العدد 2335 - الإثنين 26 يناير 2009م الموافق 29 محرم 1430هـ

زينب

قمرٌ وجهك... بعد المغربِ

يتثنّى في لُمى الأفق الصبي

رقص البيت به مبتهجــا

و انتشى النجم لملقى الشهبِ

بابتساماتك صغت قصصا

عن مراح الشمس حول السحبِ

والتفاتاتك تحيي صورا

يبُس اللون بها... من حقب

ومناغاتك قيثارتنا

تتغنّى بانثيال الطربِ

وبكاءاتك في جوف الدجى

نهنهات السارب المرتقبِ

الثرى يلهمه قطرُ الندى

وأنا... في نظرةٍ من (زينب)!

فعيونٌ في رؤاها ارتسمت

نظرات الحبّ من عين أبي!

وكفوفٌ كلما امسكتها

خلتها من مشمشٍ أو رطب!

وفمٌ إن (برطمت) من سخطٍ

لاح في فيها جمال العنب

ريشة... فوق ذراعي سكنت

ورنت نحوي بوجهٍ عربي!

تارة تمسك أنفي مرحا

تارة تجذبني من (هدبي)!

فهي إن لم تلق ما تلهو به

صار في خاطرها تلعب بي!

قَهْقَهتْ (زينبُ) لما انفعلت

أمها... تقفز مثل الأرنبِ

كلما أضحكها(تهريجُنا)

زادنا الحبُّ...خبال اللعبِ!

فهي – إما نطقت – عصفورةٌ

وهي إن هشّت لنا... وجهُ نبي!

وهي رغم العام من ميلادها

تتهــــــادى... رقة في أدب!

مَلكتْ من أمّها يقظتها

وقواها... و(الجهاز العصبي)!

(فهي) إن تصحو – تجد خادمة

ومـــــلاكا حارسا – إن تـغِبِ

كلُّ شيءٍ عندها يعجبها

ساعةَ الفرحِ وحينَ الغَضبِ

لم أجدها تشتكي من سهر

أو بكاءٍ دائمٍ أو تعبِ

تستطيب الصبر في ملبسها

رأفة... في مأكلٍ أو مشربِ

(حلوة الحلوات) كم تنعتها

وتناغيها بصوتٍ طيّبِ ...

هي أغلى ما لديها ولكم

قد ألحّت في المنى والطلبِ

قدّمت من عقلها حكمتها

ولها روح الحنا والحدب...

هذه (زينبُ) موسيقى الدنى

والندى الوارف... بعد النصب!

جابر علي

العدد 2335 - الإثنين 26 يناير 2009م الموافق 29 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً