تعتبر السينما واحدة من الوسائل الترفيهية للإنسان، فهي تساعده على تنمية ثقافته بطريقة جميلة ومقبولة. ومنذ اكتشاف السينما سعت الكثير من الدول إلى إنشاء دور عرض سينمائية... أخذت في التطور شيئا فشيئا مواكبة التطور التكنولوجيا في العالم.
وتزخر مملكتنا الحبيبة بمجموعة كبيرة من دور السينما المترامية في أحضانها التي انطلقت منذ فترة طويلة ومازالت تستقطب الكثير من رواد وعشاق هذه الشاشات العملاقة... ولكن في الفترة الأخيرة برزت الكثير من السلبيات في دور العرض ما أثار استياء الجمهور لذلك حرصنا على أن ننقل لكم قراءنا الأعزاء وجهات نظر مختلفة ومتباينة حول بعض سلبيات السينما... فما رأي الجمهور في مستوى الأفلام والأسعار... ومقترحاتهم لتطوير صناعة السينما في البحرين.
بداية التقينا بـ «يوسف عبدالله العلي» خليجي قدم وأسرته للاستمتاع بمشاهدة بعض الأفلام واستهل حديثه حول السينما بقوله «أحرص بشكل شبه شهري أن أزور البحرين مع عائلتي لمشاهدة بعض الأفلام العربية أو الاجنبية في السينما ولكن ما يزعجني هو غلاء الاسعار من جهة وسوء تعامل بعض العاملين من جهة أخرى. فقد تعرضت في إحدى المرات لموقف صعب إذ انني قمت بشراء «7» تذاكر لأفراد عائلتي قبل أن يحين موعد عرض الفيلم... وخلال فترة ما قبل العرض ذهبنا للتسوق ولظروف معينة لم نستطيع الحضور في الوقت المحدد للفيلم وعندما طلبت من أحد المسئولين أن يقوم بتغيير هذه التذاكر فوجئت بسوء المعاملة من قبله... وعدم التقدير وكأني لم أدفع حق هذه التذاكر لدرجة أنه انزعج ورفض استبدالها لي بحجة أن القانون لا يسمح بهذا. ما جعلني اضطر إلى شراء تذاكر جديدة.
أين وزارة التجارة عنهم
أما هدير ناجح عبداللّه (طالبة جامعية) فقالت: «حقيقة أسعار تذاكر السينما مكلفة جدا! ومقارنة بالماضي وتحديدا عندما افتتحت سينما أحد المجمعات التجارية الضخمة كان أرخص من الآن ففي السابق سعر التذكرة كان دينارين فقط!
وأضافت هدير: كذلك أسعار الوجبات الخفيفة التي تباع في السينما كالـ «pop corn» والمشروبات أسعارها غالية جدا... ولا توجد مراقبة من وزارة التجارة تلزم هؤلاء بأسعار معقولة يستطيع أن يدفعها الجميع. وعن العروض التي تقدمها بعض دور السينما كالبلكونة قالت: «سعر البلكونة «5» دنانير ولا يتم فيه تقديم أي مشروب مجاني للزبون... ولا ادري كيف تم وضع هذه التسعيرة وعلى أي أساس؟!
وأتمنى أن يضع المسئولون حدا لطمع وجشع القائمين على دور السينما».
أفلام هابطة
والتقينا بـ «أم خالد» ربة منزل التي وصفت الأفلام التي تعرض على شاشات السينما بالهابطة وقالت: لا يشدني أي فيلم من الأفلام التي تعرض على شاشات السينما فهي هدفها الربح التجاري ولا يتم فيها تقديم مادة فنية مفيدة - لذلك لا أحرص على الذهاب إليها حتى لو ألحّ علي الأولاد... وأحاول أن اعوضهم بشيء يستحق».
أما سالم سلمان فقال: «برأيي أسعار التذاكر معقولة، والمشكلة تكمن في استمرارية عرض بعض الافلام القديمة التي نراها في محلات الفيديو والـ «DVD» فمن المفترض أن يتوقف عرض الفيلم بمجرد نزوله للأسواق أو على الأقل ينخفض سعر التذكرة كي لا يكون هناك اجحاف بحق المستهلك.
الدعاية تخدعنا
وتحدثت مريم الذوادي عن الدعايات التي تقدم في السينما ووصفتها بالخدعة اذ قالت: تعودت ان اذهب مع زوجي الى السينما، اذ نمضي وقتا ممتعا مع الافلام التي نشاهدها وبعد ذلك نقوم بمناقشة محتوى الفيلم فيما بيننا... ونلاحظ اننا نخرج عادة بنتيجة واحدة وهي ان الافلام الاجنبية لا هدف منها ولا تحمل موضوعا والدعاية التي تسبق وصول الفيلم هي دعاية خادعة تظهر الفيلم باحسن صورة وعند مشاهدة الفيلم تصطدم بأنه تافه ولا يستحق هذه الدعاية».
وعن الافلام المصرية الكوميدية قالت مريم: «أصبحت الافلام المصرية تكتسح دور السينما وتبقى فيها لفترة طويلة وعلى رغم انها لا تهدف الا للضحك فقط! فإنني احرص الى الذهاب اليها وذلك لتشجيع السينما المصرية والعربية».
وأبدت مريم تذمرها من أسعار التذاكر بقولها: «قيمة التذكرة «2,500» وقد تصل الى خمسة دنانير لأن ثمن النفيش نصف دينار للحجم الصغير ودينار للحجم الكبير وكل ما هو موجود في كفتيريا السينما يتعدى النصف دينار، وبما ان تعليمات السينما ترفض دخول الاكل أو المشروبات من الخارج لذلك تجدنا نضطر إلى الشراء من هذه الكفتيريا ذات الاسعار المرتفعة».
أما عباس القيدوم فقد قدم في بداية حديثه عن السينما اقتراحا يخص العوائل وقال: «اقترح ان تكون هناك بطاقة خصم خصوصا للعوائل التي يزيد عدد افرادها عن الخمسة لأن هذه الفكرة ستخفف العبء المادي على رب الاسرة، وتساهم في اقبال العوائل الكبيرة على السينما».
وأضاف يقول: «أسعار التذاكر والمرطبات مرتفعة جدا وخصوصا للعوائل ذوي الدخل المحدود».
وعن رأيه في الافلام قال: «معظم الافلام المعروضة دون المستوى المطلوب فهي لا تحمل مضمونا أو قصة هادفة وغالبيتها مكررة من حيث الافكار». وتطرق عباس إلى تأخر وصول الافلام بقوله: «تجد ان بعض الافلام الجديدة تنزل في دور عرض السينما الخليجية قبل ان تصل إلينا... وأحيانا لا تصلنا الافلام الجيدة التي تصل هناك».
وفي ختام حديثه قال: «يجب ان تكون هناك رقابة على بعض الافلام التي لا تتناسب مع فئات عمرية معينة لأن هذا لا يصب في صالح الاسرة أو المجتمع»
العدد 415 - السبت 25 أكتوبر 2003م الموافق 28 شعبان 1424هـ