبد الرحيم يحاول في هذا المعرض أن يوازن بين حالتين بين عنصر الأصالة في هذا الخط الجميل والتقنية النحتية الدقيقة جدا عبر الاشتغال على تمويت الشكل أو الخروج بأشكال أخرى كيف استطعت أن توازن بين كل ذلك للخروج بهذه المعادلة الصعبة؟

- التجربة عمرها ليس بسيطا فأنت كل يوم تكتشف شيئا جديدا وتضيفه خصوصا وأنا أعمل بين 10 إلى 15 ساعة في المرسم ومن المؤكد أنك تضيف وتكتشف وتكرس بالإضافة إلى الاطلاع على تجارب الآخرين بكل تواضع وهذا في اعتقادي يجعلك تلقط الكثير من الأشياء لكي تتبنى عملك ويكون متوازنا.

كيف وجدت تلقي الأصدقاء والزوار لمعرضك الأخير؟

- من يحبك حضر لكي يرى وكذلك من يحب التجربة والآخر الذي يغمض عينيه عن الشيء الجميل هذه مشكلته وليس مطلوب منك أن تغصب الآخرين على الرؤية، هذه التجربة جزء من التاريخ الذي هو ثقافة هذه المنطقة وأنت تشتغل على مشروعك ومن يحضرها فأهلا وسهلا به.

العدد 2645 - الأربعاء 02 ديسمبر 2009م الموافق 15 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً