العدد 429 - السبت 08 نوفمبر 2003م الموافق 13 رمضان 1424هـ

عندما تهتز الديمقراطية

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

قال الكثيرون عن تقدم الولايات المتحدة في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية وخصوصا بعد أن وجدت أن السوفيات يتوجهون إلى الفضاء وهي متخلفة عنهم ما جعلها تفتح الباب أمام كل العقول المبدعة لدخول البلاد وخلق جو علمي يساعد المبدعين والعلماء على تحقيق نهضة تكنولوجية، فاختزلت الزمن وتمكنت من أن تسبق أعرق الدول الأوروبية والسوفيات لأنها لم تكن تعيش هاجسا أمنيا فالأبواب كلها مفتوحة أمام كل من له طموح وطاقات في العطاء العلمي.

أما اليوم فما أن اهتزت الديمقراطية وأصبحت الإدارة الأميركية تعيش هاجس الأمن والخوف حتى أغلقت الأبواب أمام القادمين لها بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001 ليس أمام العرب فقط بل أمام حتى الأوروبيين، ولهذا توقع أن يتسبب ذلك في تخلف الولايات المتحدة عن الركب العلمي والتكنولوجي. جاء ذلك على لسان الدكتور أحمد زويل المصري الأصل الأميركي الجنسية الذي فاز بجائزة نوبل في علم الكيمياء العام 1999 في مقابلة له مع إحدى الفضائيات الخليجية.

وأعرب الفائز بجائزة نوبل عن إعجابه بماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة للتقدم الذي تسجله هذه الدول في مجال التكنولوجيا، وأصر على أن من بين آليات التقدم الذي يجب أن تتبعه الدول العربية لو أرادت اللحاق بالدول المتقدمة الديمقراطية تغيير المنهج التعليمي من المرحلة الابتدائية دون أن يجعل واضعو المنهج الهاجس الديني معيقا للتغيير.

ومن بين ما قاله الفائز بجائزة نوبل إن من بين ما يجعل العقول الأكاديمية تبدع هو إفساح المجال أمامها للمشاركة كيف تشاء ومتى تشاء في أي مؤتمر علمي دون استشارة مسئوليها فهذا حق شرعي لها.

أذكر هنا أن أحد أعمدة جامعة البحرين الذين تولوا إدارتها أراد أن يثبت أنه حريص على توفير أموال الدولة فضايق على سفر الأكاديميين للمؤتمرات العالمية، وامتنع عن إقامة مؤتمرات علمية حتى تحولت الجامعة إلى ما تشبه المدرسة الثانوية ففرح لأنه وفر للدولة مليون دينار في نهاية العام دون أن ينظر إلى ما تسبب ذلك في تخلف جامعته. سؤال يتبادر إلى الذهن: هل تعيش البلاد العربية ومن بينها البحرين الأجواء التي ذكرها زويل لنتمكن من الدخول إلى عالم التكنولوجيا أم سنظل مستهلكين إلى الأبد؟

العدد 429 - السبت 08 نوفمبر 2003م الموافق 13 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً