قال فريق من الباحثين الألمان إن طيور «أبو الحناء» ذات الصدر الأحمر والمنتشرة فوق أسطح المنازل تمتلك نوعا من الرؤية بـ» الأشعة السينية»، ما يمكنها من التنقل في الظروف
الجوية السيئة أو حتى في الظلام الدامس.
ولعقود من الزمن، أدرك العلماء أن طيور «أبو الحناء» والكثير من الطيور المهاجرة لديها بطريقة ما إحساس بالمجالات المغناطيسية للأرض، التي تستخدمها كبوصلة لإيجاد طريقها إلى أعشاشها. ويعد الحمام الزاجل أشهر الأمثلة على ذلك.
بيد أنه لم يتسنَ لأي أحد معرفة على وجه الدقة كيفية تسجيل الطيور لهذه المجالات المغناطيسية.
والآن، للمرة الأولى، يقول العلماء إنهم اكتشفوا أن طائر «أبو الحناء» الصغير يمكنه «رؤية» المجالات المغناطيسية للأرض أثناء الليل - مثل شخصية «سوبرمان» السينمائية الخيالية التي يمكنها الرؤية باستخدام الأشعة السينية.
وكان يعتقد أنه يوجد عضو خاص في مناقير الطيور هو مركز رصد المجال المغناطيسي. لكن العلماء يقولون إنه فى الحقيقة هناك جزء مخصص في المخ يسمى «القطاع إن»، جزء في المخ معني بمعالجة الضوء - بمعنى آخر هو «منطقة الإبصار في المخ».
وإلى يومنا هذا، يعتقد الكثير من الخبراء أن أجهزة الاستشعار المغناطيسي الصغيرة جدا في المنقار والمتصلة بالجهاز العصبي للطائر تكتشف خطوط القوة المغناطيسية. بيد أن دراسة جديدة خلصت إلى أن الطيور «ترى» الحقول المغناطيسية من خلال استخدام آلية معقدة حساسة للضوء.
ودرس العلماء الألمان 36 طائرا من طيور «أبو الحناء» الأوروبية ووجدوا أن الطيور المصابة بضرر في «القطاع إن» ليست لديها القدرة على توجيه أنفسها باستخدام المجال المغناطيسي للأرض.
ولكن لم يكن لوجود ضرر في قناة عصبية أخرى ضرورية في نظام الإحساس بالمنقار أي تأثير.
وكتب الباحثون، بقيادة هنريك موريتسن من جامعة أولدنبورج، في دورية «نيتشر» العلمية: «نتائج الدراسة الحالية خلصت تحديدا إلى أن القطاع إن في طيور أبي الحناء الأوروبية هو جزء أساسي في دائرة كهربية تعالج معلومات بوصلة مغناطيسية تعتمد على الضوء بالنسبة إلى التوجيه أثناء الليل»
العدد 2662 - السبت 19 ديسمبر 2009م الموافق 02 محرم 1431هـ