العدد 2661 - السبت 19 ديسمبر 2009م الموافق 02 محرم 1431هـ

الأمطار عرّت حقيقة الفقر

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

شهدت البحرين خلال الأسبوعين الماضيين تساقط كميات متوسطة من الامطار لا تقارن بما يحدث في العالم، ولا يصل لجزء بسيط جدا مما شهدته جدة من سيول جارفة أودت بحياة 116 شخصا ودمرت منازل وطرقات وسيارات.

أمطار البحرين التي تساقطت ولم يتعدَ معدلها 46 ملم كشفت وعرّت حقيقة واحدة، وهي الفقر في البحرين وضعف البنية التحتية غير القادرة على تحمل أمطار خفيفة لا يمكن ان تقارن بما يحدث في العالم، فبمجرد سقوط أمطار بسيطة تضرر نحو 4116 منزلا في مختلف المناطق.

في بلدان فقيرة في شرق آسيا كتايلند وكذلك في مصر مثلا، الامطار تتساقط بكميات غزيرة ولمدد طويلة جدا، إلا أنه مع انتهاء هطول الأمطار لن تجد مياه في الطرقات، ولا مستنقعات أو مسطحات مائية، ولن تجد منازل تساقطت أو أسرا تشردت؛ لوجود بنية تحتية عالية الجودة رغم قدمها.

في مملكتنا النفطية الغنية بخيراتها وثرواتها التي جاءت عبر طفرات نوعية نقلت البلد من الفقر إلى الغنى لم نستطع مواجهة زخات مطر متفرقة هنا وهناك.

فلا بنية تحتية يمكن أن تعكس حقيقة المملكة النفطية، ولا فرق تدخل سريعة قادرة على مساعدة المواطنين وحمايتهم من آثار تساقط الأمطار، فشبكة الطرقات تصبح من القرون الوسطى ومضخات شفط المياه تعد على أصابع اليد الواحدة، ومجالس بلدية بلا موازنات قادرة على وضع الحلول لمثل هذه الظروف العاجلة.

حكومتنا توجه دائما لسرعة وضع الحلول ولكن حلول ترقيعية لا جذرية كعادتها كل عام مع موسم تساقط الأمطار. حلول لا ترتقي لأن تكون حلولا استراتيجية لمواجهة أزمة تتكرر كل عام وفي مناطق مختلفة.

يقال في البحرين لدينا اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث، ولكن أين هذه اللجنة وماذا تفعل، وهل مازالت في سباتها أم أنها اكتفت فقط بالاجتماعات الروتينية التي تعقد بين الحين والآخر، أم تنتظر كارثة حقيقية لكي تجتمع بعد ذلك وتتخذ الخطوات الوقائية بدلا من العمل على إيجاد الخطوات الاحترازية لمنع أي مكروه.

الحكومة في اختبار صعب، ومتكرر ولابد أن تتجاوزه بخطوات عملية حقيقية تمنع وقوع أي كوارث قد تحدث جراء سقوط كميات بسيطة من الأمطار على منازل الفقراء في المملكة النفطية.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2661 - السبت 19 ديسمبر 2009م الموافق 02 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 8:10 ص

      رباب

      أتعلمين أي فقر يعري المطر!
      مع التحية للسياب

    • زائر 7 | 4:20 ص

      الى الزائر رقم 3

      العنوان صحيح . عرت يعني يجرد الشيْ من غطائه اي يفضحه .والمقصود في العنوان ( الامطار فضحة حقيقة الفقر ) الرجاء من الزائر ان يتحرى الدقة قبل الكتابة او التعليق . ؟ مع تحياتي..ابو جاسم

    • زائر 6 | 3:15 ص

      عرّت

      يعني كشفت الأخ هاني اني ما عمري سمعت باللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث وحنه عمرنا سمعنا بأن البحرين فيها كوارث أصلا مو من كوارثنا ومصيبتنا أكلين أموالنا بغير حق بحجة صيطرتهم على هذه الاموال والنفط اللي بخلص اليوم أو باجر وهم بيهربون بيزاتنا

    • زائر 5 | 3:12 ص

      يا ما حقائق سوف تظهر

      بنية ضعيفة لا تستوعب نصف هذا العدد من السكان ولكن بزيادة السكان هذه الزيادة الجنونية سوف تشهد البحرين بلاوي اكثر مما شهدناه

    • زائر 4 | 3:11 ص

      المستقنعات المائيه

      عزيزي هاني مصر وتايلند بلدان زراعية وارضها تربتها طينيه فمن الطبيعي ان تشرب الارض المياه بسرعة عكس تراب ارضنا الحبيبه من الطبيعي ان تبقى هنا وهناك مستنقعات

    • زائر 3 | 1:59 ص

      عرت يعني نفت

      شكرا أخي هاني على المقال، و لكن أعتقد أن هناك خطأ لغوي فادح في العنوان "بالرغم من أنني لست من المهتمين بأمور اللغة العربية" ألا و هو كلمة "عرت" أي بمعنى "نفت" و كان الحري أن يكتب العنوان كالتالي "الأمطار عززت حقيقة الفقر" إلا إذ المقال كان سيكتب بطريقة النفي التي تؤكد، مثلا أن تكتب "لا يوجد فقر ولا عاطلين و لامشاكل" و القصد "التأكيد" و هذا مالم يحوه المقال....و شكرا مرة أخرى

    • زائر 2 | 11:29 م

      every things need solve

      we have alot of promlem not solve not just these simple thing that u wrote about it if our goverment will solve any problems they should start from the beging

    • زائر 1 | 10:16 م

      لا حياة لمن تنادي

      لقد ناديت لو أسمعت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي..... الله يكون في عون الجميع

اقرأ ايضاً