لم يحدث أن قدَّمت نصا بالفصحى، منذ تجربة «قطوف» و»حياة الناس» ومن بعدهما «ريضان» في تجربة « أ و ي» في الأوليين و «أ و ب» في الملحق الأخير؛ لكن هذا النص له نكهة أخرى. رؤية أخرى وذهاب آخر واستفزاز نوعي. نص يأتي محمَّلا بكل طظاجته لا ليستفز بقدر ما يُعلِّم، لا ليختبر بقدر ما يترك المدى مفتوحا على الامتحان.

«القبلة» ذهاب آخر إلى امتحان آخر. استفزاز آخر هذه المرة. استفزاز يعيد النصاب غلى الانفلات العذب. الانفلات في حدوده الطرية والبريئة. بدر الدوسري ونص يشبه انفلاته وعذابه في المحاولة.

المجموعة صدرت عن «فراديس»... ونختار مقاطع منها..

أقبِّلك

وطعم الليل في ريقي

أقبِّلك

وأترك لشفتيك

تأويل الليل والسهر

***

ليغفر

لنا الله

نسيان شفاهنا

***

الماضي

لا يقبِّل

أحدا

***

الماضي

مستقبل أعمى

عكاز ثكلته الأيام

فقط

أذعني لحاضر القُبل

***

لا فرق

بين امرأة وأخرى

إلا بالقُبل

***

خذ عطري

لتضفِّر شعر الريح

خذ شال لهفتي

لتقرأ ما تيسر من الليل

خذ شفتي...

لتدثر بها مساءك الوحيد

***

مازلت صغيرا

على الندى

دعيني

أتضح بين شفتيك

***

كم فاتني

أن أدرِّب بين شفتيك

رذاذ طفولتي

***

هي ذي حصتي

من زنجبيل قبلتك

آه... ما أجملني

وأنا عائد

من ضيافة شفتيك

***

لا تثريب

على شفتيك

إن فرَّتا خجلتين

فقُبلي

سدرة المشتهى!

***

أجمل

ما في المطر

أنه يذكِّرني

بقُبل الأطفال

***

يقرؤون قُبلي

وتظل شفتاك

معاجم غامضة

***

ما قبّلتُك

لشيء أعنيه

قبَّلتك

لأعني كل شيء

***

ما تبخل

به شفتاك

لن يصلح الكون

***

الشعر

أن أقبِّل امرأة

تنصت

لهديل شفتيها

***

نكاية بشفتيك

المتمنعتين

قبَّلتُ

طيش الريح

***

مُرَّةٌ شفتاك

تماما

كالقهوة

التي سأرشفها

بعد ليل

***

عادة

أضبط ساعتي

على مؤشر

القُبلة الأولى

***

لا أحتاج

إلى بوصلة الآن

سأكتفي

بطيش شفتيك