العدد 353 - الأحد 24 أغسطس 2003م الموافق 25 جمادى الآخرة 1424هـ

رد«قبيلة الدواسر» على التحالف السداسي

قبيلة الدواسر هي إحدى أكبر القبائل والعوائل في البحرين، ولهم دور فعال منذ زمن بدءا من فتح هذه الأرض مع العائلة الحاكمة والتاريخ يشهد لهم بذلك وهو موضوع يدرس به أبناء هذا البلد في كل المراحل الدراسية، قبيلة الدواسر معروفة منذ زمن بأنها بحرينية وأفرادها بحرينيو الأصل.

وبهذا حاول التحالف السداسي الذي أقام ندوة التجنيس العشوائي أو السياسي حسب ما اطلقوا عليها، في البحرين حيث صوروا قبيلة الدواسر على أنها قبيلة نازحة وانها غريبة على المملكة، وانها تحمل جنسية أخرى، وذلك بأسلوب الغش والخديعة على انهم طاقم من تلفزيون البحرين، والتشويه لصورة القبيلة وان يثير الضغينة والبغضاء والتطرف العنصري حيال أفراد هذه القبيلة.

لقد أثير موضوع التجنيس في البحرين بصفة عامة عندما وجه احد النواب سؤالا إلى وزير الداخلية عن التجنيس ثم تبع هذا السؤال تشكيل لجنة تحقيق برلمانية لبحث هذا الموضوع، الأمر الذي دفع بالجمعيات التي تطلق على نفسها المعارضة إلى التحرّك خشية ان يسحب البساط من تحتها نظرا لأن لجنة التحقيق البرلمانية هي المعارضة الاجرائية التي يحق لها المساءلة والتحقيق وفقا لمواد القانون والدستور وهو أمر تخشى هذه الجمعيات ان تخسر معه أكثر نظرا لكونها معارضة شكلية ليس لها أي صفة قانونية وانما هي ولظروف معيّنة صنفت صحافيا بانها سياسية عندما سمح لها بالانشغال بالسياسة وليس الاشتغال بها أثناء الانتخابات البلدية في مايو/ أيار 2002م.

خصوصا وانها خسرت معركتها السياسية عند مقاطعتها الانتخابات النيابية في اكتوبر/ تشرين الأول 2002م سعيا لتحقيق مبادئ قد تخلت عنها تماما الآن بعد ان أعلنت انها ستعد مرشحيها لخوض انتخابات العام 2006م فليس لديها الآن بعد فشلها الذريع في افشال الانتخابات النيابية لعام 2002م الا البحث عن دور يعيدها إلى الساحة السياسية من جديد وهو محاولة زرع بذور الفتنة والطائفية وبث الفرقة بين أفراد المجتمع البحريني سعيا لتحقيق بعض المكاسب السياسية التي ربما تعود عليهم بالنفع مستقبلا.

وان كان ذلك وغيره ليس خفيا على كثير من متتبعي نشاط هذه الجمعيات وتحركاتها، إلا أننا ودَدنا ان نوضحه بشكل مختصر.

نعود الآن إلى الأمر الذي يعنينا في هذا الجانب وهو التركيز في موضوع التجنيس على أفراد قبيلة الدواسر من البحرينيين الذين ولظروف سياسية قاهرة عندما تصدوا للمستعمر الاجنبي أبعدوا في عشرينات القرن الماضي وظلت آمالهم وتطلعاتهم إلى العودة إلى وطنهم حتى تهيأ ذلك أخيرا.

فالجنسية لا تحددها ورقة ولا وثيقة سفر وانما هي ولاء وطني خالص أثبته الدور الكبير لافراد هذه القبيلة منذ فتح البحرين وحتى عهد بناء الدولة الحديثة.

ولعله ليس خافيا على الجميع الدور الذي لعبته هذه القبيلة في ترجيح كفة البحرين في قضيتها الحدودية مع الشقيقة قطر أمام محكمة العدل الدولية.

إن التعريض باسم قبيلة تعد من أكبر القبائل العربية عددا هو أمر لا يجوز ولا ينبغي لمن يسعى إلى تتبع الحقيقة ويدّعي الصراحة والوضوح والصدقية ويتشرف بكل ذلك أن يعمد إلى أسلوب الحيلة والخداع والكذب للوصول إلى مبتغاه وتحقيق غايته. فالشريط الذي تم تسجيله لأفراد قبيلة الدواسر الذي تعتبره (جمعيات خالف تعرف) صيدا سمينا إلى احد هذه الاساليب التي تتبعها هذه الجمعيات، فقد ادعى القائمون على تسجيل هذا الشريط أنهم من تلفزيون البحرين.

كما ان الذي مثل وبكل أسف امام مجلس اللوردات وبعد ذلك أمام مشاهدي تلفزيون الـ ANN (مساء أمس) هو من اسرة اعداد وتسجيل هذا الشريط وقد استغل احدهم صفة مسئول حكومي عندما ادعى أنه مدير الاسكان ووعد البسطاء الذين خدعهم واستدرجهم في تسجيله لهذا الشريط الذي اعتمده وثيقة بأنه سيمنحهم بيوتا وسيذلل كل الصعاب التي قد يواجهونها في كل ما يتعلق بطلباتهم الاسكانية.

على رغم من ورود اسمي في إجابات الذين استجوبهم، إلا انه لم يحاول الاتصال بي لاستيضاح الأمر إذا كان هو فعلا يبحث عن الحقيقة... فأي حقيقة ترتجى من أمثاله؟

إن أي عمل يقوم به المرء تسبقه النية ولقد بات من الواضح نية هؤلاء في كل ما شأنه بث الفرقة والطائفية واثارة البلبلة وتعيش المخدوعين بوهم هذه الجمعيات وما تسعى إليه لو كانت على حق لكان تعاونها مع لجنة التحقيق البرلمانية التي شكلها مجلس النواب الذي يمثل الشعب من دون غيره لبحث هذا الموضوع والتي حاولت كثيرا أن تبدي هذه الجمعيات تعاونها، إلا انها أبت واستكبرت عدة مرات في نفسها أكبر من حجمها.

وما نقل هذا الموضوع خارج نطاق حدوده إلا مثال آخر على تطاول تلك الجمعيات وتجاوزاتها، فقد أتيح لهم المجال في أكثر من مناسبة وفي أكثر من وسيلة اعلامية اضافة إلى ندوتهم التي دعوا إليها وأقاموها في مساحة من الحرية والديمقراطية لا تتهيأ في كثير من دول العالم.

إن الكثير من المغالطات والمزايدات قد صاحبت هذا الموضوع ولدينا من الحجج الدامغة التي تدحض كل حججهم فالتاريخ ليس بضنين على من يريد أن يستوعبه، ولكن هيهات أن تقنع من لا يريد أن يقنع وهذه هي حقيقة هؤلاء العابثين بنعمة انعم الله بها عليهم وهو المشروع الاصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى، ومحاولاتهم المستميتة في معارضة هذا المشروع وكل من يسعى إلى انجاحه

العدد 353 - الأحد 24 أغسطس 2003م الموافق 25 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً