قال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، محمد الجاسر، إن انكشاف المصارف السعودية على مجموعة دبي العالمية والشركات التابعة إليها محدود جدا، ولا يتخطى نسبة 2 بالألف من الموازنة المجمعة للقطاع المصرفي.

وأوضح في لقاء مع قناة «العربية» أن معظم التركيز الإئتماني للمصارف السعودية هو في السوق المحلية. واستبعد وجود أي مخاطر على النظام المصرفي السعودي والخليجي جراء أزمة هيكلة ديون «دبي العالمية».

وعن حجم المخصصات التي جنبتها البنوك المتعرضة للشركة الإماراتية، قال الجاسر، إن الأمر يرجع للبنوك في تقرير المخصصات التي قد يحتاجونها في المستقبل، مؤكدا وجود ضوابط تلتزم بها المصارف المتعرضة لقروض ذات مخاطر عالية.

وطمأن الجاسر المتعاملين في سوق المال السعودية من عدم وجود مخاطر تجعلهم ينفرون من السوق.

... ومصرفي يقلل من حجم تأثير الأزمة على المصارف السعودية

وفي السياق نفسه، أرجع مصرفي سعودي عدم ظهور رد بشأن انكشاف المصارف السعودية على ديون مجموعة دبي العالمية حتى الآن إلى ضعف حجم انكشاف المصارف السعودية على هذه الأزمة، وأن هذه المشكلة لها أبعاد نفسية كبيرة أكبر بكثير من حجم المديونية، ما يستلزم معه التأني في إبداء الموقف بعقلانية وبموجب أرقام رسمية مستندة على البيانات المصرفية التي تمتلكها مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) أو المصارف السعودية.

ولا يتفق مع المحللين والاقتصاديين الذين يعتبرون أن التباطؤ في الكشف عن حجم الانكشاف ضد الشفافية، معللا سبب عدم الكشف، بالسياسة المصرفية السعودية القائمة على الاتزان وتوازن المصالح، ولا يستبعد أن تكون عطلة عيد الأضحى من ضمن الأسباب التي أوجدت عدم الكشف سريعا.

ولا يستبعد المصرفي (الذي فضل عدم ذكر اسمه) الذي يعمل في أحد المصارف السعودية الأجنبية، أن يكون مصرفه ضمن المصارف التي لها انكشافات على مجموعة دبي العالمية، إلا أنه ليس لديه حتى تاريخ موافقة بالتصريح حول مستوى الانكشاف. وأضاف أن موقف السعودية من عدم التصريح تطابقه مواقف كثيرة من الدول الخليجية التي لم تعلن بعد، وهذا يؤكد أن الأمر يحتاج إلى إعلان متأن، غير متأثر بالزوبعة التي أطلقتها وسائل الإعلام الغربية التي لم تفرق بين شركة خاصة وإمارة دبي ذات السيادة.

«رساميل» تدعو إلى تشكيل لجنة للدائنين

إلى ذلك، دعت شركة رساميل للهيكلة المالية - شركة استثمارية كويتية - جميع حملة صكوك شركة النخيل للتطوير المحدودة وشركاتها التابعة وشركة دبي العالمية من المستثمرين في منطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى الانضمام لتكوين لجنة الدائنين في المنطقة من خلال فريق عمل، وذلك لتأمين خطة عمل موحدة يتم عرضها على صندوق دبي للدعم المالي DFSF، ولرئيس وحدة إعادة الهيكلة (CRO) لدائني هذه الصكوك في المنطقة.

ويتلخص الهدف الرئيسي لفريق العمل فيما يأتي:

تأكيد تأمين خطة عمل موحدة للقيام على مصالح دائني حملة الصكوك في المنطقة لتقديمها إلى صندوق دبي للدعم المالي، ورئيس وحدة إعادة الهيكلة (CRO)، وتأكيد ضمان أحقية حصول جميع حملة الصكوك في المنطقة على التسوية العادلة والمرضية.

«إتش. سي» تدعو إلى عدم التهويل بشأن تخلف دبي عن سداد ديونها

الوسط - المحرر الاقتصادي

قالت شركة إتش سي للأوراق المالية، إنه قد تمّت المبالغة بردة الفعل تجاه تخلف دبي عن سداد ديونها، في الأسواق المحليّة والدولية على حدّ سواء. وفيما يختص بتعرض المصارف الدوليّة لديون السوق المحليّة، وفقا لبيانات «بنك التسويات الدولية»، فإن المصارف البريطانية هي الأكثر تعرضا لديون الإمارات من بين المصارف الدوليّة؛ إذ يبلغ إجمالي قروضها للدولة 49.9 مليار دولار أميركي. ويعتبر بنكا «إتش إس بي سي» (الذي أبدى مديره التنفيذي البارحة ثقته الكاملة بدبي والإمارات) وبنك «ستاندرد تشارترد» الأكثر تعرضا، حيث يبلغ حجم الديون لمجموعة دبي العالمية 17 مليار دولار و12.3 مليار دولار على التوالي. ويشير المحلّلون إلى أنه عند هذا المستوى، فإنه يمكن التحكم بتعرض المصارف الدولية بسهولة، حيث يعتبر هذا التعرض قطرة في محيط مقارنة مع الأصول المحفوفة بالمخاطر التي تمت تصفيتها خلال الأزمة العالمية. وعاود سعر سهم بنك «إتش إس بي سي» تحسّنه، أما مصرفا «باركليز» و»ستاندرد تشارترد» فقد سجّلا خسائر أقل من تلك التي سجلاها الأسبوع الماضي.

ورأت «إتش سي» أن الشركات ستتمكن من التفاوض بشأن عمليات تمويل جديدة نظرا إلى كفاءة العمل في أسواق الائتمان، وقدرة الشركات الكبرى على الوصول إلى أسواق رأس المال الدولية، وزيادة الإقبال على المخاطرة من قبل المستثمرين لتوفير الائتمان، ما سيؤدى إلى حل يأتي في وقته المناسب للوضع الراهن