العدد 434 - الخميس 13 نوفمبر 2003م الموافق 18 رمضان 1424هـ

تونس والجزائز والمغرب... لقاء قمة بحضور شيراك

لعبت تونس في الأيام الأخيرة، بعيدا عن الأضواء، دورا في تنقية الأجواء بين المغرب والجزائر، وخصوصا بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس «جبهة تحرير الجزائر المغربية» محمد علاء ورئيس «الحزب الليبرالي للإصلاح» غير المرخص ومن قبل السلطات المغربية. وكانت نتيجة هذه التصريحات أن استُدعي الأخير للمثول أمام محكمة البداية في الرباط. وعلمت «الوسط» من مصادر تونسية مسئولة أن الجانبين، المغربي والجزائري، أبديا حرصهما المشترك على تجنب أي توتر من شأنه أن ينعكس سلبا على قمة 5+5 لرؤساء دول أوروبية ومغاربية متوسطية، والتي ستعقد في 6 و7 ديسمبر/ كانون الأول المقبل في العاصمة التونسية. في السياق نفسه، ذكرت هذه المصادر أنه خلال الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي جاك شيراك، عشية القمة في 4 و5 ديسمبر، سيتم البحث في كيفية تنظيم لقاء بين الملك محمد السادس والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بحضور شيراك والرئيس التونسي، بهدف تدوير الخلاف لا أكثر، وسيفتح الحوار بشأن إمكان فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ سنوات.

ورأت مراجع رفيعة المستوى في الرباط أن اللقاء على مستوى القمة بين البلدين لم يكن مشكلة في وقت من الأوقات، مشيرة بذلك إلى الاجتماع الأخير الذي عقد في نيويورك بين العاهل المغربي والرئيس الجزائري. فالمسالة تكمن، بحسب رأيهم، في قدرة الأخير على حسم الموقف الذي من شأنه إزالة العراقيل الأساسية الموجودة، ودفع العلاقات بالتالي إلى الأمام.

ويقلل الجانب المغربي من نتائج أي لقاء ثنائي - علما بأنه متوقع لكنه غير محسوم حتى هذه اللحظة - على رغم المعلومات التي رشحت عن أطراف مختلفة معنية بـ 5+5. ويعزو المغاربة ذلك إلى وجود عدة مراكز قرار في الجزائر، بعضها لايزال يتمسك بدعم جبهة البوليساريو، ومن ثم قدرته على منع أي فريق من السير في حل مشكلة الصحراء الغربية. ويستند المغاربة في تحليلهم إلى قيام ليبيا بوساطة مع الجزائر للإفراج عن 300 أسير مغربي في تندوف، بدلا من أن تأخذ الجزائر المبادرة وتفرج عن جميع الأسرى من دون اللجوء إلى أقنية خارجية. ومما يزيد الأمور تعقيدا، المزايدات الداخلية الحاصلة حاليا داخل الجزائر بالنسبة إلى موضوع الصحراويين، وخصوصا مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في ابريل/ نيسان المقبل. هذا واقع يعلمه التونسيون الذين يهمهم مرور قمة 5+5 بسلام ونجاح من دون توترات تذكر، مع تقريب وجهات النظر ما أمكن بهدف تعزيز موقع الدول المغاربية في مفاوضاتها مع الأوروبيين

العدد 434 - الخميس 13 نوفمبر 2003م الموافق 18 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً