العدد 434 - الخميس 13 نوفمبر 2003م الموافق 18 رمضان 1424هـ

أميركا تعد خطة من مرحلتين لنقل السلطة إلى العراقيين

فرنسا تقترح تشكيل «جمعية استشارية» فورا

محمد دلبح، سمير عواد، وكالات

أرغمت المقاومة المتصاعدة ضد الاحتلال البيت الأبيض على التراجع عن خططه السابقة بشأن العراق، فقد كشف مسئولون أميركيون أن المناقشات التي أجراها الرئيس جورج بوش وكبار مساعديه مع الحاكم المدني في العراق بول بريمر أسفرت عن تبني خطة على مرحلتين، تدعو إلى تنفيذ أسرع لجدول زمني يتضمن إقامة حكومة من خارج مجلس الحكم، وإجراء انتخابات في النصف الأول من العام المقبل وتسليم السلطة إلى حكومة مؤقتة قبل كتابة الدستور الجديد.

ويرى مراقبون أن البيت الأبيض طبقا للخطة الجديدة يكون قد تبنى الاقتراح الفرنسي الذي كان رفضه في السابق ويدعو إلى تشكيل قيادة عراقية مؤقتة بمجلس يمثل جميع المحافظات والمناطق العراقية والوجهاء والأعيان على غرار ما تم في أفغانستان. وعلى صلة بالموضوع أعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان أن بلاده تقترح تشكيل «جمعية استشارية» فورا في العراق لانتخاب حكومة مؤقتة في إطار «عملية عاجلة». وقال «فلتعمد جمعية استشارية على اختيار أو انتخاب حكومة مؤقتة وان تقرر هذه الحكومة أن تكون برئاسة ترويكا أو شخصين». في غضون ذلك قال متحدث عسكري إن قوات أميركية برية مدعومة بقوات جوية، شنت مساء أمس عمليات في بغداد في إطار العملية «المطرقة الحديد». وقال «هناك انفجارات في منطقة بغداد الكبرى». وأضاف «ان الأمر يتعلق بعمليات ضد إرهابيين». من ناحيته أعرب سفير «إسرائيل» السابق في ألمانيا آفي بريمور عن اعتقاده أن الإدارة الأميركية خططت لاحتلال العراق باكرا واستخدمت هجوم 11 من سبتمبر/ أيلول غطاء لشن حربها عليه. وذكر أن بوش حين تسلم السلطة أوفد وزير الخارجية كولن باول في مهمة إلى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير لإطلاعه على تصميم الولايات المتحدة على الإطاحة بنظام بغداد.


إطلاق نار على مروحية أميركية ومقتل خمسة مدنيين برصاص الاحتلال

بوش يطلب من بريمر «وضع استراتيجية» تنقل السلطة للعراقيين

عواصم - وكالات

طلب الرئيس الأميركي جورج بوش أمس من الحاكم المدني في العراق بول بريمر «وضع استراتيجية» لنقل «المزيد من المسئوليات» للعراقيين على أن تتم قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. واتهم وزير الدفاع الإيطالي انطونيو مارتينو أمس تنظيم «القاعدة» بالوقوف وراء الاعتداء الدامي الذي استهدف الأربعاء الجنود الإيطاليين في الناصرية في وقت جرح فيه ثلاثة جنود أميركيين في شمال البلاد وغربها.

وأعلن بوش انه طلب «وضع استراتيجية» لتسريع نقل السلطة إلى العراقيين. وقال للصحافيين غداة محادثاته مع بريمر في البيت الأبيض «نريد أن يشارك العراقيون بصورة اكبر في إدارة بلادهم». وأوضح «ان السفير بريمر عاد (إلى العراق) مع تعليماتي لبحث استراتيجية مع مجلس الحكم وسيطلعنا على ذلك بعد مشاوراته مع الذين نرغب في رؤيتهم يتحملون مزيدا من المسئوليات» في العراق.

ورفض الرئيس بوش الدخول في التفاصيل. وقال «ما يهمني هو العمل مع السفير بريمر ومجلس الحكم حول خطة تهدف إلى تشجيع العراقيين على تحمل المزيد من المسئوليات».

واعتبر عدد كبير من الصحف الأميركية أمس ان القرارات التي اتخذها البيت الأبيض تشير إلى احتمال حصول تحول كبير في استراتيجية واشنطن، متحدثة عن إمكان انسحاب جزئي للقوات قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2004.

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ليل الأربعاء الخميس إلى نقل السلطة بسرعة إلى العراقيين، وذلك بعد هجوم الناصرية. وقال رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس إنه لا مجال للحديث عن انسحاب مبكر للتحالف من العراق.

على صعيد متصل أكد عضوان في مجلس الحكم أمس ان المجلس قرر تشكيل لجنة تضم 12 عضوا لوضع جدول زمني للاستجابة للالتزامات الواردة في قرار مجلس الأمن 1511. وفوض المجلس وزارة الداخلية القيام بحملة لطرد جميع من اسماهم بالأجانب الذين دخلوا البلاد أخيرا بطرق غير مشروعة0

في غضون ذلك اتهم وزير الدفاع الإيطالي «القاعدة» بالتورط في هجوم الناصرية إذ قال إنها «اليد نفسها» التي تقف وراء اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001. وجاء كلام الوزير خلال تفقده - وسط مواكبة مكثفة - موقع القاعدة الإيطالية في الناصرية إذ قتل 18 مدنيا وعسكريا ايطاليا بالإضافة إلى تسعة عراقيين أمس الأول في هجوم انتحاري.

