العدد 2335 - الإثنين 26 يناير 2009م الموافق 29 محرم 1430هـ

نحو إدارة أفضل

يحتاج كل عمل لإنجازه مديرا يديره، سواء على المستوى الفردي، أو على المستوى المؤسساتي، ودور المدير هو وضع الخطط والبرامج والآليات التي من شأنها أن تضمن الاستفادة من كل الطاقات التي تحت إدارته لإنتاج العمل المطلوب منهم. فهو يضع الأمور في محلها المناسب، ويعطي أفكارا ترفع مستوى كفاءة العمل، فهو يقوم بتطويره من حسن إلى أحسن.

وللمدير صفات يتصف بها بين الموظفين من ناحية المعاملة، والانضباط في الدوام، والأمانة، والتفاني في العمل ويكون بذلك قدوة للعاملين في هذه الصفات، إضافة إلى كونه لديه خبرة عالية في مجال عمله تمكنه من تسيير العمل على أفضل وجه.

ومن صفات المدير التي لابد أن يتحلى بها، الأخلاق العالية التي تجعل الموظفين الذين يعملون معه يشعرون باحترامه لهم، وينعكس ذلك الاحترام على أدائهم الوظيفي. كما أن سوء أخلاق المدير تجعل الموظف لا يخلص في عمله وإن تظاهر بالإخلاص إلا أنه ليس حبا في العمل الذي يقوم به وإنما هو خوف من سوء الأخلاق وسوء المعاملة.

وكثير من المديرين يعتقدون أن الصراخ على الموظف عندما يكون مقصرا في عمله هي الطريقة الناجحة وهي الأسلوب الأنسب والأمثل للإدارة الناجحة.

ولكن النتيجة على العكس من ذلك. إن هذا الأسلوب ينفر الموظف من العمل و (أن الموظف عندما يترك وظيفتيه فإن هدفه ترك المدير وليس الشركة وأكدت الدراسات أن الموظفين يبقون في وظائفهم لأسباب كثيرة غير المال فالشعور بأن عملهم يحظى بالتقدير وأن لديهم أصدقاء في مكان العمل ومدير جيد يديرهم فعلا).

كما أن الشعور بالنقص في شخصية المدير هو سبب رئيسي في استخدام أسلوب الصراخ على الموظف وخاصة من يعملون في إدارة مكاتب كبار الشخصيات.

ولابد أن يكون المدير الناجح هو مدرب يجيد الوسائل والطرق المناسبة لمساعدة مرؤوسيه على المساهمة ويطور قدراتهم بشكل جيد. ومن صفات المدير الناجح قيامه ببث روح الاطمئنان عند الموظف لكي يعمل بكل إخلاص وتفاني، وتجد على العكس من ذلك فإن بعث روح القلق عند الموظف يجعل أداءه دون المستوى المطلوب في العمل الوظيفي وهناك الكثير من الأساليب التي لابد أن يتحلى بها المدير الناجح ومنها التحفيز وإبراز التقدير المناسب الذي يجعل منه موظفا طموحا يعمل بكل جد لكي يرقى من خلال العمل الذي يقوم به.

هكذا يكون المدير الناجح هدفه من وجوده في أية ادارة هو التطوير والإبداع والرقي إلى ما هو أفضل، فالصراخ لا ينفع في التطوير إنما يساهم في تنفير الكفاءات من العمل الوظيفي.

عيسى محمد العيد

العدد 2335 - الإثنين 26 يناير 2009م الموافق 29 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً