العدد 2655 - السبت 12 ديسمبر 2009م الموافق 25 ذي الحجة 1430هـ

هل يتحقق حلم تشغيل الشباب؟

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نبارك أوّلا لمليكنا حمد بن عيسى آل خليفة، بمناسبة اليوم الوطني، كما نبارك لعموم شعب البحرين بمرور عشر سنوات من الازدهار في وطننا الغالي، ولنا حديث يطول في هذه الأيام بالذّات عن شباب البحرين، وعن تشغيل الطلبة في بعض الأماكن التي يستفيد منها الطالب مادّيا، بدل العمالة الأجنبية المتناثرة هنا وهناك.

إن هذه الطاقة البشرية الموجودة قد اهتمّ بها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، من الناحية العلمية، ووجّه مجلس التنمية الاقتصادية إلى تكثيف دراسة مستوى التعليم، وسعى إلى تطوير التعليم، ولكن هذه الطاقة تحتاج إلى الخبرة العملية كذلك، والخبرة العملية لا تتأتّى إلا من خلال العمل، وفي بلدان متقدّمة كالولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، تجد الجامعي والمراهق يعملان في بعض الأماكن، حتى يستفيدان ماديا ومعنويا من العمل.

إذ تجد البعض منهم يعمل في مطاعم أو محلات تموينية، أو حتى في محلاّت بيع الثياب والإكسسوارات وغيرها، ولا تجد الأجانب بكثرة عندهم، فهم الذّين يعملون في الليل، ويتوجّهون إلى المدارس والجامعات في النهار، الأمر الذي يعطيهم دافع للتوفير وللإحساس بأهمّية الوقت، كما يفيدهم في حسن التعامل مع الآخرين، وينتهي المطاف إلى تقديرهم الذاتي لطعم وحلاوة العمل والإنتاج.

راجو وكومار وغيرهما مدّتهم تنقضي بعد أن يأخذوا كل الخبرة من البلد، ولكن جاسم وعلي وسلطان سيظلّون في البحرين يفيدونها كما أفادتهم، فتوجيه الشباب الى حماية الوطن والاهتمام به لا يأتي بالغصب، وإنما يأتي بإحساس الجيل الصغير بعظم الأعمال التي يؤدّونها لوطنهم، والتي تعود بالخير عليه وعليهم.

ولتغيير الفكر السيء إلى فكر إيجابي، لابد من إدراج الشباب في أعمال غير منقطعة أو مؤّقتة، ولا تضغط على الحكومة في آنٍ واحد، وما هذه الأعمال إلا بذرة سنحصدها في يوم من الأيام، فلماذا لا نبدل الأجانب بأبناء الوطن، في أعمال يستطيع المراهق والشاب تأديتها، وتساعد في زيادة دخل المنازل من ذوات الدخل المحدود.

لقد تعاون وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي في برنامج تشغيل الشباب، كما سانده مساندة قويّة، فمَنْ مِنَ الوزارات ستمد يدها لماجد النعيمي، وتستفيد من الطاقات الموجودة داخل المدارس، إذ إنّ الوزارة لديها حصيلة غير قليلة من طلبتنا المبدعين، فلدينا الفنان ولدينا النجّار ولدينا من يحسن التعامل مع الآخرين، وكثير من ذلك كلّه.

هل يتحقق في يوم من الأيّام حلم تشغيل الشباب؟ وهل نحتاج إلى دراسة الموضوع سنوات طويلة حتى يكون على المائدة المستديرة فيتّخذ القرار بعد قرون؟ أم إننا نستطيع أن نضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض ونفتح الباب أمام المراهقين والشباب الصغير، للعمل بعد الدوام المدرسي والجامعي.

وهل يقوم مجلس التنمية الاقتصادي بدراسة هذا المشروع، للتقليل من العمالة الأجنبية التي غزت شوارعنا، وإبدالها بالعمالة المحلّية المرنة، التي ستعيننا في رؤية 2030م؟!

نعتقد بأنّ الجواب مبهم إلى الآن، كما نعترف بأنّ البيروقراطية ساعدت في تأجيل مثل هذه المشاريع الرائدة، التي تصقل البحريني، وتجعله كما كان في السابق مبدعا ونشيطا وغير معتمد على العمالة الأجنبية في كل أمور حياته، حتى البسيط منها، فأصبح مجرّد تابع وومتملِّل من أي عمل يواجهه في حياته، وحتى داخل بيته يحتاج الى راجو ليضع مصباحا بدل الذي احترق، أو يصبغ دارا متهتّكة ومغبرة تحتاج إلى صباغة، بل وصل الحد بشبابنا إلى الاتصال بالعمالة الأجنبية لتساعدهم في دراستهم وكتابة تقاريرهم!

لنستفد من شبابنا، ولنحقق حلما غاب طويلا عنا، ولنغيّر المفاهيم بإدراج الشباب داخل مؤسسات المجتمع المدني، ولنعمل من أجل الصالح العام

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2655 - السبت 12 ديسمبر 2009م الموافق 25 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 2:36 م

      يجب تدارك المشكلة

      منذ أن تخرج ولدي من الثانوية العام الماضي وهو يبحث عن عمل يساعد به أسرته المحتاجة بدون فائدة. أخذت منه نسخاً من سيرته الذاتية او السي في كما يسمونه وتقدمت إلى كثير من الشركات وأسواق السوبرماركت المليئة بالموظفين والعمال من جميع الجنسيات، ولكنه يقولون لا شواغر لديهم. فهل با ترى يتحرك مسئولينا وخصوصاً وزير العمل الذي يتحدث عن إحلال البحريني محل الأجنبي كثيراً، هل يقوم بزيارة ذكية لهذه المحلات ليتأكد بنفسه من غزو العمالة الأجنبية وحرمان البحريني من العمل والكسب. يجب إحلال البحريني محل الأجنبي.

    • زائر 11 | 11:04 ص

      هل يتحقق الحلم ؟؟

      طبعا لا ، و السبب كثر الناس يا أستاذه و كثر المجنسين ، ما فيه وقت حق هذي المشاريع الحلوه .. ههههه

    • زائر 10 | 11:01 ص

      تأذنين في خرابه

      استاذة مرييم ، بيجف قلمج و لا احد بيطالع مشروعج لأنه رايح حق المجنسين واعيالهم ، على العموم هنيئا للبحرين براجو و كومار

    • زائر 8 | 9:32 ص

      ربما ................ وطالما

      طالما حلمنا فقد كتب السيناريو مئات المرات و المنتج واقف متخصر بل المنفذوووون واقفون و مستعدون ولكن لا اشارة خضراء لهم

      طرح موفق اخت مريم ,

    • مواطن مستضعف | 4:13 ص

      ماذا تريدون أكثر؟!!

      قالها (.............) مفاخراً: كل الذين تمّ تجنيسهم مؤخراً البلد بحاجة إليهم ولا يوجد منهم أحد عاطل ... ماذا تريدون أكثر؟!!

    • زائر 7 | 3:44 ص

      منتظرين ردج

      الاستاذه / مريم الشروقى المحترمة
      تحيه طيبه وبعد
      بما ان منطقتج وهى الحد نزخر بأفوى النواب ممكن نعرف رشحتبن من ؟ اكيد تحيرتين فى الاختيار . وتقبلى تحياتى

    • زائر 6 | 3:03 ص

      الصراحة فكرة طيبة

      سالفة تشغيل الشباب ونجد حكومتنا ولله الحمد تنفذ هالفكرة فنجد المصريين يعملون فى التدريس والاردنيين وتحويلهم الى بحرينيين والجامعيين البحرينيين اللى حق التدريس وبالذات اللى من القرى يتم توظيف بعضهم والباقى يعتصمون ...ايضا نجد الشباب اللى تعليمه بسيط يقعد يدور شغل وعيال المستوطنين اللى ولائهم حق الوطن يتم توظيفهم فى القوة والشرطة والبحرينيين اللى فى القرى يحرقون تايرات ويبيعون لوز وصبار ويغسلون سيايير لان ولائهم حق ايران حسبما قال ذلك امس عادل المعاودة فى خطبته بالمسجدامس امام الجميع الله اكبر

    • زائر 5 | 2:11 ص

      خل يوظفون الخريجين الجامعيين اول ؟؟

      ياريت ينظر في قضية العاطليين الجامعيين الان هذي ظاهرة خطيرة ومتفشية في البحرين عيال البلد عاطليين ومحد يبي يوظفهم ببسبب حجج واهية والاجانب يوظفونهم وباعداد كبيرة كل سنة سواء في وزارة التربية او غيرها هذا مو ظلم اشلون تبون الشباب يتطورون والجامعيين مقعدين في بيوتهم وتمر عليهم السنين واهم يطالعون في شهادة عقيمة مالها قيمة مدامت من غير واسطة، وينه الملك ليش ما يتدخل في الموضوع ويحسمه؟ لمتى هذا الملف بيكون عالق ومحظور من بينقذنا من مشاريع التوظيف الفاشلة من ينصف الخريجين العاطليين؟؟؟

    • زائر 4 | 1:48 ص

      راجوا وكومار

      أختي الفاضلة حتى هذا المقترح لو تم تطبيقه سوف يذهب لأبناء راجوا وكومار تطبيق المقولة الاقربون اولى بالمعروف ونظرة بسيطة ستلاحظين زيادة في عدد السجلات التجارية واصحابها راجو وكومار وتأشيرة مع السجل ستذهب لشقيق وابناء عم راجوا ليتم لم شمل العائلة الكريمة.

    • زائر 3 | 1:04 ص

      حسافة يالبحرين

      راجو وكومار كانو يشتغلون في هالأشغال لأن لا وراهم ولاقدامهم, من 10 صباحا إلى 12ليلا أو أكثر. الحين طبعا ما يرضون لأن نسوانهم وطوايفهم وصلوا البلد واستوطنو في بلدنا "المعطاء" واللي خيرها لغيرنا. حاليا علي وسلطان وجاسم صارو مضطرين يشتغلون عند راجو وكومار, سنقاح, مشلاح, خايس, شارد.... والبقية تأتي, لأن "بلدنا المعطاء" صارت تسقي البعيد وطنشت القريب, مع إنه متعود على هالتطنيش, قبل كم سنه بس كانت الموارد محدوده, لكن إلى المرتزقة انفتح كل شي.

    • النعيمي2 | 12:19 ص

      صباح الخير والأزهار

      اختي مريم بعد التحية أقول لكي وكلي ثقة نحن مجتمع أستهلاكي بالدرجة الأولى فكيف لنا أن نستفيق من سبات دام سنين والعمالة الأجنبية لم تعدى فقط تعمل لدينا بل تطور الوضع اليوم وأصبحت تأكل خيراتنا ونحن الذين نعمل لديهم ..
      (تحياتي )..

    • زائر 1 | 11:24 م

      الى متى

      كنا نفخر عندما لم يكن هناك مجال لعمل الجاليات الآخرى في البحرين ولكن الآن يرى زوارنا الخليجيون ومنذ الوهلة الاولى كيف تغيرت التركيبة السكانية وكيف ان هناك اماكن للعمل مقصورة على البحرينين اما الآن فقد اصبحت هذه الاماكن مليئة بالهنود حتى اصبحوا يتواجدون في كل المؤسسات وبأعداد كبيرة حتى الوزارات فأي حلم سيتحقق في ظل هذا الوضع الخطير وهل التجنيس (ابو الكبائر) سيترك مساحة لحلم ممكن ان يتحقق.

اقرأ ايضاً