ومن جهة أخرى، جرح ثلاثة جنود أميركيون في عمليتين وقعتا أمس في كركوك (شمال) والفلوجة (غرب) حسبما أعلنت الشرطة وشهود عيان عراقيين. كما تعرضت مروحية قتالية أميركية من طراز أباتشي أمس لطلقات نارية بأسلحة خفيفة شمال بغداد وقامت القوات الأميركية في إعقاب الحادث باعتقال 11 شخصا، كما أفاد ناطق عسكري.

وأعلن اللفتنانت بيل ماكدونالد من الفرقة الرابعة مشاة ومقرها في تكريت «تعرضت مروحية لإطلاق نار بأسلحة خفيفة» قرب بيجي. ولم يعط أية توضيحات وخصوصا عما إذا كانت المروحية قد أصيبت أم لا. وقال إن أفراد طاقم المروحية شاهدوا مطلق النار يركب سيارته ويتجه إلى منزل فقام جنود من الفرقة لاحقا بتفتيشه موضحا انه «تم اعتقال 11 شخصا، بينهم شخص يمكن وصفه بأنه مسئول مهم في النظام المخلوع وله خبرة عسكرية». كما قال ضابط أميركي أمس إن القوات الأميركية اعتقلت عراقيين تشتبه في أنهما شاركا في إسقاط طائرة مروحية بالقرب من تكريت الأسبوع الماضي.

وأخيرا، أعلن الجيش الأميركي انه فقد جنديا، توفي مساء الأربعاء بعد ساعات من إصابته بجروح في وسط بغداد بانفجار عبوة لدى مرور دوريته. وقال مسئولو مستشفى وأقارب إن جنودا أميركيين فتحوا النار على شاحنة عائدة من مزرعة دجاج قرب الفلوجة فقتلوا خمسة عراقيين وجرحوا ثلاثة آخرين. وقال متحدث عسكري إن القوات أطلقت النار فقتلت خمسة من «المتشددين الأعداء» بعد تعرضها لهجوم على مشارف الفلوجة مساء الثلثاء. ولم يوضح هل هم الخمسة أنفسهم العائدون من المزرعة.

وأعلن المتحدث العسكري الأميركي اللفتنانت كولونيل جورج كريفو أمس اكتشاف ثلاث سيارات إسعاف مفخخة في بغداد خلال الأيام الأخيرة. وقال إن «الإرهابيين اعتمدوا أخيرا تكتيكا جديدا طموحا. خلال الأيام الأخيرة، أفشلت قوات الأمن العراقية وقوات التحالف عددا من الهجمات بواسطة سيارات إسعاف مفخخة».

وأضاف ان «سيارتي إسعاف أوقفتا على حاجز في بغداد. وفي وقت كان يتم فيه تفتيش الأولى اقلع سائق السيارة الثانية وابتعد بها» وفي حادث آخر، اكتشفت الشرطة سيارة إسعاف تحمل أكثر من «ألف كلغ من مادة تي ان تي»، بحسب المتحدث نفسه.

وأعلن مسئول عراقي ان مئات من رجال الشرطة تساندهم الشرطة العسكرية في قوات التحالف شنوا أمس هجوما على مخابىء للصوص في وسط بغداد في اكبر عملية من نوعها منذ انتهاء العمليات العسكرية الأساسية للتحالف في العراق. وفي خطوة مفاجئة قرر التحالف أمس إغلاق جسر 14 يوليو وهو أحد الجسور الرئيسية في مدينة بغداد فوق نهر دجلة وذلك بعد ثلاثة أسابيع على إعادة فتحه أمام حركة المرور.

من جهته حث وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد قوات التحالف على توخي الحذر واليقظة، مشيرا إلى ان العراق بلد خطير ويتسم بالعنف منذ زمن طويل. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس ان عددا من الجنرالات الاميركيين يعتقدون ان الهجمات الحالية تشكل جزءا من استراتيجية وضعها صدام وجنرالاته قبل الغزو. وحذرت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) من أن المقاومة يمكن أن تتعزز في الأشهر المقبلة مع ارتفاع عدد الذين يشعرون بخيبة آمل من الاحتلال ويقررون التحرك ضده.

في تطور متصل أعلنت الحكومة اليابانية أمس انها ستتريث في إرسال قوات عسكرية إلى العراق، معللة الأمر بمخاوف أمنية، وذلك بعد استهداف قاعدة ايطالية في الناصرية. كما قال متحدث رئاسي إن كوريا الجنوبية تضع خططا لنشر قوات لا تزيد على ثلاثة آلاف جندي للمساعدة في حفظ السلام وجهود الإعمار في العراق وهو عدد أقل بكثير من عشرة آلاف جندي طلبتهم واشنطن.


تحويل مليار دولار إلى صندوق التنمية العراقي

نيويورك - وكالات

أكد مصدر رسمي في الأمم المتحدة أمس، انه تم في نهاية اكتوبر/ تشرين الأول، تحويل مليار دولار مصدرها برنامج «النفط في مقابل الغذاء» الذي تديره الأمم المتحدة، إلى صندوق التنمية العراقي من دون إذن رسمي من مجلس الأمن.وكان اكتشاف هذا التحويل من حساب مجمد لبرنامج «النفط مقابل الغذاء» لمصلحة صندوق التنمية العراقي الخاضع لرقابة التحالف الأميركي البريطاني، أثار «الاستغراب»، بحسب ما قاله السفير الألماني غونتر بلوغر الذي يرأس لجنة العقوبات على العراق. وأكد فريد ايكهارد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الخميس إن هذا التحويل جرى «بصورة طوعية» في 31 أكتوبر الماضي من قبل الأجهزة المالية في المنظمة الدولية

العدد 434 - الخميس 13 نوفمبر 2003م الموافق 18 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً