العدد 411 - الثلثاء 21 أكتوبر 2003م الموافق 24 شعبان 1424هـ

الذبحة الصدرية

السلمانية - أمجد ديب عبيد 

21 أكتوبر 2003

تعمل عضلة القلب كمضخة لتوصيل الدم إلى جميع انحاء الجسم وتحصل عضلة القلب على ما تحتاجه من طاقة «أوكسجين» لأداء تلك المهمة عن طريق الدم الذي يصلها عن طريق الشرايين التي تغذيها وعددها ثلاث تسمى بالشرايين الاكليلية أو التاجية، والذبحة الصدرية أحد الأمراض الناتجة عن عدم التوازن بين استهلاك القلب للغذاء ونسبة وصول الغذاء إليه وهي في الغالب تكون نتيجة تصلب وضيق الشرايين التاجية ما يمنع وصول الدم بصورة كافية واحيانا يكون السبب زيادة كبيرة في حاجة القلب إلى الغذاء «الاوكسجين» على رغم كفاءة الشرايين التاجية مثل حالات تضخم القلب نتيجة لارتقاع الضغط او لاعتلال عضلي.

الأعراض

آلام مميزة الطابع في الجانب الايسر من الصدر وخلف عظمة الفص ويكون الألم من النوع الضاغط، وقد يمتد إلى الكتف الايسر واسفل الرقبة والفك الاسفل وإلى اليد اليسرى واحيانا قد يمتد إلى الظهر أو أعلى البطن وهناك صفة شبه دائمة في غالبية الحالات وهي حدوث الألم مع الجهد وزواله بانتهاء الجهد أو الراحة...

وهناك طبعا اسباب كثيرة اخرى لآلام الصدر ولذلك من الضروري استشارة الطبيب فورا لإجراء بعض الفحوصات الاخرى.

أسباب الذبحة الصدرية

يشكل تراكم المواد الدهنية على جدار الشرايين التاجية والذي يبدأ في عمر مبكر قبل مرحلة البلوغ أحد الاسباب الرئيسية للذبحة الصدرية، فمع امتداد الترسب الدهني مع حدوث مضاعفات داخل هذا الترسب منها النزف والتقرح والتكلس ما ينتج عنه في النهاية ضيق شديد في الشرايين أو انسداد كامل ما يؤدي لظهور الاعراض، وهناك عوامل خطيرة تؤدي إلى سرعة حدوث تصلب الشرايين مثل تقدم العمر والجنس «تحدث أكثر في الذكور عن الاناث خصوصا قبل انقطاع الحيض لديهن».

وهناك ايضا ارتفاع نسبة الكولسترول، ارتفاع ضغط الدم والتدخين والتي تشكل دورا رئيسيا في حدوث الذبحة، كما ان هناك عوامل ثانوية أخرى منها انخفاض نسبة الدهون الثقيلة الكثافة في الدم، حدوث تصلب الشرايين التاجية في العائلة وخصوصا في السن الصغير وداء السكري، البدانة أو السمنة المفرطة، قلة الحركة وبعض الانواع من الاجهاد الذهني أو النفسي.

وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم تعني نسبة الدهون الكلية في الدم وهي تختلف باختلاف العادات الغذائية بين الشعوب وتزيد نسبتها لدى الشعوب التي تتناول الكثير من الاغذية الحيوانية وتقل بكثير لدى الشعوب التي تتناول الأغذية النباتية.

وقد اثبتت الدراسات والابحاث ان ارتفاع نسبة الكولسترول يزيد من احتمال الاصابة بتصلب الشرايين وترتفع نسبة الاصابة كلما ارتفعت نسبة الكولسترول في الدم والنسبة المفضلة في الدم هي اقل من (200 المئة) ملجم، اما إذا ارتفعت عن (340 المئة) ملجم فيفضل الالتزام بالحمية الغذائية ولو كان هناك اكثر من عامل خطورة، فيجب استشارة طبيب لوصف الطريقة المثلى للتحكم في النسبة العالية وارتفاع ضغط الدم يعد عامل خطورة مهم لحدوث الذبحة الصدرية لما يسببه من عدم انتظام في تدفق الدم داخل الشريان ما يسبب تغيرات داخل بطانة جدار الشريان ويزيد من تصلب الشرايين التاجية، كما ان ارتفاع ضغط الدم يزيد من عمل البطين الايسر ويؤدي إلى تضخمه وزيادة حاجته إلى الاكسجين.

اثبتت الابحاث العلمية بما لا يدعو للشك ان احتمال الوفاة الناتجة عن انسداد شرايين القلب تزيد بنسبة تصل إلى (70 في المئة) سنويا لدى المدخنين عنها لدى غير المدخنين. كما ان نسبة الموت المفاجئ لدى المدخنين سنويا هي اكثر من الضعف عنها في غير المدخنين. والتدخين يؤدي إلى نسبة التصاق الصفائح الدموية في الدم أو تقلص الشرايين بسبب النيكوتين وهو له تأثير قابض قوي، كما يؤدي التدخين إلى انخفاض نسبة الاوكسجين نتيجة استنشاق أول أكسيد الكربون الموجود في السجائر، كما أثبتت الدراسات العلمية ان خطر التدخين على الشرايين التاجية يقل بالامتناع كلية عن التدخين أو مجالسة المدخنين.

وينقسم علاج الذبحة الصدرية إلى ثلاث طرق:

العلاج الطبي

والهدف الرئيسي منه هو إعادة التوازن بين حاجة القلب للاوكسجين وما يصله في وجود التضيقات من الشرايين التاجية وذلك بإعطاء أدوية تبطئ من سرعة نبض القلب أو تخفض من ضغط الدم أو تخفف من الحمل الحجمي على القلب بتوسيع الاوردة في الجسم وهي كلها عوامل تزيد من حاجة القلب إلى الاكسجين، ايضا استعمال الادوية التي توسع الشرايين التاجية نفسها وتمنع تقلصها وتخفف من الضغط داخل جدران القلب وفي العادة نحتاج إلى اكثر من دواء للتقليل من أو التحكم في اعراض الذبحة الصدرية.

العلاج بالقسطرة

وتتلخص الفكرة في كيفية زيادة الدم الواصل إلى عضلة القلب وذلك عن طريق توسيع الشريان التاجي باستعمال البالون أو إزالة الرواسب الدهنية من جدران الشريان عن طريق جهاز كحت أو بتركيب الدعامات المعدنية لمنع التضييق في الشريان مرة أخرى.

العلاج الجراحي

وذلك باستخدام وريد من الساق او شريان الصدر وتوصيله إلى ما بعد منطقة التضييق في الشريان التاجي لحين وصول الدم إلى عضلة القلب ويفضل اجراء العملية الجراحية عند وجود تضيقات كثيرة في الشرايين التاجية أو تضييق في الشريان التاجي الايسر الرئيسي

العدد 411 - الثلثاء 21 أكتوبر 2003م الموافق 24 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً