أحيت الجمعيات والتنظيمات الشبابية البحرينية احتفالا بمناسبة الذكرى 32 للاستقلال الوطني الذي يصادف يوم 15 أغسطس/ آب من العام 1971، وذلك مساء الخميس الماضي على صالة جمعية المهندسين البحرينية بالجفير.

اشتمل برنامج الحفل - الذي يعد الأول من نوعه الذي تقيمه جهات شعبية - على استهلالية الوقوف دقيقة حداد على شهداء ومناضلي الوطن ضد الاستعمار البريطاني في البحرين، وبعدها قدمت جمعية الشبيبة البحرينية أغنية وطنية بعنوان «موطني» قام بأدائها ما يقارب من 50 طفلا.

كما ألقت الجهات الشبابية الست المنظمة للاحتفال كلمات بهذه المناسبة إذ قدم كلمة منتدى العمل الشبابي محمد السواد، وقال فيها: «على رغم أهمية هذا الحدث بالنسبة إلى الشعب البحريني فإن الجهات الرسمية لا تعيره أي اهتمام (...) فعلى سبيل المثال نجد أن المؤسسة العامة للشباب والرياضة أقامت مؤتمرا شبابيا في الوقت نفسه متجاهلة الاحتفال بهذا اليوم التاريخي».

وأضاف السواد: «إن عدم الاحتفال بهذه المناسبة يعد تضييعا لتاريخ شعب بأكمله (...) هذا الاحتفال يعتبر الخطوة الأولى في الطريق، ونتمنى أن يتواصل في السنوات المقبلة بدعم من الجهات الرسمية».

وقدم كلمة ملتقى البحرين الشبابي التابع لجمعية الوفاق حسين زينل أوضح فيها طبيعة الاستعمار والعوامل التي ساعدت في وجوده بالإضافة إلى مراحل الاستعمار في الخليج.

وقال زينل: «يجب أن نكون مستقلين في ثرواتنا وإدارتنا، ويجب أن نتحرر من كل أشكال الاستعمار (...) وفي هذه المناسبة الوطنية العظيمة ندعو القيادة السياسية إلى أن تقتنع بخيار الديمقراطية الذي يحفظ للحكم استقراره وشرعيته، كما يحفظ للأمة كرامتها وحقوقها».

فيما قدم كلمة جمعية الشبيبة البحرينية حسين الحليبي قال فيها: «إن جلاء الاستعمار البريطاني جاء بفضل النضال والكفاح الوطني للشعب البحريني، وكان أروع ما في ذلك هو الوحدة الوطنية التي تجسدت بالتلاحم الشعبي الوطني (...) ان الدروس المستفادة من تلك التجربة الوطنية هي أهمية الوحدة الوطنية ونبذ التفرقة والتعصب الطائفي».

ويواصل: «نتطلع نحن جيل الشبيبة البحرينية إلى مستقبل أفضل لبلادنا يسود فيه القانون وتحترم حقوق الإنسان وتتعزز الحريات العامة بمزيد من الديمقراطية والشفافية، ونتقبل الرأي والرأي الآخر ونحترم التعددية الفكرية والسياسية، إن سلاح شعبنا الأبلغ هو الوحدة الوطنية».

كلمة لجنة الشباب بجمعية ميثاق العمل الوطني قدمها عبدالله أحمد، وركز فيها على دور الشعب البحريني النضالي الذي تكلل بنيل الاستقلال وخروج المستعمر البريطاني.

وقال أحمد: «نتعهد بمواصلة الدرب في هذه المسيرة المباركة خدمة للشعب البحريني الذي استطاع بصموده وشجاعته طرد المستعمر من أرضه». وقد ألقت كلمة جمعية ملتقى الشباب البحريني (قيد التأسيس) أميرة عبدالأمير.

أما كلمة جمعية الشباب الديمقراطي البحريني فقدمها محمد الخاجة وركز فيها على ثلاثة محاور، الأول منها عن سياسة الانتداب البريطاني ضد الشعب البحريني، وكيف كان الشعب يقاومها من خلال الوحدة الوطنية. وفي المحور الثاني تطرق إلى فترة ما بعد التحرر من الاستعمار البريطاني... أما المحور الثالث فقد كان عن الهيمنة الأميركية والسياسة التي تتبعها مع دول المنطقة، وسعيها إلى فرض الديمقراطية بطرق ووسائل متعددة.

وتم عرض فيلم تاريخي يؤرخ لذكرى يوم الاستقلال الوطني من إعداد منتدى العمل الشبابي، فضلا عن فيلم درامي بعنوان «إليك أيها الوطن» يحكي قصة طفل يصطدم بمعوقات الحياة وصعوباتها في إشارة واضحة إلى المستعمر من إعداد جمعية الشبيبة البحرينية.

وقد تم خلال الاحتفال تكريم عدد من الشخصيات، إذ قال أحد منظمي الاحتفال حسين زينل: «ضمن برنامج الحفل تم تكريم شخصيات وطنية ناضلت إبان فترة الاستعمار البريطاني، ومن أبرز الشخصيات التي تم تكريمها الشيخ عبدالأمير الجمري، وقيادة الهيئة التنفيذية العليا وجاسم مراد ومجيد مرهون ومحمد جابر الصباح وعبدالرحمن النعيمي وحسن نظام وسبيكة النجار وغيرهم».

وقبل ختام الاحتفال قدم منتدى العمل الشبابي أغنية وطنية بهذه المناسبة حملت عنوان «الوطن المحلى»، تم بعدها تلاوة البيان الختامي الذي وقعته الجهات الشبابية الست المشاركة في تنظيم الاحتفال، قرأها بالنيابة عنها حسين الإسكافي، ووضح فيها أن الاستقلال جاء ثمرة لنضالات طويلة ومستمرة خاضها شعب البحرين ضد الاستعمار البريطاني الذي استمر على أرض البحرين ما يقارب من 150 عاما.

وقد تضمن البيان عددا من المطالب التي وضعتها الجمعيات المنظمة ذكرها الإسكافي قائلا: «إننا في هذه المناسبة نرفع مطالبنا المتمثلة في الاعتراف الرسمي بيوم الاستقلال والاحتفال به، وتكريم الرموز الوطنية التي برزت في مقاومة الاستعمار... بالإضافة إلى تكريس مفهوم الاستقلال في عقول الناشئة عبر المناهج المدرسية ووسائل الإعلام الرسمية والأهلية»